الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قال مالك : الشتاء نصف السنة ، والصيف نصفها . ولم أزل أرى ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومن معه لا يخلعون عمائمهم حتى تطلع الثريا ، وهو يوم التاسع عشر من بشنس ، وهو يوم خمسة وعشرين من عدد الروم أو الفرس ، وأراد بطلوع الثريا أن يخرج السعاة وتسير الناس بمواشيهم إلى مياههم . وأن طلوع الثريا قبل الصيف ودبر الشتاء ، وهذا مما لا خلاف فيه بين أصحابه عنه .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 390 ] وقال أشهب عنه وحده : إذا سقطت الهقعة نقص الليل ، فلما جعل طلوع الثريا أول الصيف وجب أن يكون له شطر السنة ستة أشهر ، ثم يستقبل الشتاء من بعد ذهاب الصيف ستة أشهر .

                                                                                                                                                                                                              وقد سئل محمد بن عبد الحكم عمن حلف ألا يكلم امرأ حتى يدخل الشتاء .

                                                                                                                                                                                                              فقال : لا يكلمه حتى يمضي سبعة عشر من هاتور . ولو قال : حتى يدخل الصيف لم يكلمه حتى يمضي سبعة عشر من بشنس ; فهو سهو ; إنما هو تسعة عشر من بشنس ; لأنك إذا حسبت المنازل على ما هي عليه من ثلاث عشر ليلة كل منزلة ، علمت أن ما بين تسع عشرة من هاتور لا تنقضي منازله إلا بتسع عشرة من بشنس . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية