الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 348 ] القول في تأويل قوله تعالى ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ( 2 ) )

يقول - تعالى ذكره - : يعلم ما يدخل الأرض وما يغيب فيها من شيء . من قولهم : ولجت في كذا : إذا دخلت فيه ، كما قال الشاعر :


رأيت القوافي يتلجن موالجا تضايق عنها أن تولجها الإبر



يعني بقوله ( يتلجن موالجا ) : يدخلن مداخل ( وما يخرج منها ) يقول : وما يخرج من الأرض ( وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ) يعني : وما يصعد في السماء ، وذلك خبر من الله أنه العالم الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ، مما ظهر فيها وما بطن ، وهو الرحيم الغفور ، وهو الرحيم بأهل التوبة من عباده أن يعذبهم بعد توبتهم ، الغفور لذنوبهم إذا تابوا منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية