الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
391 - وحدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : نا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن [ ص: 46 ] حصين يعني ابن عبد الرحمن ، عن عمرو بن جاوان ، قال : قال الأحنف بن قيس : انطلقنا حجاجا ودخلنا المدينة ، فإنا لنضع رحالنا ، إذ أتانا آت ، فقال : قد فزع الناس في المسجد ، قال : فانطلقت أنا وصاحبي فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد على نفر فتخللتهم ، فإذا علي ، والزبير ، وطلحة ، وسعد ، فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان يمشي في المسجد عليه ملاءتان أو ملاءة صفر ، قد رفعها على رأسه ، فقلت لصاحبي : كما أنت حتى أنظر ما جاء به ، فلما دنا منهم ، قيل : هذا ابن عفان فقال : أهاهنا علي ؟ قالوا : نعم ، قال : أهاهنا طلحة ؟ قالوا : نعم ، قال : أهاهنا الزبير ؟ قالوا : نعم ، قال : أهاهنا سعد ؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ، فابتعته بعشرين أو بخمسة وعشرين ألفا ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : إني قد ابتعته ، فقال : " اجعله في المسجد - أو قال اجعله في مسجد المسلمين - وأجره لك " . فقالوا : نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " من يبتاع بئر رومة غفر الله له " فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : إني قد ابتعتها بكذا وكذا ، قال : فقال : " اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك " ، فقالوا : اللهم نعم ، فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة ، فقال : " من جهز هؤلاء غفر الله له " فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما [ ص: 47 ] ولا عقالا ، قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثا ، ثم انصرف " .

وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن الأحنف ، إلا ابن جاوان ، وقد اختلفوا في اسمه ، ولا نعلم روى عن ابن جاوان ، إلا حصين بن عبد الرحمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية