الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                24 - من فن الجمع والفرق مما يكثر دوره ويقبح بالفقيه جهله .

                25 - ولله الحمد والمنة وله الحول والقوة . ثم الآن نشرع بحول الله تعالى وقوته في الفرق .

                التالي السابق


                ( 24 ) قوله : من فن الجمع والفرق . قال بعض الفضلاء : لعله في الجمع والفرق وتصحفت على الكتبة وقد قدم في الفهرس الثالث في الجمع والفرق وفي أوله بيان أحكام يكثر دورها ويقبح بالفقيه جهلها أو من ظرفية كما في قوله تعالى { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } .

                ( 25 ) قوله : ولله الحمد والمنة . قدم الظرف مع أن الاختصاص يحصل بدون التقديم إما للاهتمام به تعالى وإشعارا بأنه لا بد من حضوره في قلب كل مؤمن قبل كل شيء على ما يشير إليه ما يروى : ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قله . وإما ; لأن في إفادة اللازم الاختصاص الثبوتي بحثا ولهذا قال صاحب الكشاف في سورة التغابن قدم الظرفان ليدل بتقدمهما على اختصاص الملك والحمد به تعالى وإن صرح أيضا بأن في الحمد لله دلالة على الاختصاص ولهذا مزيد بسط في حواشي الكشاف . وأما المنة فالظاهر أنها إما من من عليه أي : أنعم أي : له الحمد والنعمة وأما بمعنى الامتنان كما في [ ص: 74 ] قوله تعالى { بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان } وأيا ما كان ففيه تفكيك ; لأن معنى له الحمد أنه متعلق الحمد وله المنة أنه فاعلها إذ لا وجه لأن يكون متعلق الامتنان اللهم إلا أن يراد المعنى الأعم بمعنى أنه متعلق الحمد والمنة ففي الحمد بمعنى الوقوع وفي المنة بمعنى الصدور كذا يستفاد من حواشي السينابي على شرح المقاصد وفيه فائدة بديعة لم أرها في كلام غيره وهي أن التفكيك الذي يعد عيبا في العبارات كما يكون في الضمائر يكون في متعلقات الجار إذا تعدد فليحفظ .




                الخدمات العلمية