[ ص: 260 ] nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران .
استئناف بياني عن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إن استطعتم أن تنفذوا إلخ لأن ذلك الإشعار بالتهديد يثير في نفوسهم تساؤلا عما وراءه .
وضمير عليكما راجع إلى الجن والإنس فهو عام مراد به الخصوص بالقرينة ، وهي قوله بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان الآيات . وهذا تصريح بأنهم معاقبون بعد أن عرض لهم بذلك تعريضا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يرسل عليكما أن ذلك يعترضهم قبل أن يلجوا في جهنم ، أي تقذفون بشواظ من نار تعجيلا للسوء . والمضارع للحال ، أي ويرسل عليكما الآن شواظ .
والشواظ بضم الشين وكسرها : اللهب الذي لا يخالطه دخان لأنه قد كمل اشتعاله وذلك أشد إحراقا . وقرأه الجمهور بضم الشين . وقرأه
ابن كثير بكسرها .
والنحاس : يطلق على الدخان الذي لا لهب معه . وبه فسر
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير وتبعهما
الخليل .
والمعنى عليه : أن الدخان الذي لم تلحقهم مضرته والاختناق به بسبب شدة لهب الشواظ يضاف إلى ذلك الشواظ على حياله فلا يفلتون من الأمرين .
ويطلق النحاس على الصفر وهو القطر . وبه فسر
مجاهد ،
وقتادة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا . فالمعنى : أنه يصب عليهم الصفر المذاب .
وقرأ الجمهور ونحاس بالرفع عطفا على شواظ . وقرأه
ابن كثير ،
وأبو عمرو ،
وروح عن
يعقوب مجرورا عطفا على نار فيكون الشواظ منه أيضا ، أي : شواظ لهب من نار ، ولهب من نحاس ملتهب . وهذه نار خارقة للعادة مثل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24وقودها الناس والحجارة .
[ ص: 261 ] ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35فلا تنتصران : فلا تجدان مخلصا من ذلك ولا تجدان ناصرا .
والناصر : هنا مراد منه حقيقته ومجازه ، أي لا تجدان من يدفع عنكما ذلك ولا ملجأ تتقيان به .
[ ص: 260 ] nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35nindex.php?page=treesubj&link=29026_33679يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٍ فَلَا تَنْتَصِرَانِ .
اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ عَنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا إِلَخْ لِأَنَّ ذَلِكَ الْإِشْعَارَ بِالتَّهْدِيدِ يُثِيرُ فِي نُفُوسِهِمْ تَسَاؤُلًا عَمَّا وَرَاءَهُ .
وَضَمِيرُ عَلَيْكُمَا رَاجِعٌ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَهُوَ عَامٌّ مُرَادٌ بِهِ الْخُصُوصَ بِالْقَرِينَةِ ، وَهِيَ قَوْلُهُ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ الْآيَاتِ . وَهَذَا تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُمْ مُعَاقَبُونَ بَعْدَ أَنْ عَرَّضَ لَهُمْ بِذَلِكَ تَعْرِيضًا بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=33إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا أَنَّ ذَلِكَ يَعْتَرِضُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَلِجُوا فِي جَهَنَّمَ ، أَيْ تُقْذَفُونَ بِشُوَاظٍ مِنْ نَارٍ تَعْجِيلًا لِلسُّوءِ . وَالْمُضَارِعُ لِلْحَالِ ، أَيْ وَيُرْسَلُ عَلَيْكُمَا الْآنَ شُوَاظٌ .
وَالشُّوَاظُ بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِهَا : اللَّهَبُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ دُخَانٌ لِأَنَّهُ قَدْ كَمُلَ اشْتِعَالُهُ وَذَلِكَ أَشَدُّ إِحْرَاقًا . وَقَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِضَمِّ الشِّينِ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِهَا .
وَالنُّحَاسُ : يُطْلَقُ عَلَى الدُّخَانِ الَّذِي لَا لَهَبَ مَعَهُ . وَبِهِ فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَتَبِعَهُمَا
الْخَلِيلُ .
وَالْمَعْنَى عَلَيْهِ : أَنَّ الدُّخَّانَ الَّذِي لَمْ تَلْحَقْهُمْ مَضَرَّتُهُ وَالْاِخْتِنَاقُ بِهِ بِسَبَبِ شِدَّةِ لَهَبِ الشُّوَاظِ يُضَافُ إِلَى ذَلِكَ الشُّوَاظِ عَلَى حِيَالِهِ فَلَا يَفْلِتُونَ مِنَ الْأَمْرَيْنِ .
وَيُطْلَقُ النُّحَاسُ عَلَى الصُّفْرِ وَهُوَ الْقِطْرُ . وَبِهِ فَسَّرَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا . فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الصُّفْرُ الْمُذَابُ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ وَنُحَاسٌ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى شُوَاظٍ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
وَرَوْحٌ عَنْ
يَعْقُوبَ مَجْرُورًا عَطْفًا عَلَى نَارٍ فَيَكُونُ الشُّوَاظُ مِنْهُ أَيْضًا ، أَيْ : شُوَاظُ لَهَبٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَهَبٍ مِنْ نُحَاسٍ مُلْتَهِبٍ . وَهَذِهِ نَارٌ خَارِقَةٌ لِلْعَادَةِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=24وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ .
[ ص: 261 ] وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=35فَلَا تَنْتَصِرَانِ : فَلَا تَجِدَانِ مَخْلِصًا مِنْ ذَلِكَ وَلَا تَجِدَانِ نَاصِرًا .
وَالنَّاصِرُ : هَنَا مُرَادٌ مِنْهُ حَقِيقَتُهُ وَمَجَازُهُ ، أَيْ لَا تَجِدَانِ مَنْ يَدْفَعُ عَنْكُمَا ذَلِكَ وَلَا مَلْجَأَ تَتَّقِيَانِ بِهِ .