nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان .
هذا مقول قول محذوف يدل عليه سياق الكلام السابق واللاحق ، وليس خطابا للإنس والجن في الحياة الدنيا . والتقدير : فنقول لكم كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس الآية ، أي فنقول : يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ، وقد تقدم في سورة الأنعام .
والمعشر : اسم للجمع الكثير الذي يعد عشرة عشرة دون آحاد .
وهذا إعلان لهم بأنهم في قبضة الله تعالى لا يجدون منجى منها ، وهو ترويع للضالين والمضلين من الجن والإنس بما يترقبهم من الجزاء السئ لأن مثل هذا لا يقال لجمع مختلط إلا والمقصود أهل الجناية منهم فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يا معشر الجن والإنس عام مراد به الخصوص بقرينة قوله بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يرسل عليكما شواظ إلخ .
والنفوذ والنفاذ : جواز شيء عن شيء وخروجه منه . والشرط مستعمل في التعجيز ، وكذلك الأمر الذي هو جواب هذا الشرط من قوله فانفذوا ، أي وأنتم لا تستطيعون الهروب .
[ ص: 259 ] والمعنى : إن قدرتم على الانفلات من هذا الموقف فافلتوا . وهذا مؤذن بالتعريض بالتخويف مما سيظهر في ذلك الموقف من العقاب لأهل التضليل .
والأقطار : جمع قطر بضم القاف وسكون الطاء وهو الناحية الواسعة من المكان الأوسع ، وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14ولو دخلت عليهم من أقطارها في سورة الأحزاب .
وذكر السماوات والأرض لتحقيق إحاطة الجهات كلها تحقيقا للتعجيز ، أي : فهذه السماوات والأرض أمامكم فإن استطعتم فاخرجوا من جهة منها فرارا من موقفكم هذا ، وذلك أن تعدد الأمكنة يسهل الهروب من إحدى جهاتها .
والأرض المذكورة هنا إما أن تكون الأرض المذكورة في الدنيا وذلك حين البعث ، وإما أن تكون أرض الحشر وهي التي سماها القرآن الساهرة في سورة النازعات ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، وإما أن يكون ذلك جاريا مجرى المثل المستعمل للمبالغة في إحاطة الجهات كقول
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق : أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني .
وهذه المعاني لا تتنافى ، وهي من حد
nindex.php?page=treesubj&link=28899إعجاز القرآن .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33لا تنفذون إلا بسلطان بيان للتعجيز الذي في الجملة قبله فإن السلطان : القدرة ، أي لا تنفذون من هذا المأزق إلا بقدرة عظيمة تفوق قدرة الله الذي حشركم لهذا الموقف ، وأنى لكم هاته القوة .
وهذا على طريق قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وما تنزلت به الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، أي ما صعدوا إلى السماء فيتنزلوا به .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ .
هَذَا مَقُولُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ ، وَلَيْسَ خِطَابًا لِلْإِنْسِ وَالْجِنَّ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . وَالتَّقْدِيرُ : فَنَقُولُ لَكُمْ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ الْآيَةِ ، أَيْ فَنَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
وَالْمَعْشَرُ : اسْمٌ لِلْجَمْعِ الْكَثِيرِ الَّذِي يُعَدُّ عَشَرَةً عَشَرَةً دُونَ آحَادٍ .
وَهَذَا إِعْلَانٌ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ فِي قَبْضَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَجِدُونَ مَنْجَى مِنْهَا ، وَهُوَ تَرْوِيعٌ لِلضَّالِّينَ وَالْمُضِلِّينَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ بِمَا يَتَرَقَّبُهُمْ مِنَ الْجَزَاءِ السَّئِّ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُقَالُ لِجَمْعٍ مُخْتَلِطٍ إِلَّا وَالْمَقْصُودُ أَهْلُ الْجِنَايَةِ مِنْهُمْ فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَامٌ مُرَادٌ بِهِ الْخُصُوصَ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ إِلَخْ .
وَالنُّفُوذُ وَالنَّفَاذُ : جَوَازُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ وَخُرُوجُهُ مِنْهُ . وَالشَّرْطُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْجِيزِ ، وَكَذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي هُوَ جَوَابُ هَذَا الشَّرْطِ مِنْ قَوْلِهِ فَانْفُذُوا ، أَيْ وَأَنْتُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ الْهُرُوبَ .
[ ص: 259 ] وَالْمَعْنَى : إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى الْاِنْفِلَاتِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ فَافْلِتُوا . وَهَذَا مُؤْذِنٌ بِالتَّعْرِيضِ بِالتَّخْوِيفِ مِمَّا سَيَظْهَرُ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ مِنَ الْعِقَابِ لِأَهْلِ التَّضْلِيلِ .
وَالْأَقْطَارُ : جَمْعُ قُطْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَهُوَ النَّاحِيَةُ الْوَاسِعَةُ مِنَ الْمَكَانِ الْأَوْسَعِ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ .
وَذَكَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لِتَحْقِيقِ إِحَاطَةِ الْجِهَاتِ كُلِّهَا تَحْقِيقًا لِلتَّعْجِيزِ ، أَيْ : فَهَذِهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أَمَامَكُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ فَاخْرُجُوا مِنْ جِهَةٍ مِنْهَا فِرَارًا مِنْ مَوْقِفِكُمْ هَذَا ، وَذَلِكَ أَنَّ تَعَدُّدَ الْأَمْكِنَةِ يُسَهِّلُ الْهُرُوبَ مِنْ إِحْدَى جِهَاتِهَا .
وَالْأَرْضُ الْمَذْكُورَةُ هُنَا إِمَّا أَنْ تَكُونَ الْأَرْضَ الْمَذْكُورَةَ فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ حِينَ الْبَعْثِ ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَرْضَ الْحَشْرِ وَهِيَ الَّتِي سَمَّاهَا الْقُرْآنُ السَّاهِرَةَ فِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=48يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ جَارِيًا مَجْرَى الْمَثَلِ الْمُسْتَعْمَلِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي إِحَاطَةِ الْجِهَاتِ كَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي .
وَهَذِهِ الْمَعَانِي لَا تَتَنَافَى ، وَهِيَ مِنْ حَدِّ
nindex.php?page=treesubj&link=28899إِعْجَازِ الْقُرْآنِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ بَيَانٌ لِلتَّعْجِيزِ الَّذِي فِي الْجُمْلَةِ قَبْلَهُ فَإِنَّ السُّلْطَانَ : الْقُدْرَةُ ، أَيْ لَا تَنْفُذُونَ مِنْ هَذَا الْمَأْزِقِ إِلَّا بِقُدْرَةٍ عَظِيمَةٍ تَفُوقُ قُدْرَةَ اللَّهِ الَّذِي حَشَرَكُمْ لِهَذَا الْمَوْقِفِ ، وَأَنَّى لَكُمْ هَاتِهِ الْقُوَّةُ .
وَهَذَا عَلَى طَرِيقِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ، أَيْ مَا صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ فَيَتَنَزَّلُوا بِهِ .