الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب العمل في الجلوس في الصلاة

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصباء في الصلاة فلما انصرفت نهاني وقال اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فقلت وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وقال هكذا كان يفعل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          12 - باب العمل في الجلوس في الصلاة

                                                                                                          199 197 - ( مالك عن مسلم بن أبي مريم ) واسمه يسار المدني مولى الأنصاري عن ابن عمر وأبي سعيد وجماعة وعنه شعبة والسفيانان وابن جريج ، ومالك وآخرون ، وثقه أبو داود والنسائي وابن معين وأثنى عليه مالك قال : كان رجلا صالحا يهاب رفع الأحاديث ، وروى له البخاري ومسلم ومات في خلافة المنصور .

                                                                                                          ( عن علي بن عبد الرحمن المعاوي ) بضم الميم وفتح العين ، وبعد الألف واو قال ابن عبد البر : منسوب إلى بني معاوية فخذ من الأنصار تابعي مدني ثقة ، روى له مسلم وأبو داود والنسائي ( أنه قال : رآني عبد الله بن عمر ) بن الخطاب ( وأنا أعبث بالحصباء ) صغار الحصى ( في الصلاة فلما انصرفت [ ص: 334 ] نهاني ) عن ذلك لكراهته ، كالعبث بكل شيء ولم يأمره بالإعادة ؛ لأن ذلك كان يسيرا لا يشغله عن صلاته ، وجاء في حديث أبي ذر : " ومسح الحصباء مرة واحدة وتركها خير من حمر النعم " قاله أبو عمر ، وفي رواية ابن عيينة عن مسلم عن علي فلما انصرف ، ومرة قال : فرغ من صلاته قال : لا تقلب الحصباء فإن تقليب الحصباء من الشيطان .

                                                                                                          ( وقال : اصنع كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ، فقلت : وكيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ؟ قال : كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى ، وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ) وهي السبابة زاد سفيان بن عيينة عند مسلم بإسناده المذكور ، وقال : هي مذبة الشيطان لا يسهو أحدكم مادام يشير بإصبعه ويقول هكذا قال الباجي : فيه أن معنى الإشارة دفع السهو وقمع الشيطان الذي يوسوس ، وقيل إن الإشارة هنا معناها التوحيد ، ( ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وقال : هكذا كان يفعل ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه أن على اليدين عملا في الصلاة يشتغلان به فيها ، فكان ابن عمر أشغلهما بما في السنة ولا يعبث بالحصباء قاله أبو عمر ، والحديث رواه مسلم عن يحيى عن مالك به ، ورواه أيضا من رواية سفيان عن مسلم بن أبي مريم وقال : فذكر نحو حديث مالك ولم يسق لفظه وقد أخرجه وساقه أبو عمر بإسناده وفيه زيادتان على رواية مالك كما رأيت .




                                                                                                          الخدمات العلمية