الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                الوجه الحادي والأربعون : أنهم لو قالوا ببعض أقوال العلماء فظنوا أنه لا تنازع فيه كانوا عددا مثل من يظن : أن السنة للزائر أن يقف عند القبر ويستقبله ويسلم عليه وقد يظن ذلك إجماعا وهو غالط ; فإن من العلماء من لم يستحب استقبال القبلة ومنهم من لم يستحب الوقوف عند القبر كما قد بين النقل عنهم في مواضعه . وأما هؤلاء فحكموا بقول لم يقله أحد من علماء المسلمين وذلك باطل بالإجماع .

                الثاني والأربعون : أن ما قالوه لو قاله مفت لوجب الإنكار عليه [ ص: 313 ] ومنعه وحبسه إن لم ينته عن الإفتاء به ; لأنه مخالف للسنة والإجماع فكيف إذا قاله حاكم يلزم الناس به وهو أولى بالمنع والعقوبة على ذلك كأهل البدع : من الخوارج والرافضة وغيرهم والذين يبتدعون بدعة يلزمون بها الناس ويعادون من خالفهم فيها ويستحلون عقوبته والبدع المتضمنة للشرك واتخاذ القبور أوثانا والحج إليها ودعاء غير الله وعبادته : من بدع الخوارج والروافض . والله أعلم . والحمد لله وحده . وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية