الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله جل ثناؤه : ( الذين يؤمنون )

267 - حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : "الذين يؤمنون " ، قال : يصدقون .

268 - حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، قال : حدثنا أبو صالح ، [ ص: 235 ] قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : "يؤمنون " : يصدقون .

269 - حدثني المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : "يؤمنون " : يخشون .

270 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال الزهري : الإيمان العمل .

271 - حدثت عن عمار بن الحسن قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن العلاء بن المسيب بن رافع ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : الإيمان : التصديق .

ومعنى الإيمان عند العرب : التصديق ، فيدعى المصدق بالشيء قولا مؤمنا به ، ويدعى المصدق قوله بفعله ، مؤمنا . ومن ذلك قول الله جل ثناؤه : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) سورة يوسف : 17 ، يعني : وما أنت بمصدق لنا في قولنا . وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان ، الذي هو تصديق القول بالعمل . والإيمان كلمة جامعة الإقرار بالله وكتبه ورسله ، وتصديق الإقرار بالفعل . وإذ كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الآية ، وأشبه بصفة القوم : أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغيب قولا واعتقادا وعملا إذ كان جل ثناؤه لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى ، بل أجمل وصفهم به ، من غير خصوص شيء من معانيه أخرجه من صفتهم بخبر ولا عقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية