الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الخبر الدال على أن السعي بين الصفا والمروة

                                                                                                                          فريضة لا يجوز تركه

                                                                                                                          3840 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : قال عروة بن الزبير : سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت [ ص: 149 ] لها : أرأيت قول الله : إن الصفا والمروة من شعائر الله إلى آخر الآية ، فقلت لعائشة : فوالله ما على أحد جناح ألا يطوف بين الصفا والمروة ، فقالت عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختي ؛ إن هذه الآية لو كانت على ما أولتها عليه ، كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ، ولكنها إنما أنزلت في الأنصار قبل أن يسلموا ، كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون ، عند المشلل ، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة ، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة ، فأنزل الله : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما قالت عائشة : ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما ، فليس لأحد أن يترك الطواف بهما .

                                                                                                                          قال الزهري : ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بالذي حدثني عروة عن عائشة ، فقال أبو بكر : إن هذا لعلم ، وإني ما كنت سمعته ، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يزعمون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل لمناة ، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة ، فلما ذكر الله الطواف بالبيت في القرآن ، ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة ، فأنزل الله جل ذكره : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما [ ص: 150 ] ، قال أبو بكر : فأسمع ، هذه نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون في الجاهلية أن يطوفوا بالصفا والمروة ، ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله أمرنا بالطواف بالبيت ، ولم يذكرهما حين ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية