الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1382 - توضيح معنى ( الم غلبت الروم )

                                                                                            3593 - حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسين بن الفضل البجلي ، ثنا معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب ، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان ، فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر - رضي الله عنه - فذكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما إنهم سيهزمون " . فذكر أبو بكر لهم ذلك فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهروا كان لك كذا وكذا ، وإن ظهرنا كان لنا [ ص: 181 ] كذا وكذا ، فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ألا جعلته - أراه قال : - دون العشرة " . قال : فظهرت الروم بعد ذلك ، فذلك قوله تعالى : ( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) قال : فغلبت الروم ، ثم غلبت بعد ( لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) . قال سفيان : وسمعت أنهم ظهروا يوم بدر .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية