ولما كان الإنسان قد يزرع ما يكون لغيره بين أن هذا لهم بشرط فقال: وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: [و] لما كان للخلافة وخصوصا بالإنفاق موقع من النفس بوجوه مما ينقص التضعيف أو يبطله كالذي يطرأ على الحرث الذي ضرب به المثل مما ينقص نباته أو يستأصله نبه تعالى على ما يبطل; انتهى. فقال سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=23465_23477_23515_28270_29675_34478_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الذين ينفقون ورغبهم في إصلاحها ورهبهم من إفسادها بإضافتها إليهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262أموالهم وحث على الإخلاص في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262في سبيل الله أي الذي له الأسماء الحسنى.
[ ص: 77 ] ولما كانت النفس مطبوعة على ذكر فضلها وكان من المستبعد جدا تركها له نبه عليه بأداة البعد إعلاما بعظيم فضله فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثم لا يتبعون ما أنفقوا بما يجاهدون به أنفسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262منا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: وهو ذكره لمن أنفق عليه فيكون قطعا لوصله بالإغضاء عنه لأن أصل معنى المن القطع
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ولا أذى وهو ذكره لغيره فيؤذيه بذلك لما يتعالى عليه بإنفاقه. انتهى. وكذا أن يقول لمن شاركه في فعل خير: لو لم أحضر ما تم، وتكرير
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لا تنبيه على أن انتفاء كل منهما شرط لحصول الأجر
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لهم ولم يقرنه بالفاء إعلاما بأنه ابتداء عطاء من الله تفخيما لمقداره وتعظيما لشأنه حيث لم يجعله مسببا عن إنفاقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262أجرهم أي الذي ذكره في التضعيف فأشعر ذلك أنه إن اقترن بما نهي عنه لم يكن لهم، ثم زادهم رغبة بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262عند ربهم أي المحسن إليهم بتربيتهم القائم على ما يقبل من النفقات بالحفظ والتنمية حتى يصير في العظم إلى حد يفوت الوصف
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ولا خوف عليهم من هضيمة تلحقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ولا هم يحزنون على فائت، لأن ربهم سبحانه وتعالى لم يترك شيئا من الفضل اللائق بهم إلا أوصله إليهم.
وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ قَدْ يَزْرَعُ مَا يَكُونُ لِغَيْرِهِ بَيَّنَ أَنَّ هَذَا لَهُمْ بِشَرْطٍ فَقَالَ: وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: [وَ] لَمَّا كَانَ لِلْخِلَافَةِ وَخُصُوصًا بِالْإِنْفَاقِ مَوْقِعٌ مِنَ النَّفْسِ بِوُجُوهٍ مِمَّا يَنْقُصُ التَّضْعِيفَ أَوْ يُبْطِلُهُ كَالَّذِي يَطْرَأُ عَلَى الْحَرْثِ الَّذِي ضَرَبَ بِهِ الْمَثَلَ مِمَّا يَنْقُصُ نَبَاتُهُ أَوْ يَسْتَأْصِلُهُ نَبَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا يُبْطِلُ; انْتَهَى. فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=23465_23477_23515_28270_29675_34478_34513_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262الَّذِينَ يُنْفِقُونَ وَرَغَّبَهُمْ فِي إِصْلَاحِهَا وَرَهَّبَهُمْ مِنْ إِفْسَادِهَا بِإِضَافَتِهَا إِلَيْهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262أَمْوَالَهُمْ وَحَثَّ عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيِ الَّذِي لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى.
[ ص: 77 ] وَلَمَّا كَانَتِ النَّفْسُ مَطْبُوعَةً عَلَى ذِكْرِ فَضْلِهَا وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَبْعَدِ جِدًّا تَرْكُهَا لَهُ نَبَّهَ عَلَيْهِ بِأَدَاةِ الْبُعْدِ إِعْلَامًا بِعَظِيمِ فَضْلِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا بِمَا يُجَاهِدُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262مَنًّا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14085الْحَرَالِّيُّ: وَهُوَ ذِكْرُهُ لِمَنْ أَنْفَقَ عَلَيْهِ فَيَكُونُ قَطْعًا لِوَصْلِهِ بِالْإِغْضَاءِ عَنْهُ لِأَنَّ أَصْلَ مَعْنَى الْمَنِّ الْقَطْعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262وَلا أَذًى وَهُوَ ذِكْرُهُ لِغَيْرِهِ فَيُؤْذِيهِ بِذَلِكَ لِمَا يَتَعَالَى عَلَيْهِ بِإِنْفَاقِهِ. انْتَهَى. وَكَذَا أَنْ يَقُولَ لِمَنْ شَارَكَهُ فِي فِعْلِ خَيْرٍ: لَوْ لَمْ أَحْضُرْ مَا تَمَّ، وَتَكْرِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ انْتِفَاءَ كُلٍّ مِنْهُمَا شَرْطٌ لِحُصُولِ الْأَجْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262لَهُمْ وَلَمْ يَقْرِنْهُ بِالْفَاءِ إِعْلَامًا بِأَنَّهُ ابْتِدَاءً عَطَاءٌ مِنَ اللَّهِ تَفْخِيمًا لِمِقْدَارِهِ وَتَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ حَيْثُ لَمْ يَجْعَلْهُ مُسَبَّبًا عَنْ إِنْفَاقِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262أَجْرُهُمْ أَيِ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي التَّضْعِيفِ فَأَشْعَرَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِنِ اقْتَرَنَ بِمَا نُهِيَ عَنْهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ، ثُمَّ زَادَهُمْ رَغْبَةً بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262عِنْدَ رَبِّهِمْ أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيْهِمْ بِتَرْبِيَتِهِمُ الْقَائِمِ عَلَى مَا يَقْبَلُ مِنَ النَّفَقَاتِ بِالْحِفْظِ وَالتَّنْمِيَةِ حَتَّى يَصِيرَ فِي الْعِظَمِ إِلَى حَدٍّ يَفُوتُ الْوَصْفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ مِنْ هَضِيمَةٍ تَلْحَقُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=262وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى فَائِتٍ، لِأَنَّ رَبَّهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِنَ الْفَضْلِ اللَّائِقِ بِهِمْ إِلَّا أَوْصَلَهُ إِلَيْهِمْ.