الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ( 7 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ( لقد كان في يوسف وإخوته ) الأحد عشر ( آيات ) يعني : عبر وذكر ( للسائلين ) يعني السائلين عن أخبارهم وقصصهم . وإنما أراد جل ثناؤه بذلك نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .

وذلك أنه يقال : إن الله تبارك وتعالى إنما أنزل هذه السورة على نبيه ، يعلمه فيها ما لقي يوسف من أدانيه وإخوته من الحسد ، مع تكرمة الله إياه ، تسلية له بذلك مما يلقى من أدانيه وأقاربه من مشركي قريش . كذلك كان ابن إسحاق يقول : [ ص: 562 ]

18794 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : إنما قص الله تبارك وتعالى على محمد خبر يوسف ، وبغي إخوته عليه وحسدهم إياه ، حين ذكر رؤياه ، لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغي قومه وحسده حين أكرمه الله عز وجل بنبوته ، ليأتسي به .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( آيات للسائلين ) . فقرأته عامة قرأة الأمصار"آيات" على الجماع .

وروي عن مجاهد وابن كثير أنهما قرآ ذلك على التوحيد .

والذي هو أولى القراءتين بالصواب ، قراءة من قرأ ذلك على الجماع ، لإجماع الحجة من القرأة عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية