الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما أعجلك عن قومك يا موسى ( 83 ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( 84 ) ) [ ص: 349 ] يقول تعالى ذكره : ( وما أعجلك ) وأي شيء أعجلك ( عن قومك يا موسى ) فتقدمتهم وخلفتهم وراءك ، ولم تكن معهم

( قال هم أولاء على أثري ) يقول : قومي على أثري يلحقون بي ( وعجلت إليك رب لترضى ) يقول وعجلت أنا فسبقتهم رب كيما ترضى عني .

وإنما قال الله تعالى ذكره لموسى : ما أعجلك عن قومك ، لأنه جل ثناؤه ، فيما بلغنا حين نجاه وبني إسرائيل من فرعون وقومه ، وقطع بهم البحر ، وعدهم جانب الطور الأيمن ، فتعجل موسى إلى ربه ، وأقام هارون في بني إسرائيل يسير بهم على أثر موسى .

كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : وعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومه ونجاه وقومه ثلاثين ليلة ، ثم أتمها بعشر ، فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، تلقاه فيها بما شاء ، فاستخلف موسى هارون في بني إسرائيل ، ومعه السامري يسير بهم على أثر موسى ليلحقهم به ، فلما كلم الله موسى ، قال له ( وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ) .

كما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله ( وعجلت إليك رب لترضى ) قال : لأرضيك .

التالي السابق


الخدمات العلمية