الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1470 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم ، وإنه ليؤتى يوم القيامة ، بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض ، فطيبوا بها نفسا ) . رواه الترمذي ، وابن ماجه .

التالي السابق


1470 - ( وعن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما عمل ) ابن آدم من عمل : من زائدة لتأكيد الاستغراق أي عملا . ( يوم النحر ) : بالنصب على الظرفية . ( أحب ) : بالنصب صفة عمل ، وقيل : بالرفع ، وتقديره هو أحب . ( إلى الله من إهراق الدم ) أي : صبه . ( وإنه ) : الضمير راجع إلى ما دل عليه إهراق الدم قاله الطيبي ، وأما قول ابن حجر : أي : الدم المهراق ، فلا وجه له إذ المعنى أن المهراق دمه . ( ليأتي يوم القيامة ) : والتأنيث في قوله : ( بقرونها ) : جمع القرن . ( وأشعارها ) : جمع الشعر . ( وأظلافها ) : جمع ظلف باعتبار الجنس . قال ابن الملك : ( إنه ) أي : المضحى به ، وفي بعض النسخ . ( إنها ) أي : الأضحية ، وهو الأنسب بالضمائر بعد . قال السيد : وفي بعض نسخ المصابيح بدل ( بقرونها ) ( بفروثها ) جمع فرث ، وهو النجاسة التي في الكرش ، وليس كذلك في الأصول . قلت : فيكون تصحيفا . قال زين العرب : يعني أصل العبادات يوم العيد إراقة دم القربان ، وإنه يأتي يوم القيامة كما كان في الدنيا من غير نقصان شيء منه ، ليكون بكل عضو منه أجر ، ويصير مركبه على الصراط ، وكل يوم مختص بعبادة ، ويوم النحر بعبادة فعلها إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - من التضحية والتكبير ، ولو كان شيء أفضل من ذبح الغنم في فداء الإنسان لما فدى إسماعيل - عليه الصلاة والسلام - بذبح الغنم ، وقوله : ( وإن الدم ليقع من الله ) أي : من رضاه [ ص: 1087 ] ( بمكان ) أي : بموضع قبل . ( قبل أن يقع بالأرض ) أي : يقبله تعالى عند قصد الذبح قبل أن يقع دمه على الأرض . ( فطيبوا بها أي : بالأضحية . ( نفسا ) : تمييز عن النسبة . قال ابن الملك : الفاء جواب شرط مقدر أي : إذا علمتم أنه تعالى يقبله ويجزيكم بها ثوابا كثيرا ، فلتكن أنفسكم بالتضحية طيبة غير كارهة لها ، وأما قول ابن حجر : فطيبوا بها أي : بثوابها الجزيل نفسا أي : قلبا . أي : بادروا إليها فلا يخفى بعده . ( رواه الترمذي ) قال ميرك : وقال : حسن غريب ، ورواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد . ( وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية