الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      قال أبو القاسم بن بكير : سمعت إبراهيم الحربي يقول : ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا ، كنت أجيء من عشي إلى عشي ، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية ، أو لعقة بن أو باقة فجل .

                                                                                      محمد بن أيوب العكبري : سمعت إبراهيم الحربي يقول : ما تروحت ولا روحت قط ، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين .

                                                                                      [ ص: 368 ] قال أبو الحسين بن سمعون : حدثنا أحمد بن سليمان القطيعي قال : أضقت إضاقة ، فأتيت إبراهيم الحربي لأبثه فقال لي : لا يضيق صدرك ، فإن الله من وراء المعونة ، فإني أضقت مرة ، حتى انتهى أمري إلى أن عدم عيالي قوتهم ، فقالت الزوجة : هب أني أنا وأنت نصبر ، فكيف بالصبيتين ؟ هات شيئا من كتبك نبيعه أو نرهنه . فضننت بذلك ، وقلت : أقترض غدا .

                                                                                      فلما كان الليل ، دق الباب ، فقلت : من ذا ؟ قال : رجل من الجيران فقلت : ادخل . فقال : ، فأطفئ السراج حتى أدخل . فكببت شيئا على السراج ، فدخل ، وترك شيئا ، وقام ، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل ، وكاغد فيه خمس مائة درهم ، فأنبهنا الصغار وأكلوا .

                                                                                      ثم من الغد إذا جمال يقود جملين ، عليهما حملان ورقا ، وهو يسأل عن منزلي ، فقال : هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان ، واستحلفني أن لا أقول من هو .

                                                                                      إسنادها مرسل .

                                                                                      قال الحسين بن فهم الحافظ : لا ترى عيناك مثل إبراهيم الحربي ، إمام الدنيا ، لقد رأيت ، وجالست العلماء ، فما رأيت رجلا أكمل منه .

                                                                                      قال الحاكم : سمعت محمد بن صالح القاضي يقول : لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد .

                                                                                      قلت : يريد من اجتمع فيه هذه الأمور الأربعة .

                                                                                      [ ص: 369 ] قال سليمان بن الخليل : سمعت الحربي يقول : في كتاب أبي عبيد " غريب الحديث " ثلاثة وخمسون حديثا ليس لها أصل .

                                                                                      قال أبو الحسن الدارقطني : الحربي إمام ، مصنف ، عالم بكل شيء ، بارع في كل علم ، صدوق .

                                                                                      قال أبو بكر الشافعي : سمعت إبراهيم الحربي يقول : عندي عن علي بن المديني قمطر ، ولا أحدث عنه بشيء ، لأني رأيته المغرب وبيده نعله مبادرا ، فقلت : إلى أين ؟ قال : ألحق الصلاة مع أبي عبد الله . فظننته يعني أحمد بن حنبل ، ثم قلت : من أبو عبد الله ؟ قال : ابن أبي دؤاد .

                                                                                      وقيل : إن المعتضد لما نفذ إلى الحربي بالعشرة آلاف فردها ، فقيل له : ففرقها ، فأبى ، ثم لما مرض ، سير إليه المعتضد ألف دينار ، فلم يقبلها ، فخاصمته بنته ، فقال : أتخشين إذا مت الفقر ؟ قالت : نعم . قال : في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها [ ص: 370 ] بخطي ، فبيعي منها كل يوم جزءا بدرهم وأنفقيه .

                                                                                      نقل الخطيب وطائفة : أن الحربي توفي لسبع بقين من ذي الحجة ، سنة خمس وثمانين ومائتين وكانت جنازته مشهودة ، صلى عليه يوسف القاضي ، صاحب كتاب " السنن " ، وقبره يزار ببغداد .

                                                                                      وفيها مات : إسحاق الدبري صاحب عبد الرزاق ، وعبيد بن عبد الواحد البزار وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد .

                                                                                      أخبرتنا أم عبد الله زينب بنت علي الصالحية سنة ثلاث وتسعين وست مائة ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن قدامة ، في سنة إحدى عشرة وست مائة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي ، أخبرنا عمر بن جعفر الختلي ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي أيوب : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان : فيصد هذا ، ويصد هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام

                                                                                      [ ص: 371 ] وبه : قال الحربي : حدثناه أبو مصعب أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث .

                                                                                      أخبرنا عيسى بن عبد المنعم أخبرنا عبد الغفار بن شجاع ، ( ح ) : وأخبرنا محمد بن أبي العز ، والحسن بن علي القلانسي قالا : أخبرنا أبو الوفاء عبد الملك بن الحنبلي ، وأخبرنا علي بن محمد الجذامي أخبرنا يوسف بن عبد المعطي ، وأخبرنا عمر بن نصير السهمي [ ص: 372 ] [ و ] عبد الرحمن بن سليمان : أخبرنا أبو الحسن بن الجميزي وأخبرنا سنقر الزيني وعبد الرحمن ومحمد ابنا سليمان ، قالوا : أخبرنا علي بن محمود ، وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصواف أخبرنا جدي ، وأخبرنا عبد الولي بن رافع وعثمان بن موسى وفاطمة بنت إبراهيم .

                                                                                      قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن رواحة ، وأخبرنا عبد الواحد بن كثير وجماعة ، قالوا : أخبرنا علي بن محمد المفسر ، قالوا جميعا : أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا حمد بن إسماعيل الزكي بمكة ، ( ح ) : وأخبرنا ابن قدامة ، وعدة إجازة ، قالوا : أخبرنا عمر بن طبرزد ، أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قالا : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد البزاز ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا إبراهيم الحربي ، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : كنت أغتسل معه -صلى الله عليه وسلم- من الإناء الواحد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية