[ ص: 6019 ] بسم الله الرحمن الرحيم
77- سورة المرسلات
وتسمى سورة العرف وهي مكية وآيها خمسون.
روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661156بينما نحن مع رسول الله في غار بمنى، إذ أنزلت عليه (والمرسلات) فإنه ليتلوها، وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها، إذ وثبت علينا حية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقتلوها. فابتدرناها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقيت شركم كما وقيتم شرها. وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن أمه أنها
nindex.php?page=hadith&LINKID=706479سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا. ورواه الشيخان أيضا.
[ ص: 6020 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[ 1 - 7 ]
nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فالعاصفات عصفا nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3والناشرات نشرا nindex.php?page=treesubj&link=29747_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فالفارقات فرقا nindex.php?page=treesubj&link=29747_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فالملقيات ذكرا nindex.php?page=treesubj&link=29747_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا nindex.php?page=treesubj&link=30347_33678_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إنما توعدون لواقع nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1والمرسلات عرفا إقسام بالرياح المرسلة متتابعة كشعر العرف. أو بالملائكة المرسلة بأمر الله ونهيه، وذلك هو العرف. أو بالرسل من بني آدم المبعوثة بذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فالعاصفات عصفا أي: الرياح الشديدات الهبوب، السريعات الممر.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3والناشرات نشرا أي: الرياح التي تنشر السحاب والمطر، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=48الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء أو
nindex.php?page=treesubj&link=29747الملائكة التي تنشر الشرائع والعلم والحكمة والنبوة والهداية في الأرض nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فالفارقات فرقا أي: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل بسبب إنزال الوحي والتنزيل. أو الآيات القرآنية التي تفرق كذلك. أو السحب التي نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى وبين من يكفر،
[ ص: 6021 ] كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16لأسقيناهم ماء غدقا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لنفتنهم فيه nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فالملقيات ذكرا أي: الملائكة الملقيات ذكر الله إلى أنبيائه، المبلغات وحيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عذرا أو نذرا أي: إعذارا من الله لخلقه، وإنذارا منه لهم، مصدران بمعنى الإعذار والإنذار، أي: الملقيات ذكرا للإعذار والإنذار، أي: لإزالة إعذارهم، وإنذارهم عقاب الله تعالى إن عصو أمره.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إنما توعدون لواقع جواب القسم، أي: إن الذي توعدون به من مجيء القيامة والجزاء لكائن نازل، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وإن الدين لواقع أو من زهوق ما أنتم عليه من الباطل، وظفر الحق بقرنه، أو ما هو أعم. والأول أولى; لإردافه بعلاماته، بقوله:
[ ص: 6019 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
77- سُورَةُ الْمُرْسَلَاتِ
وَتُسَمَّى سُورَةَ الْعُرْفِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ وَآيُهَا خَمْسُونَ.
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661156بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي غَارٍ بِمِنًى، إِذْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ (وَالْمُرْسَلَاتِ) فَإِنَّهُ لَيَتْلُوهَا، وَإِنِّي لَأَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، إِذْ وَثَبَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتُلُوهَا. فَابْتَدَرْنَاهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُقِيَتْ شَرَّكُمْ كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا. وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ أَيْضًا.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=706479سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا. وَرَوَاهُ الشَّيْخَانِ أَيْضًا.
[ ص: 6020 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[ 1 - 7 ]
nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا nindex.php?page=treesubj&link=29747_31758_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا nindex.php?page=treesubj&link=29747_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا nindex.php?page=treesubj&link=29747_33062_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا nindex.php?page=treesubj&link=29747_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا nindex.php?page=treesubj&link=30347_33678_29048nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=1وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا إِقْسَامٌ بِالرِّيَاحِ الْمُرْسَلَةِ مُتَتَابِعَةً كَشَعْرِ الْعُرْفِ. أَوْ بِالْمَلَائِكَةِ الْمُرْسَلَةِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الْعُرْفُ. أَوْ بِالرُّسُلِ مِنْ بَنِي آدَمَ الْمَبْعُوثَةِ بِذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=2فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا أَيِ: الرِّيَاحِ الشَّدِيدَاتِ الْهُبُوبِ، السَّرِيعَاتِ الْمَمَرِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=3وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا أَيِ: الرِّيَاحُ الَّتِي تَنْشُرُ السَّحَابَ وَالْمَطَرَ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=48اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ أَوِ
nindex.php?page=treesubj&link=29747الْمَلَائِكَةُ الَّتِي تَنْشُرُ الشَّرَائِعَ وَالْعِلْمَ وَالْحِكْمَةَ وَالنُّبُوَّةَ وَالْهِدَايَةَ فِي الْأَرْضِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=4فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا أَيِ: الْمَلَائِكَةُ الَّتِي تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِسَبَبِ إِنْزَالِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ. أَوِ الْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ الَّتِي تُفَرِّقُ كَذَلِكَ. أَوِ السُّحُبُ الَّتِي نَشَرْنَ الْمَوَاتَ فَفَرَقْنَ بَيْنَ مَنْ يَشْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى وَبَيْنَ مَنْ يَكْفُرُ،
[ ص: 6021 ] كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=16لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=17لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=5فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا أَيِ: الْمَلَائِكَةُ الْمُلْقِيَاتُ ذِكْرَ اللَّهِ إِلَى أَنْبِيَائِهِ، الْمُبَلِّغَاتُ وَحْيَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=6عُذْرًا أَوْ نُذْرًا أَيْ: إِعْذَارًا مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ، وَإِنْذَارًا مِنْهُ لَهُمْ، مَصْدَرَانِ بِمَعْنَى الْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ، أَيِ: الْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ، أَيْ: لِإِزَالَةِ إِعْذَارِهِمْ، وَإِنْذَارِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ عَصَوْ أَمْرَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=7إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ جَوَابُ الْقَسَمِ، أَيْ: إِنَّ الَّذِي تُوعَدُونَ بِهِ مِنْ مَجِيءِ الْقِيَامَةِ وَالْجَزَاءِ لَكَائِنٌ نَازِلٌ، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=6وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ أَوْ مِنْ زَهُوقِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْبَاطِلِ، وَظَفَرِ الْحَقِّ بِقَرْنِهِ، أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ. وَالْأَوَّلُ أَوْلَى; لِإِرْدَافِهِ بِعَلَامَاتِهِ، بِقَوْلِهِ: