الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله :( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) .

                                                                                                                                                                                                                                            فاعلم أن جميع تكاليف الله محصورة في نوعين :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : التروك ، وهي الأشياء التي يجب على الإنسان تركها ، والاحتراز عنها والاتقاء منها ، وهذا النوع إليه الإشارة بقوله :( للذين يتقون ) .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : الأفعال ؛ وتلك التكاليف إما أن تكون متوجهة على مال الإنسان أو على نفسه .

                                                                                                                                                                                                                                            أما القسم الأول : فهو الزكاة وإليه الإشارة بقوله :( ويؤتون الزكاة ) .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما القسم الثاني : فيدخل فيه ما يجب على الإنسان علما وعملا ؛ أما العلم فالمعرفة ، وأما العمل فالإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ، ويدخل فيها الصلاة وإلى هذا المجموع الإشارة بقوله :( والذين هم بآياتنا يؤمنون ) ونظيره قوله تعالى في أول سورة البقرة :( هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) [ البقرة : 2-3 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية