الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 17 ] 234 - جندرة بن خيشنة أبو قرصافة الليثي مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة .

                                                                  2513 - حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، ثنا أيوب بن علي بن الهيصم ، ثنا زياد بن سيار ، حدثتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، قالت : سمعت جدي أبا قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، فكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، وكانت خالتي كثيرا مما تقول لي : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك . فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ، ثم آتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، وقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري . ثم عدت إليه اليوم الثاني ، ففعل كما فعل اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " أيها الناس ، هاجروا وتمسكوا بالإسلام ، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد " . ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث ، فلم أزل عند النبي صلى الله عليه وسلم أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنمي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جئني بالشياه " . فجئته بهن ، فمسح ظهورهن وضروعهن ، ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن ، قالت : يا بني ، هكذا فارع . قلت : يا خالة ، ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، فأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت لي أمي وخالتي : اذهب بنا إليه . فذهبت أنا وأمي وخالتي ، فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما صافحن . فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة وهجرته إلى [ ص: 18 ] النبي صلى الله عليه وسلم . قال زياد : " وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية