القول في تأويل قوله تعالى:
[4]
nindex.php?page=treesubj&link=24770_25561_29677_33439_34092_34122_34308_34494_7856_7860_7920_8392_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب لما كان طليعة هذه السورة تمهيدا لجهاد المشركين الساعين في الأرض بالفساد، الصادين عن منهج الرشاد، وبعثا على الصدق
[ ص: 5374 ] في قتالهم، كسحا لعقبة باطلهم، عملا بما يوجبه الإيمان ويفرضه الإيقان، وتمييزا لأولياء الرحمن من أولياء الشيطان، تأثر تلك الطليعة بهذه الجملة. ولذا قال
أبو السعود : الفاء لترتيب ما في حيزها من الأمر على ما قبلها؛ فإن ضلال أعمال الكفرة وخبثهم، وصلاح أحوال المؤمنين وفلاحهم، مما يوجب أن يرتب على كل من الجانبين ما يليق به من الأحكام؛ أي: فإذا كان الأمر كما ذكر، فإذا لقيتموهم في المحاربة، فضرب الرقاب. وأصله: فاضربوا الرقاب ضربا. فحذف الفعل، وقدم المصدر، وأنيب منابه مضافا إلى المفعول. وفيه اختصار وتأكيد بليغ. والتعبير به عن القتل، تصوير له بأشنع صورة، وتهويل لأمره، وإرشاد للغزاة إلى أيسر ما يكون منه:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حتى إذا أثخنتموهم أي: غلبتموهم، وقهرتم من لم تضربوا رقبته منهم، فصاروا في أيديكم أسرى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فشدوا الوثاق بفتح الواو، وقرئ بكسرها. وهو ما يوثق به، أي: يربط ويشد، كالقيد والحبل. أي: فأمسكوهم به كيلا يقتلوكم فيهربوا منكم:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإما منا بعد وإما فداء أي: فإما تمنون بعد ذلك عليهم، فتطلقونهم بغير عوض، لزوال سبعيتهم، وإما تفدون فداء، فتطلقونهم بعوض مال، أو مسلم أسروه فيتقوى به المسلمون، أو يتخلص أسيرهم.
قال
المهايمي : ولم يذكر القتل اكتفاء بما مر من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض وذلك فيمن يرى فيه الإمام بقاء السبعية بالكمال، ولم يذكر الاسترقاق؛ لأنه في معنى استدامة الأسر، وذلك فيمن يرى فيه نوع سبعية، ولا تزالوا كذلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حتى تضع الحرب أوزارها أي: إلى انقضاء الحرب. و(الأوزار): كالأحمال وزنا ومعنى، استعير لآلات الحرب التي لا تقوم إلا بها، استعارة تصريحية أو مكنية، بتشبيهها بإنسان يحمل حملا على رأسه أو ظهره، وأثبت له ذلك تخييلا، وقد جاء ذكرها في قول
الأعشى :
وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالا وخيلا ذكورا
[ ص: 5375 ] وقيل: أوزارها آثامها. يعني: حتى يترك أهل الحرب -وهم المشركون- شركهم ومعاصيهم بأن يسلموا.
تنبيهات:
الأول - قال في (الإكليل): في الآية بيان
nindex.php?page=treesubj&link=7969كيفية الجهاد .
الثاني - للسلف قولان في أن الآية: منسوخة، أو محكمة.
فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي أنها منسوخة بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قالوا: فلم يبق لأحد من المشركين عهد ولا ذمة بعد براءة، وانسلاخ الأشهر الحرم.
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ، أن الآية محكمة ليست منسوخة، وأنه لا يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=8389قتل الأسير ، وإنما له المن أو الفداء.
ووجه من ذهب إلى الأول تعارض الآيتين عنده بادئ بدء، فلم يبق إلا القول بإحداهما وهي المطلقة.
ومدرك الثاني أن الأمر بقتلهم المجمل في آيات، محمول على المفصل في مثل هذه الآية، أي: إن القتل عند اللقاء، ثم بعد انقضاء الحرب المن أو الفداء لا غير، إلا أن تبدو مصلحة في القتل، فتلك من باب آخر.
وثم قول ثالث: وهو كون الآية محكمة مع تفويض الأمر إلى الإمام، وأن ذكر المن والفداء لا ينافي جواز القتل، لعلمه من آيات أخر، لا سيما ومرجع الأمر إلى المصلحة. وهذا القول هو الذي أختاره، وإذا دار الأمر في الآي بين الإحكام والنسخ، فالأول هو المرجح. وقد لا يتعارض قول من قال بالنسخ مع الذاهب إلى الإحكام، لما قدمناه في مقدمة التفسير، من تغاير اصطلاح السلف، والأصوليين في النسخ.
[ ص: 5376 ] ثم رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير سبقني في ترجيح ذلك، وعبارته:
والصواب من القول عندنا في ذلك، أن هذه الآية محكمة غير منسوخة. وذلك أن صفة الناسخ والمنسوخ، أنه ما لم يجز اجتماع حكميهما في حال واحدة، أو ما قامت الحجة بأن أحدهما ناسخ الآخر، وغير مستنكر أن يكون جعل الخيار في المن، والفداء، والقتل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى القائمين بعده بأمر الأمة، وإن لم يكن القتل مذكورا في هذه الآية، لأنه قد أذن بقتلهم في آية أخرى، وذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الآية. بل ذلك كذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يفعل فيمن صار أسيرا في يده من أهل الحرب، فيقتل بعضا، ويفادي ببعض، ويمن على بعض، مثل يوم
بدر : قتل
عقبة بن أبي معيط، وقد أتي به أسيرا. وقتل
بني قريظة وقد نزلوا على حكم
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد، وصاروا في يده سلما، وهو على فدائهم والمن عليهم قادر، وفادى بجماعة، أسارى المشركين الذين أسروا ببدر، ومن على
ثمامة بن أثال الحنفي، وهو أسير في يده. ولم يزل ذلك ثابتا من سيره في أهل الحرب، من لدن أذن الله له بحربهم، إلى أن قبضه إليه صلى الله عليه وسلم دائما ذلك فيهم. وإنما ذكر جل ثناؤه في هذه الآية المن والفداء في الأسارى، فخص ذكرهما فيها، لأن الأمر بقتلهم والإذن منه بذلك، قد كان تقدم في سائر آي تنزيله مكررا، فأعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بما ذكر في هذه الآية من المن والفداء، ما له فيهم مع القتل. انتهى كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير.
الثالث -من فوائد الآية أيضا جواز
nindex.php?page=treesubj&link=8392تخلية سبيل المشركين، إذا ضعفت شوكتهم، وأمنت مفسدتهم ، لأن ذلك من لوازم المن، وقبول الفداء، والقول بإبادة خضرائهم من غير تفصيل، ينافيه نص هذه الآية،
nindex.php?page=treesubj&link=8835وقبول النبي صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس هجر وهم مشركون، فتفهم.
[ ص: 5377 ] وبالجملة، فالذي عول عليه الأئمة المحققون رضي الله عنهم، أن الأمير يخير، بعد الظفر تخيير مصلحة لا شهوة في الأسراء المقاتلين، بين قتال واسترقاق، ومن وفداء. ويجب عليه اختيار الأصلح للمسلمين؛ لأنه يتصرف لهم على سبيل النظر، فلم يجز له ترك ما فيه الحظ، كولي اليتيم، لأن كل خصلة من هذه الخصال قد تكون أصلح في بعض الأسرى. فإن منهم من له قوة ونكاية في المسلمين، فقتله أصلح. ومنهم الضعيف ذو المال الكثير، ففداؤه أصلح، ومنهم حسن الرأي في المسلمين، يرجى إسلامه، فالمن عليه أولى، ومن ينتفع بخدمته، ويؤمن شره، استرقاقه أصلح -كما في (شرح الإقناع).
الرابع -تسن دعوة الكفار إلى الإسلام قبل القتال لمن بلغته الدعوة، قطعا لحجته. ويحرم القتال قبلها لمن لم تبلغه الدعوة، لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة بن الحصيب قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=702745كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش، أمره بتقوى الله تعالى في خاصة نفسه، وبمن معه من المسلمين. وقال: « إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث، فإن هم أجابوك إليها فاقبل منهم، وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن هم أبوا فادعهم إعطاء الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم. فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم » رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وقيد الإمام
ابن القيم وجوب الدعوة واستحبابها، بما قصدهم المسلمون. أما إذا كان الكفار قاصدين المسلمين بالقتال، فللمسلمين قتالهم من غير دعوة، دفعا عن نفوسهم، وحريمهم، وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده، لأنه أعرف بحال الناس، وبحال العدو، ونكايتهم، وقربهم، وبعدهم - كما في (شرح الإقناع).
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ذلك خبر لمحذوف. أي: الأمر ذلك. أو مفعول لمقدر:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ولو يشاء الله لانتصر منهم أي: لانتقم منهم بعقوبة عاجلة، وكفاكم ذلك كله.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ولكن ليبلو [ ص: 5378 ] بعضكم ببعض أي: ليختبركم بهم، فيعلم المجاهدين منكم والصابرين فيثيبهم، ويبلوهم بكم، فيعاقب بأيديكم من شاء منهم حتى ينيب إلى الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4والذين قتلوا أي: استشهدوا. وقرئ: قاتلوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4في سبيل الله فلن يضل أعمالهم
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[4]
nindex.php?page=treesubj&link=24770_25561_29677_33439_34092_34122_34308_34494_7856_7860_7920_8392_29018nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ لِمَا كَانَ طَلِيعَةُ هَذِهِ السُّورَةِ تَمْهِيدًا لِجِهَادِ الْمُشْرِكِينَ السَّاعِينَ فِي الْأَرْضِ بِالْفَسَادِ، الصَّادِّينَ عَنْ مَنْهَجِ الرَّشَادِ، وَبَعْثًا عَلَى الصِّدْقِ
[ ص: 5374 ] فِي قِتَالِهِمْ، كَسْحًا لِعَقَبَةِ بَاطِلِهِمْ، عَمَلًا بِمَا يُوجِبُهُ الْإِيمَانُ وَيَفْرِضُهُ الْإِيقَانُ، وَتَمْيِيزًا لِأَوْلِيَاءِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوْلِيَاءِ الشَّيْطَانِ، تَأَثُّرُ تِلْكَ الطَّلِيعَةِ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ. وَلِذَا قَالَ
أَبُو السُّعُودِ : الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا فِي حَيِّزِهَا مِنَ الْأَمْرِ عَلَى مَا قَبْلَهَا؛ فَإِنَّ ضَلَالَ أَعْمَالِ الْكَفَرَةِ وَخُبْثَهُمْ، وَصَلَاحَ أَحْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ وَفَلَاحَهُمْ، مِمَّا يُوجِبُ أَنْ يُرَتِّبَ عَلَى كُلٍّ مِنَ الْجَانِبَيْنِ مَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الْأَحْكَامِ؛ أَيْ: فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذُكِرَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الْمُحَارَبَةِ، فَضَرْبَ الرِّقَابِ. وَأَصْلُهُ: فَاضْرِبُوا الرِّقَابَ ضَرْبًا. فَحُذِفَ الْفِعْلُ، وَقُدِّمَ الْمَصْدَرُ، وَأُنِيبَ مَنَابَهُ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ. وَفِيهِ اخْتِصَارٌ وَتَأْكِيدٌ بَلِيغٌ. وَالتَّعْبِيرُ بِهِ عَنِ الْقَتْلِ، تَصْوِيرٌ لَهُ بِأَشْنَعِ صُورَةٍ، وَتَهْوِيلٌ لِأَمْرِهِ، وَإِرْشَادٌ لِلْغُزَاةِ إِلَى أَيْسَرِ مَا يَكُونُ مِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ أَيْ: غَلَبْتُمُوهُمْ، وَقَهَرْتُمْ مَنْ لَمْ تَضْرِبُوا رَقَبَتَهُ مِنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَيْدِيكُمْ أَسْرَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَشُدُّوا الْوَثَاقَ بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَقُرِئَ بِكَسْرِهَا. وَهُوَ مَا يُوثَقُ بِهِ، أَيْ: يُرْبَطُ وَيُشَدُّ، كَالْقَيْدِ وَالْحَبْلِ. أَيْ: فَأَمْسِكُوهُمْ بِهِ كَيْلَا يَقْتُلُوكُمْ فَيَهْرُبُوا مِنْكُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً أَيْ: فَإِمَّا تَمُنُّونَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَتُطْلِقُونَهُمْ بِغَيْرِ عِوَضٍ، لِزَوَالِ سَبْعِيَّتِهِمْ، وَإِمَّا تَفْدُونَ فِدَاءً، فَتُطْلِقُونَهُمْ بِعِوَضِ مَالٍ، أَوْ مُسْلِمٍ أَسَرُوهُ فَيَتَقَوَّى بِهِ الْمُسْلِمُونَ، أَوْ يَتَخَلَّصُ أَسِيرُهُمْ.
قَالَ
الْمَهَايِمِيُّ : وَلَمْ يُذْكَرِ الْقَتْلُ اكْتِفَاءً بِمَا مَرَّ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=67مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ وَذَلِكَ فِيمَنْ يَرَى فِيهِ الْإِمَامُ بَقَاءَ السَّبْعِيَّةِ بِالْكَمَالِ، وَلَمْ يُذْكَرْ الِاسْتِرْقَاقُ؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى اسْتِدَامَةِ الْأَسْرِ، وَذَلِكَ فِيمَنْ يَرَى فِيهِ نَوْعَ سَبْعِيَّةٍ، وَلَا تَزَالُوا كَذَلِكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا أَيْ: إِلَى انْقِضَاءِ الْحَرْبِ. وَ(الْأَوْزَارُ): كَالْأَحْمَالِ وَزْنًا وَمَعْنًى، اسْتُعِيرَ لِآلَاتِ الْحَرْبِ الَّتِي لَا تَقُومُ إِلَّا بِهَا، اسْتِعَارَةً تَصْرِيحِيَّةً أَوْ مَكْنِيَّةً، بِتَشْبِيهِهَا بِإِنْسَانٍ يَحْمِلُ حِمْلًا عَلَى رَأْسِهِ أَوْ ظَهْرِهِ، وَأَثْبَتَ لَهُ ذَلِكَ تَخْيِيلًا، وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُهَا فِي قَوْلِ
الْأَعْشَى :
وَأَعْدَدْتَ لِلْحَرْبِ أَوْزَارَهَا رِمَاحًا طِوَالًا وَخَيْلًا ذُكُورًا
[ ص: 5375 ] وَقِيلَ: أَوْزَارُهَا آثَامُهَا. يَعْنِي: حَتَّى يَتْرُكَ أَهْلُ الْحَرْبِ -وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ- شِرْكَهُمْ وَمَعَاصِيَهُمْ بِأَنْ يُسَلِّمُوا.
تَنْبِيهَاتٌ:
الْأَوَّلُ - قَالَ فِي (الْإِكْلِيلِ): فِي الْآيَةِ بَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=7969كَيْفِيَّةِ الْجِهَادِ .
الثَّانِي - لِلسَّلَفِ قَوْلَانِ فِي أَنَّ الْآيَةَ: مَنْسُوخَةٌ، أَوْ مُحْكَمَةٌ.
فَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ قَالُوا: فَلَمْ يَبْقَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ وَلَا ذِمَّةٌ بَعْدَ بَرَاءَةٍ، وَانْسِلَاخِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ.
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ، nindex.php?page=showalam&ids=16673وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّ الْآيَةَ مُحْكَمَةٌ لَيْسَتْ مَنْسُوخَةً، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=8389قَتْلُ الْأَسِيرِ ، وَإِنَّمَا لَهُ الْمَنُّ أَوِ الْفِدَاءُ.
وَوَجْهُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى الْأَوَّلِ تَعَارُضُ الْآيَتَيْنِ عِنْدَهُ بَادِئَ بَدْءٍ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْقَوْلُ بِإِحْدَاهُمَا وَهِيَ الْمُطْلَقَةُ.
وَمَدْرَكُ الثَّانِي أَنَّ الْأَمْرَ بِقَتْلِهِمُ الْمُجْمَلِ فِي آيَاتٍ، مَحْمُولٌ عَلَى الْمُفَصَّلِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ، أَيْ: إِنَّ الْقَتْلَ عِنْدَ اللِّقَاءِ، ثُمَّ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْحَرْبِ الْمَنُّ أَوِ الْفِدَاءُ لَا غَيْرُ، إِلَّا أَنْ تَبْدُوَ مَصْلَحَةٌ فِي الْقَتْلِ، فَتِلْكَ مِنْ بَابٍ آخَرَ.
وَثُمَّ قَوْلٌ ثَالِثٌ: وَهُوَ كَوْنُ الْآيَةِ مُحْكَمَةً مَعَ تَفْوِيضِ الْأَمْرِ إِلَى الْإِمَامِ، وَأَنَّ ذِكْرَ الْمَنِّ وَالْفِدَاءِ لَا يُنَافِي جَوَازَ الْقَتْلِ، لِعِلْمِهِ مِنْ آيَاتٍ أُخَرَ، لَا سِيَّمَا وَمَرْجِعُ الْأَمْرِ إِلَى الْمَصْلَحَةِ. وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي أَخْتَارُهُ، وَإِذَا دَارَ الْأَمْرُ فِي الْآيِ بَيْنَ الْإِحْكَامِ وَالنَّسْخِ، فَالْأَوَّلُ هُوَ الْمُرَجَّحُ. وَقَدْ لَا يَتَعَارَضُ قَوْلُ مَنْ قَالَ بِالنَّسْخِ مَعَ الذَّاهِبِ إِلَى الْإِحْكَامِ، لِمَا قَدَّمْنَاهُ فِي مُقَدِّمَةِ التَّفْسِيرِ، مِنْ تَغَايُرِ اصْطِلَاحِ السَّلَفِ، وَالْأُصُولِيِّينَ فِي النَّسْخِ.
[ ص: 5376 ] ثُمَّ رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنَ جَرِيرٍ سَبَقَنِي فِي تَرْجِيحِ ذَلِكَ، وَعِبَارَتُهُ:
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مُحْكَمَةٌ غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ. وَذَلِكَ أَنَّ صِفَةَ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ، أَنَّهُ مَا لَمْ يَجُزِ اجْتِمَاعُ حُكْمَيْهِمَا فِي حَالٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ مَا قَامَتِ الْحُجَّةُ بِأَنَّ أَحَدَهُمَا نَاسِخٌ الْآخَرَ، وَغَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَكُونَ جَعْلُ الْخِيَارِ فِي الْمَنِّ، وَالْفِدَاءِ، وَالْقَتْلِ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَى الْقَائِمِينَ بَعْدَهُ بِأَمْرِ الْأُمَّةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْقَتْلُ مَذْكُورًا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، لِأَنَّهُ قَدْ أَذِنَ بِقَتْلِهِمْ فِي آيَةٍ أُخْرَى، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ الْآيَةَ. بَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ فِيمَنْ صَارَ أَسِيرًا فِي يَدِهِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ، فَيَقْتُلُ بَعْضًا، وَيُفَادِي بِبَعْضٍ، وَيَمُنُّ عَلَى بَعْضٍ، مِثْلَ يَوْمِ
بَدْرٍ : قَتَلَ
عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَقَدْ أُتِيَ بِهِ أَسِيرًا. وَقَتَلَ
بَنِي قُرَيْظَةَ وَقَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدٍ، وَصَارُوا فِي يَدِهِ سَلَمًا، وَهُوَ عَلَى فِدَائِهِمْ وَالْمَنِّ عَلَيْهِمْ قَادِرٌ، وَفَادَى بِجَمَاعَةٍ، أُسَارَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أُسِرُوا بِبَدْرٍ، وَمَنَّ عَلَى
ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالٍ الْحَنَفِيُّ، وَهُوَ أَسِيرٌ فِي يَدِهِ. وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ ثَابِتًا مِنْ سَيْرِهِ فِي أَهْلِ الْحَرْبِ، مِنْ لَدُنْ أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِحَرْبِهِمْ، إِلَى أَنْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمًا ذَلِكَ فِيهِمْ. وَإِنَّمَا ذَكَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمَنَّ وَالْفِدَاءَ فِي الْأُسَارَى، فَخَصَّ ذِكْرَهُمَا فِيهَا، لِأَنَّ الْأَمْرَ بِقَتْلِهِمْ وَالْإِذْنَ مِنْهُ بِذَلِكَ، قَدْ كَانَ تَقَدَّمَ فِي سَائِرِ آيِ تَنْزِيلِهِ مُكَرَّرًا، فَأَعْلَمَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا ذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ الْمَنِّ وَالْفِدَاءِ، مَا لَهُ فِيهِمْ مَعَ الْقَتْلِ. انْتَهَى كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ.
الثَّالِثُ -مِنْ فَوَائِدِ الْآيَةِ أَيْضًا جَوَازُ
nindex.php?page=treesubj&link=8392تَخْلِيَةِ سَبِيلِ الْمُشْرِكِينَ، إِذَا ضَعُفَتْ شَوْكَتُهُمْ، وَأَمِنَتْ مَفْسَدَتُهُمْ ، لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ الْمَنِّ، وَقَبُولِ الْفِدَاءِ، وَالْقَوْلُ بِإِبَادَةِ خَضْرَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٌ، يُنَافِيهِ نَصُّ هَذِهِ الْآيَةِ،
nindex.php?page=treesubj&link=8835وَقَبُولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِزْيَةَ مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، فَتَفَهَّمْ.
[ ص: 5377 ] وَبِالْجُمْلَةِ، فَالَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ الْمُحَقِّقُونَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّ الْأَمِيرَ يُخَيَّرُ، بَعْدَ الظَّفْرِ تَخْيِيرَ مُصْلَحَةٍ لَا شَهْوَةٍ فِي الْأُسَرَاءِ الْمُقَاتِلِينَ، بَيْنَ قِتَالٍ وَاسْتِرْقَاقٍ، وَمَنٍّ وَفِدَاءٍ. وَيَجِبُ عَلَيْهِ اخْتِيَارُ الْأَصْلَحِ لِلْمُسْلِمِينَ؛ لِأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ لَهُمْ عَلَى سَبِيلِ النَّظَرِ، فَلَمْ يَجُزْ لَهُ تَرْكُ مَا فِيهِ الْحَظُّ، كَوَلِيِّ الْيَتِيمِ، لِأَنَّ كُلَّ خَصْلَةٍ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ قَدْ تَكُونُ أَصْلَحَ فِي بَعْضِ الْأَسْرَى. فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَهُ قُوَّةٌ وَنِكَايَةٌ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَتْلُهُ أَصْلَحُ. وَمِنْهُمُ الضَّعِيفُ ذُو الْمَالِ الْكَثِيرِ، فَفِدَاؤُهُ أَصْلَحُ، وَمِنْهُمْ حَسَنُ الرَّأْيِ فِي الْمُسْلِمِينَ، يُرْجَى إِسْلَامُهُ، فَالْمَنُّ عَلَيْهِ أَوْلَى، وَمَنْ يُنْتَفَعُ بِخِدْمَتِهِ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، اسْتِرْقَاقُهُ أَصْلَحُ -كَمَا فِي (شَرْحِ الْإِقْنَاعِ).
الرَّابِعُ -تُسَنُّ دَعْوَةُ الْكُفَّارِ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ الْقِتَالِ لِمَنْ بَلَغَتْهُ الدَّعْوَةُ، قَطْعًا لِحُجَّتِهِ. وَيَحْرُمُ الْقِتَالُ قَبْلَهَا لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الدَّعْوَةُ، لِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=134بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=702745كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْ جَيْشٍ، أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ: « إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثٍ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمُ: ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَادْعُهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ. فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ » رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ .
وَقَيَّدَ الْإِمَامُ
ابْنُ الْقَيِّمِ وُجُوبَ الدَّعْوَةِ وَاسْتِحْبَابَهَا، بِمَا قَصَدَهُمُ الْمُسْلِمُونَ. أَمَّا إِذَا كَانَ الْكُفَّارُ قَاصِدِينَ الْمُسْلِمِينَ بِالْقِتَالِ، فَلِلْمُسْلِمِينَ قِتَالُهُمْ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ، دَفْعًا عَنْ نُفُوسِهِمْ، وَحَرِيمِهِمْ، وَأَمْرُ الْجِهَادِ مَوْكُولٌ إِلَى الْإِمَامِ وَاجْتِهَادِهِ، لِأَنَّهُ أَعْرَفُ بِحَالِ النَّاسِ، وَبِحَالِ الْعَدُوِّ، وَنِكَايَتِهِمْ، وَقُرْبِهِمْ، وَبُعْدِهِمْ - كَمَا فِي (شَرْحِ الْإِقْنَاعِ).
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4ذَلِكَ خَبَرٌ لِمَحْذُوفٍ. أَيِ: الْأَمْرُ ذَلِكَ. أَوْ مَفْعُولٌ لِمُقَدَّرٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ أَيْ: لَانْتَقَمَ مِنْهُمْ بِعُقُوبَةٍ عَاجِلَةٍ، وَكَفَاكُمْ ذَلِكَ كُلَّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ [ ص: 5378 ] بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ أَيْ: لِيَخْتَبِرَكُمْ بِهِمْ، فَيَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ فَيُثِيبَهُمْ، وَيَبْلُوهُمْ بِكُمْ، فَيُعَاقِبُ بِأَيْدِيكُمْ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ حَتَّى يُنِيبَ إِلَى الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4وَالَّذِينَ قُتِلُوا أَيِ: اسْتُشْهِدُوا. وَقُرِئَ: قَاتَلُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ