الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              197 200 - حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه. قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين. [انظر: 169 - مسلم: 2279 - فتح: 1 \ 304]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا خالد بن مخلد، ثنا سليمان، حدثني عمرو بن يحيى، عن أبيه قال: كان عمي يكثر من الوضوء، قال لعبد الله بن زيد: أخبرني كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟.. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في موضعه، وعمه هو عمرو بن أبي حسن. وفي هذا الحديث أنه تمضمض واستنثر ثلاث مرات من غرفة واحدة.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فأدبر بيديه وأقبل)، احتج به الحسن بن حي على البداءة بمؤخر الرأس، وعنها أجوبة:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها: أن الواو لا تدل على الترتيب.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 344 ] ثانيها: أن الإقبال من جهة الشعر من جهة القفا والإدبار إليه.

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها: أن المراد إقبال الفعل لا غير، وقد أوضحت ذلك مع زيادة عليه في "شرح العمدة".

                                                                                                                                                                                                                              ثم قال البخاري رحمه الله: حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه. قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين.

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضا، والرحراح -بفتح الراء وإسكان الحاء المهملة-: القصير الجدار القريب القعر. وفي رواية: بقدح واسع الفم، وقال ابن قتيبة: يقال: إناء رحراح ورحرح؛ إذا كان واسعا. قال الحربي: ومنه الرحرح في حافر الفرس، وهو أن يتسع حافره ويقل عمقه. قال الأصمعي: ويكره في الخيل.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (شيء من ماء) يعني: شيئا قليلا. و(ينبع) باؤه مثلثة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية