[ ص: 350 ] سورة الليل [ فيها آيتان ] الآية الأولى قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=20757وما خلق الذكر والأنثى } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى في معنى القسم فيها : وفيه ثلاثة أقوال : الأول : إن معناه ورب الذكر والأنثى . وهذا المحذوف مقدر في كل قسم أقسم الله به من المخلوقات . وقد تقدم ذكر القسم بها .
الثاني : أن معنى قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وما خلق الذكر والأنثى } والشفع والوتر كما تقدم يعني
آدم وحواء ،
وآدم خلق وحده قبل خلق
حواء حسبما سبق بيانه .
المسألة الثانية قراءة العامة وصورة المصحف {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وما خلق الذكر والأنثى } وقد ثبت في الصحيح أن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، كانا يقرآن : والذكر والأنثى . قال
إبراهيم : قدم أصحاب
عبد الله على
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم ، فقال : أيكم يقرأ على قراءة
عبد الله ؟ قالوا : كلنا . قال تقرءون : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1والليل إذا يغشى } ؟ قال
علقمة : والذكر والأنثى . قال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا ، وهؤلاء يريدون أن أقرأ : وما خلق الذكر والأنثى ، والله لا أتابعهم .
قال القاضي : هذا مما لا يلتفت إليه بشر ، إنما المعول عليه ما في الصحف ; فلا تجوز مخالفته لأحد ، ثم بعد ذلك يقع النظر فيما يوافق خطه مما لم يثبت ضبطه ، حسبما بيناه في موضعه ; فإن القرآن لا يثبت بنقل الواحد ، وإن كان عدلا ; وإنما يثبت بالتواتر الذي يقع به العلم ، وينقطع معه العذر وتقوم به الحجة على الخلق .
[ ص: 350 ] سُورَةُ اللَّيْلِ [ فِيهَا آيَتَانِ ] الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=20757وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } .
فِيهَا مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى فِي مَعْنَى الْقَسَمِ فِيهَا : وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : إنَّ مَعْنَاهُ وَرَبِّ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى . وَهَذَا الْمَحْذُوفُ مُقَدَّرٌ فِي كُلِّ قَسَمٍ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْقَسَمِ بِهَا .
الثَّانِي : أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ كَمَا تَقَدَّمَ يَعْنِي
آدَمَ وَحَوَّاءَ ،
وَآدَمُ خُلِقَ وَحْدَهُ قَبْلَ خَلْقِ
حَوَّاءَ حَسْبَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ وَصُورَةُ الْمُصْحَفِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبَا الدَّرْدَاءِ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنَ مَسْعُودٍ ، كَانَا يَقْرَآنِ : وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى . قَالَ
إبْرَاهِيمُ : قَدِمَ أَصْحَابُ
عَبْدِ اللَّهِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ فَطَلَبَهُمْ فَوَجَدَهُمْ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالُوا : كُلُّنَا . قَالَ تَقْرَءُونَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى } ؟ قَالَ
عَلْقَمَةُ : وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى . قَالَ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَكَذَا ، وَهَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ : وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ، وَاَللَّهِ لَا أُتَابِعُهُمْ .
قَالَ الْقَاضِي : هَذَا مِمَّا لَا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ بَشَرٌ ، إنَّمَا الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ مَا فِي الصُّحُفِ ; فَلَا تَجُوزُ مُخَالَفَتُهُ لِأَحَدٍ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَقَعُ النَّظَرُ فِيمَا يُوَافِقُ خَطَّهُ مِمَّا لَمْ يَثْبُتْ ضَبْطُهُ ، حَسْبَمَا بَيَّنَّاهُ فِي مَوْضِعِهِ ; فَإِنَّ الْقُرْآنَ لَا يَثْبُتُ بِنَقْلِ الْوَاحِدِ ، وَإِنْ كَانَ عَدْلًا ; وَإِنَّمَا يَثْبُتُ بِالتَّوَاتُرِ الَّذِي يَقَعُ بِهِ الْعِلْمُ ، وَيَنْقَطِعُ مَعَهُ الْعُذْرُ وَتَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ .