الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 367 ] مسألة [ ترادف الحد والمحدود ]

                                                      قيل : الحد والمحدود مترادفان والصحيح : تغايرهما ، لأن المحدود يدل على الماهية من حيث هي ، والحد يدل عليها باعتبار دلالته على أجزائها ، فالاعتباران مختلفان .

                                                      وقال القرافي : الحد غير المحدود إن أريد به اللفظ ، ونفسه إن أريد به المعنى ، فلفظ الحيوان الناطق الذي وقع الحد به هو الإنسان قطعا ، ومدلول هذا اللفظ هو غير الإنسان .

                                                      والتحقيق : أن الحد والمحدود إن لم يتحدا في الذات كذب الحد ولم يكن حدا ، وإن اتحدا صدق الحد ، وليس هو المحدود ، لاختلاف الجهة ، ونظيره قول النحويين : يجب اتحاد الخبر بالمبتدأ وإلا لم يكن خبرا ، ولا ينبغي أن يكون هو هو من كل وجه ، وإلا لم يكن كلاما ألبتة ، فإن قولك : زيد زيد إذا لم يقدر زيد الثاني بمعنى يزيد على الأول كان مهملا ، والفائدة في الخبر مع الاتحاد تنزيل الكلي على الجزئي ، فإن " هذا " اسم إشارة ، فيطلق على كل مشار إليه ، سواء زيد وغيره فلما حملناه على زيد جاءت الفائدة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية