الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 254 ] 3325 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عفان بن مسلم ، ومحمد بن مخلد الحضرمي ، أنا سلام أبو المنذر القاري ، ثنا عاصم ابن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن الحارث بن حسان ، قال : مررت بعجوز بالربذة منقطع بها في بني تميم ، فقالت : أين تريدون ؟ قلنا : نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : فاحملوني معكم ، فإن لي إليه حاجة . قال : فدخلت المسجد والمسجد غاص بالناس ، وإذا راية سوداء تخفق ، وبلال متقلد بالسيف قائم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقعدت في المسجد ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي فدخلت ، فقال : " هل كان بينكم وبين تميم شيء ؟ " قلت : نعم يا رسول الله ، فكانت لنا الدبرة عليهم ، وقد مررت على عجوز منهم بالربذة منقطع بها ، فقالت : إن لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة ، فحملتها ، وها هي تلك بالباب . قال : فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت ، فلما قعدت قلت : يا رسول الله إن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبين تميم فافعل ، فإنها كانت لنا مرة . قال : فاستوفزت العجوز وأخذتها الحمية ، وقالت : يا رسول الله ، فأين تضطر مضرك ؟ قال : قلت : يا رسول الله أنا والله كما قال الأول : بكر حملت حتفا ، حملت هذه ولا أشعر أنها كائنة لي خصما ، أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما وافد عاد ؟ " قال : قلت : على الخبير سقطت . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليستطعمني الحديث " . وقال عفان : أعوذ بالله أن أكون كما قال الأول . قال : " وما قال الأول ؟ " قال : على الخبير سقطت . قال : " هيه يستطعمه الحديث " . فقال : إن عادا قحطوا ، فبعثوا وافدهم قيلا ، فنزل على [ ص: 255 ] معاوية بن بكر شهرا يسقيه الخمر وتغنيه الجرادتان - قال سلام : يعني القينتين - قال : ثم مضى حتى أتى جبال مهرة ، فقال : اللهم إنك تعلم أني لم آت لأسير فأفاديه ، ولا لمريض فأداويه ، فاسق عبدك ما أنت مسقيه واسق معه معاوية بن بكر شهرا ، يشكر له الخمر التي شربها عنده . قال : فمرت سحابات سود ، فنودي منها : تخير السحاب ، وقال : إن هذه لسحابة سوداء . قال : فنودي منها أن خذها رمادا رمددا لا تدع من عاد أحدا . قال : قلت : يا رسول الله ، فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا كقدر ما يرى في الخاتم . قال أبو وائل : وكذلك بلغنا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية