الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3034 - وقد بين ذلك ، ما قد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف ، قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله ، nindex.php?page=hadith&LINKID=696349nindex.php?page=treesubj&link=23467_23468_23485_23495_23513_25932_33300عن رائطة بنت عبد الله ، امرأة nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، وكانت امرأة صنعاء ، وليس لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه مال ، فكانت تنفق عليه وعلى ولده منها .
فقالت : لقد شغلتني - والله - أنت وولدك عن الصدقة ، فما أستطيع أن أتصدق معكم بشيء .
فقال : ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر ، أن تفعلي .
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وهو ، فقالت : يا رسول الله ، إني امرأة ذات صنعة ، أبيع منها ، وليس لولدي ولا لزوجي شيء ، فشغلوني فلا أتصدق ، فهل لي فيهم أجر ؟
[ ص: 24 ] فقال : لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم ، فأنفقي عليهم .
ففي هذا الحديث أن تلك الصدقة ، مما لم يكن فيه زكاة .
و ( رائطة ) هذه ، هي زينب امرأة عبد الله ، لا نعلم أن عبد الله كانت له امرأة غيرها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والدليل على أن تلك الصدقة كانت تطوعا كما ذكرنا ، قولها ( كنت امرأة صنعاء ، أصنع بيدي فأبيع من ذلك ، فأنفق على عبد الله ) .
فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في هذا الحديث ، وفي الحديث الأول ، جوابا لسؤالها هذا .
وفي حديث رائطة هذا : كنت أنفق من ذلك على عبد الله ، وعلى ولده مني .
وقد أجمعوا على أنه لا يجوز للمرأة أن تنفق على ولدها من زكاتها .
فلما كان ما أنفقت على ولدها ليس من الزكاة ، فكذلك ما أنفقت على زوجها ليس هو أيضا من الزكاة .
وقد روي أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل أن تلك الصدقة التي أباح لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنفاقها على زوجها ، كانت من غير الزكاة .