الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 95 ) باب إباحة الإحرام من غير تسمية حج ولا عمرة ، ومن غير قصد نية واحد بعينه عند ابتداء الإحرام .

              2620 - ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ثنا ابن أبي حازم ، أخبرني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : " خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نرى إلا الحج حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 1243 ] مكة فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، ثم قال : " نبدأ بالذي بدأ الله به " ، فبدأ بالصفا حتى فرغ من آخر سبعة على المروة ، فجاءه علي بن أبي طالب بهدية من اليمن ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بم أهللت ؟ " قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال : " فإني أهللت بالحج " . فذكر الدورقي الحديث بطوله .

              قال أبو بكر : فقد أهل علي بن أبي طالب بما أهل به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو غير عالم في وقت إهلاله ما الذي به أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان مهلا من طريق المدينة ، وكان علي بن أبي طالب رحمه الله من ناحية اليمن ، وإنما علم علي بن أبي طالب ما الذي به أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند اجتماعهما بمكة ، فأجاز - صلى الله عليه وسلم - إهلاله بما أهل به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو غير عالم في وقت إهلاله أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج أو بالعمرة أو بهما جميعا .

              وقصة أبي موسى الأشعري من هذا الباب لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو منيخ بالبطحاء ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " قد أحسنت " . غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المتعقب أمر عليا بغير ما أمر به أبا موسى أمر عليا بالمقام على إحرامه ، إذ كان معه هدي ، فلم يجد له الإحلال إلى أن بلغ الهدي محله ، وأمر أبا موسى بالإحلال بعمرة ، إذ لم يكن معه هدي ، وقد بينت هذه المسألة في " كتاب الكبير " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية