الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وسئل رحمه الله عن رجلين : أحدهما حافظ القرآن وهو واعظ يحضر الدف والشبابة والآخر عالم متورع . فأيهما أولى بالإمامة ؟ .

                التالي السابق


                فأجاب : ثبت في صحيح مسلم عن أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا [ ص: 341 ] في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا } .

                فإذا كان الرجلان من أهل الديانة فأيهما كان أعلم بالكتاب والسنة وجب تقديمه على الآخر متعينا فإن كان أحدهما فاجرا مثل أن يكون معروفا بالكذب والخيانة ونحو ذلك من أسباب الفسوق والآخر مؤمنا من أهل التقوى فهذا الثاني أولى بالإمامة إذا كان من أهلها وإن كان الأول أقرأ وأعلم فإن الصلاة خلف الفاسق منهي عنها نهي تحريم عند بعض العلماء ونهي تنزيه عند بعضهم . وقد جاء في الحديث : " { لا يؤمن فاجر مؤمنا إلا أن يقهره بسوط أو عصا } . ولا يجوز تولية الفاسق مع إمكان تولية البر . والله أعلم .




                الخدمات العلمية