الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      صاحب خراسان

                                                                                      الأمير أبو إبراهيم ، إسماعيل بن الملك أحمد بن أسد بن سامان بن نوح كان ملكا فاضلا ، عالما ، فارسا ، شجاعا ، ميمون النقيبة ، معظما للعلماء ، يلقب بالأمير الماضي .

                                                                                      سمع من : أبيه ، ومن محمد بن نصر المروزي عامة تصانيفه .

                                                                                      أخذ عنه ابن خزيمة وغيره .

                                                                                      قال ابن قانع : سمعت عيسى بن محمد الطهماني : سمعت الأمير إسماعيل يقول : جاءنا أبونا بمؤدب ، فعلمنا الرفض فنمت ، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، فقال لي : لم تسب صاحبي ؟ . فوقفت ، فقال لي بيده ، فنفضها في وجهي ، فانتبهت فزعا [ ص: 155 ] أرتعد من الحمى ، فكنت على الفراش سبعة أشهر ، وسقط شعري ، فدخل أخي ، فقال : أيش قصتك ؟ فأخبرته ، فقال : اعتذر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم . فاعتذرت وتبت ، فما مر لي إلا جمعة حتى نبت شعري .

                                                                                      قلت : كان هو وآباؤه ملوك بخارى وسمرقند ، وله غزوات في الترك ، وهو الذي ظفر بعمرو بن الليث وأسره ، فجاءه من المعتضد التقليد بولاية خراسان وما يليها ، وكان سلطنته مدة سبع سنين .

                                                                                      توفي ببخارى في صفر سنة خمس وتسعين ومائتين فتملك بعده ابنه أحمد .

                                                                                      ومات ابنه السلطان أبو نصر أحمد في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة ، قتله مماليكه ثم ملكوا ولده نصرا فدام ثلاثين عاما ، فأحسن السيرة ، وعظمت هيبته .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية