nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28981_31915_31916_31917وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون لما بالغ
موسى عليه السلام في إظهار المعجزات ، وإقامة الحجج البينات ، ولم يكن لذلك تأثير فيمن أرسل إليهم دعا عليهم بعد أن بين سبب إصرارهم على الكفر وتمسكهم بالجحود والعناد ، فقال مبينا للسبب أولا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا قد تقدم أن الملأ هم الأشراف ، والزينة : اسم لكل ما يتزين به من ملبوس ومركوب وحلية وفراش وسلاح وغير ذلك ، ثم كرر النداء للتأكيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا ليضلوا عن سبيلك .
وقد اختلف في هذه اللام الداخلة على الفعل ، فقال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : إنها لام العاقبة والصيرورة .
والمعنى : أنه لما كان عاقبة أمرهم الضلال صار كأنه سبحانه أعطاهم ما أعطاهم من النعم ليضلوا ، فتكون اللام على هذا متعلقة بآتيت ، وقيل : إنها لام كي أي : أعطيتهم لكي يضلوا .
وقال قوم : إن المعنى أعطيتهم ذلك لئلا يضلوا ، فحذفت لا كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يبين الله لكم أن تضلوا [ النساء : 176 ] .
قال
النحاس : ظاهر هذا الجواب حسن إلا أن العرب لا تحذف لا إلا مع أن ، فموه صاحب هذا التأويل بالاستدلال بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يبين الله لكم أن تضلوا [ النساء : 176 ] وقيل : اللام للدعاء عليهم .
والمعنى : ابتلهم بالهلاك عن سبيلك ، واستدل هذا القائل بقوله سبحانه بعد هذا : اطمس واشدد .
وقد أطال صاحب الكشاف في تقرير هذا بما لا طائل تحته ، والقول الأول هو الأولى .
وقرأ الكوفيون " ليضلوا " بضم حرف المضارعة : أي يوقعوا الإضلال على غيرهم ، وقرأ الباقون بالفتح أي : يضلون في أنفسهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : طمس الشيء إذهابه عن صورته ، والمعنى : الدعاء عليهم بأن يمحق الله أموالهم ويهلكها ، وقرئ بضم الميم من ( اطمس )
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88واشدد على قلوبهم أي اجعلها قاسية مطبوعة لا تقبل الحق ولا تنشرح للإيمان .
قوله : فلا يؤمنوا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : هو معطوف على ليضلوا ، والمعنى : آتيتهم النعم ليضلوا ولا يؤمنوا ، ويكون ما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراضا .
وقال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو عبيدة : هو دعاء بلفظ النهي ، والتقدير : اللهم فلا يؤمنوا ، ومنه قول
الأعشى :
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ولا تلقني إلا وأنفك راغم
وقال
الأخفش : إنه جواب الأمر : أي اطمس واشدد فلا يؤمنوا ، فيكون منصوبا .
وروي هذا عن
الفراء أيضا ، ومنه :
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حتى يروا العذاب الأليم أي لا يحصل منهم الإيمان إلا مع المعاينة لما يعذبهم الله به ، وعند ذلك لا ينفع إيمانهم .
وقد استشكل بعض أهل العلم ما في هذه الآية من الدعاء على هؤلاء ، وقال : إن الرسل إنما تطلب هداية قومهم وإيمانهم .
وأجيب بأنه
nindex.php?page=treesubj&link=31831_30615_30824_32080لا يجوز لنبي أن يدعو على قومه إلا بإذن الله سبحانه ، وإنما يأذن الله بذلك لعلمه بأنه ليس فيهم من يؤمن ، ولهذا لما أعلم الله
نوحا عليه السلام بأنه لا يؤمن من قومه إلا من قد آمن ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا [ نوح : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما جعل الدعوة هاهنا مضافة إلى
موسى وهارون ، وفيما تقدم أضافها إلى
موسى وحده ، فقيل : إن
هارون كان يؤمن على دعاء
موسى فسمي هاهنا داعيا ، وإن كان الداعي
موسى وحده ، ففي أول الكلام أضاف الدعاء إلى
موسى لكونه الداعي ، وهاهنا أضافه إليهما تنزيلا للمؤمن منزلة الداعي ، ويجوز أن يكونا جميعا داعيين ، ولكن أضاف الدعاء إلى
موسى في أول الكلام لأصالته في الرسالة .
قال
النحاس : سمعت
علي بن سليمان يقول : الدليل على أن الدعاء لهما قول
موسى ربنا ولم يقل رب .
وقرأ
علي والسلمي " دعاؤكما " وقرأ
ابن السميفع " دعواكما " والاستقامة : الثبات على ما هما عليه من الدعاء إلى الله .
قال
الفراء وغيره : أمرا بالاستقامة على أمرهما والثبات عليه ، على دعاء
فرعون وقومه إلى الإيمان إلى أن يأتيهما تأويل الإجابة أربعين سنة ، ثم أهلكوا; وقيل : معنى الاستقامة : ترك الاستعجال ولزوم السكينة والرضا والتسليم لما يقضي به الله سبحانه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون بتشديد النون للتأكيد ، وحركت بالكسر لكونه الأصل ، ولكونها أشبهت نون التثنية .
وقرأ
ابن ذكوان بتخفيف النون على النفي لا على النهي .
وقرئ بتخفيف الفوقية الثانية من تتبعان .
والمعنى : النهي لهما عن سلوك طريقة من لا يعلم بعادة الله سبحانه في إجراء الأمور على ما تقتضيه
[ ص: 640 ] المصالح تعجيلا وتأجيلا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وجاوزنا ببني إسرائيل البحر هو من جاوز المكان : إذا خلفه وتخطاه ، والباء للتعدية أي : جعلناهم مجاوزين البحر حتى بلغوا الشط ، لأن الله سبحانه جعل البحر يبسا فمروا فيه حتى خرجوا منه إلى البر .
وقد تقدم تفسير هذا في سورة البقرة في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=50وإذ فرقنا بكم البحر [ البقرة : 50 ] .
وقرأ
الحسن " وجوزنا " وهما لغتان
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90فأتبعهم فرعون وجنوده يقال : تبع وأتبع بمعنى واحد : إذا لحقه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يقال أتبعه بقطع الألف : إذا لحقه وأدركه ، واتبعه بوصل الألف : إذا اتبع أثره أدركه أو لم يدركه .
وكذا قال
أبو زيد وقال
أبو عمرو : إن ( اتبعه ) بالوصل : اقتدى به ، وانتصاب بغيا وعدوا على الحال ، والبغي : الظلم ، والعدو : الاعتداء ، ويجوز أن يكون انتصابهما على العلة : أي للبغي والعدو .
وقرأ
الحسن " وعدوا " بضم العين والدال وتشديد الواو مثل علا يعلو علوا ، وقيل : إن البغي : طلب الاستعلاء في القول بغير حق ، والعدو في الفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90حتى إذا أدركه الغرق أي ناله ووصله وألجمه .
وذلك أن
موسى خرج
ببني إسرائيل على حين غفلة من
فرعون ، فلما سمع
فرعون بذلك لحقهم بجنوده ، ففرق الله البحر
لموسى وبني إسرائيل ، فمشوا فيه حتى خرجوا من الجانب الآخر ، وتبعهم
فرعون والبحر باق على الحالة التي كان عليها عند مضي
موسى ومن معه ، فلما تكامل دخول جنود
فرعون وكادوا أن يخرجوا من الجانب الآخر ، انطبق عليهم فغرقوا كما حكى الله سبحانه ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل أي صدقت أنه ، بفتح الهمزة على أن الأصل بأنه ، فحذفت الباء ، والضمير للشأن .
وقرئ بكسر إن على الاستئناف ، وزعم
أبو حاتم ، أن القول محذوف : أي آمنت ، فقلت : إنه ، ولم ينفعه هذا الإيمان أنه وقع منه بعد إدراك الغرق كله كما تقدم في النساء ، ولم يقل اللعين آمنت بالله أو برب العالمين ، بل قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، لأنه بقي فيه عرق من دعوى الإلهية .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وأنا من المسلمين أي المستسلمين لأمر الله المنقادين له الذين يوحدونه وينفون ما سواه ، وهذه الجملة إما في محل نصب على الحال أو معطوفة على آمنت .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين هو مقول قول مقدر معطوف على قال آمنت : أي فقيل له : أتؤمن الآن ؟ .
وقد اختلف من القائل
لفرعون بهذه المقالة ؟ فقيل : هي من قول الله سبحانه ، وقيل : من قول
جبريل ، وقيل : من قول
ميكائيل ، وقيل : من قول
فرعون ، قال ذلك في نفسه لنفسه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91وقد عصيت قبل في محل نصب على الحال من فاعل الفعل المقدر بعد القول المقدر ، وهو أتؤمن الآن ، والمعنى : إنكار الإيمان منه عند أن ألجمه الغرق والحال أنه قد عصى الله من قبل ، والمقصود التقريع والتوبيخ له .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91وكنت من المفسدين معطوفة على عصيت داخلة في الحال : أي كنت من المفسدين في الأرض بضلالك عن الحق وإضلالك لغيرك .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فاليوم ننجيك ببدنك قرئ " ننجيك " بالتخفيف ، والجمهور على التثقيل .
وقرأ اليزيدي : " ننحيك " بالحاء المهملة من التنحية ، وحكاها علقمة عن ابن مسعود ، ومعنى ننجيك بالجيم : نلقيك على نجوة من الأرض ، وذلك أن بني إسرائيل لم يصدقوا أن فرعون غرق ، وقالوا : هو أعظم شأنا من ذاك ، فألقاه الله على نجوة من الأرض ، أي مكان مرتفع من الأرض حتى شاهدوه ، وقيل : المعنى : نخرجك مما وقع فيه قومك من الرسوب في قعر البحر ونجعلك طافيا ليشاهدوك ميتا بالغرق ، ومعنى ننحيك بالمهملة : نطرحك على ناحية من الأرض .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قرأ " بأبدانك " .
وقد اختلف المفسرون في معنى ببدنك ، فقيل : معناه : بجسدك بعد سلب الروح منه ، وقيل : معناه : بدرعك ، والدرع يسمى بدنا ، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك :
ترى الأبدان فيها مسبغات على الأبطال واليلب الحصينا
أراد بالأبدان الدروع ، وقال
عمرو بن معديكرب :
ومضى نساؤهم بكل مفاضة جدلاء سابغة وبالأبدان
أي بدروع سابغة ودروع قصيرة : وهي التي يقال لها أبدان كما قال
أبو عبيدة .
وقال
الأخفش : وأما قول من قال بدرعك فليس بشيء ، ورجح أن البدن المراد به هنا الجسد .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92لتكون لمن خلفك آية هذا تعليل لتنجيته ببدنه ، وفي ذلك على أنه لم يظهر جسده دون قومه إلا لهذه العلة لا سوى ، والمراد بالآية العلامة أي : لتكون لمن خلفك من الناس علامة يعرفون بها هلاكك ، وأنك لست كما تدعي ، ويندفع عنهم الشك في كونك قد صرت ميتا بالغرق ، وقيل : المراد ليكون طرحك على الساحل وحدك دون المغرقين من قومك آية من آيات الله ، يعتبر بها الناس ، أو يعتبر بها من سيأتي من الأمم إذا سمعوا ذلك; حتى يحذروا من التكبر والتجبر والتمرد على الله سبحانه ، فإن هذا الذي بلغ ما بلغ إليه من دعوى الإلهية ، واستمر على ذلك دهرا طويلا كانت له هذه العاقبة القبيحة .
وقرئ " لمن خلفك " على صيغة الفعل الماضي أي لمن يأتي بعدك من القرون أو من خلفك في الرياسة أو في السكون في المسكن الذي كنت تسكنه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92وإن كثيرا من الناس عن آياتنا التي توجب الاعتبار والتفكر وتوقظ من سنة الغفلة لغافلون عما توجبه الآيات ، وهذه الجملة تذييلية .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم يقول : دمر على أموالهم وأهلكها
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88واشدد على قلوبهم قال : اطبع
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم وهو الغرق .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال : سألني
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم فأخبرته أن الله طمس على أموال
فرعون وآل فرعون ، حتى صارت حجارة ، فقال
عمر : كما أنت حتى آتيك ، فدعا بكيس مختوم ففكه ، فإذا
[ ص: 641 ] فيه الفضة مقطوعة كأنها الحجارة والدنانير والدراهم ، وأشباه ذلك من الأموال حجارة كلها .
وقد روي أن أموالهم تحولت حجارة من طريق جماعة من السلف .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : قد أجيبت دعوتكما ، قال : فاستجاب له وحال بين
فرعون وبين الإيمان .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : كان
موسى إذا دعا أمن
هارون على دعائه يقول : آمين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : وهو اسم من أسماء الله ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قد أجيبت دعوتكما .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، نحوه .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وأبو الشيخ ، عن
عكرمة نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي نحوه أيضا .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : يزعمون أن
فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي ، عن
مجاهد نحوه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فاستقيما فامضيا لأمري ، وهي الاستقامة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
عكرمة قال : العدو والعتو والعلو في كتاب الله : التجبر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020451لما خرج آخر أصحاب موسى ، ودخل آخر أصحاب فرعون ، أوحى الله إلى البحر أن انطبق عليهم ، فخرج أصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، قال جبريل : فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة ، فرمسته بجناحي وقلت : آلآن وقد عصيت قبل ؟ فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون : ما غرق فرعون ولا أصحابه ، ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون ، فأوحى الله إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا ، فلفظه عريانا أصلع أخينس قصيرا فهو قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية لمن قال : إن فرعون لم يغرق ، وكأن نجاة غيره لم تكن نجاة عافية ، ثم أوحى الله إلى البحر أن الفظ ما فيك فلفظهم على الساحل ، وكان البحر لا يلفظ غريقا في بطنه حتى يأكله السمك ، فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ،
وابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020452أغرق الله فرعون فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال لي جبريل : يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة .
وقد روى هذا الحديث
الترمذي من غير وجه ، وقال : حسن صحيح غريب ، وصححه أيضا الحاكم .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، مرفوعا من طرق أخرى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020453قال لي جبريل : ما كان على الأرض شيء أبغض إلي من فرعون ، فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة ، وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
والبيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا نحوه .
وأخرج
ابن مردويه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، مرفوعا نحوه أيضا .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
أبي أمامة ، مرفوعا نحوه أيضا ، وفي إسناد حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رجل مجهول ، وباقي رجاله ثقات .
والعجب كل العجب ممن لا علم له بفن الرواية من المفسرين ، ولا يكاد يميز بين أصح الصحيح من الحديث وأكذب الكذب منه ، كيف يتجارى على الكلام في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ببطلان ما صح منها ، ويرسل لسانه وقلمه بالجهل البحت ، والقصور الفاضح الذي يضحك منه كل من له أدنى ممارسة لفن الحديث ، فيا مسكين ما لك ولهذا الشأن الذي لست منه في شيء ؟ ألا تستر نفسك وتربع على ضلعك ، وتعرف بأنك بهذا العلم من أجهل الجاهلين ، وتشتغل بما هو علمك الذي لا تجاوزه ، وحاصلك الذي ليس لك غيره ، وهو علم اللغة وتوابعه من العلوم الآلية ، ولقد صار صاحب الكشاف - رحمه الله - بسبب ما يتعرض له في تفسيره من علم الحديث الذي ليس هو منه في ورد ، ولا صدر ، سخرة للساخرين وعبرة للمعتبرين ، فتارة يروي في كتابه الموضوعات وهو لا يدري أنها موضوعات ، وتارة يتعرض لرد ما صح ، ويجزم بأنه من الكذب على رسول الله والبهت عليه ، وقد يكون في الصحيحين وغيرهما ، مما يلتحق بهما من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد كلها أئمة ثقات أثبات حجج ، وأدنى نصيب من عقل يحجر صاحبه عن التكلم في علم لا يعلمه ولا يدري به أقل دراية ، وإن كان ذلك العلم من علوم الاصطلاح التي يتواضع عليها طائفة من الناس ، ويصطلحون على أمور فيما بينهم ، فما بالك بعلم السنة الذي هو قسيم كتاب الله ، وقائله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وراويه عنه خير القرون ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وكل حرف من حروفه ، وكلمة من كلماته ، يثبت بها شرع عام لجميع أهل الإسلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فاليوم ننجيك ببدنك قال : أنجى الله
فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا إليه بعدما غرق .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في الآية قال : بجسدك ، قال : كذب بعض
بني إسرائيل بموت
فرعون ، فألقي على ساحل البحر حتى يراه
بنو إسرائيل أحمر قصيرا كأنه ثور .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فاليوم ننجيك ببدنك قال : بدرعك ، وكان درعه من لؤلؤة يلاقي فيها الحروب .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=28981_31915_31916_31917وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ لَمَّا بَالَغَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي إِظْهَارِ الْمُعْجِزَاتِ ، وَإِقَامَةِ الْحُجَجِ الْبَيِّنَاتِ ، وَلَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ تَأْثِيرٌ فِيمَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ دَعَا عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ سَبَبَ إِصْرَارِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ وَتَمَسُّكِهِمْ بِالْجُحُودِ وَالْعِنَادِ ، فَقَالَ مُبَيِّنًا لِلسَّبَبِ أَوَّلًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْمَلَأَ هُمُ الْأَشْرَافُ ، وَالزِّينَةُ : اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ مِنْ مَلْبُوسٍ وَمَرْكُوبٍ وَحَلْيَةٍ وَفِرَاشٍ وَسِلَاحٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، ثُمَّ كَرَّرَ النِّدَاءَ لِلتَّأْكِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذِهِ اللَّامِ الدَّاخِلَةِ عَلَى الْفِعْلِ ، فَقَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ : إِنَّهَا لَامُ الْعَاقِبَةِ وَالصَّيْرُورَةِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمُ الضَّلَالَ صَارَ كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْطَاهُمْ مَا أَعْطَاهُمْ مِنَ النِّعَمِ لِيُضِلُّوا ، فَتَكُونُ اللَّامُ عَلَى هَذَا مُتَعَلِّقَةً بِآتَيْتَ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لَامُ كَيْ أَيْ : أَعْطَيْتَهُمْ لِكَيْ يُضِلُّوا .
وَقَالَ قَوْمٌ : إِنَّ الْمَعْنَى أَعْطَيْتَهُمْ ذَلِكَ لِئَلَّا يَضِلُّوا ، فَحُذِفَتْ لَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [ النِّسَاءِ : 176 ] .
قَالَ
النَّحَّاسُ : ظَاهِرُ هَذَا الْجَوَابِ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ الْعَرَبَ لَا تَحْذِفُ لَا إِلَّا مَعَ أَنْ ، فَمَوَّهَ صَاحِبُ هَذَا التَّأْوِيلِ بِالِاسْتِدْلَالِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [ النِّسَاءِ : 176 ] وَقِيلَ : اللَّامُ لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ .
وَالْمَعْنَى : ابْتَلِهِمْ بِالْهَلَاكِ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَاسْتَدَلَّ هَذَا الْقَائِلُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ بَعْدَ هَذَا : اطْمِسْ وَاشْدُدْ .
وَقَدْ أَطَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ فِي تَقْرِيرِ هَذَا بِمَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الْأَوْلَى .
وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ " لِيُضِلُّوا " بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ : أَيْ يُوقِعُوا الْإِضْلَالَ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ أَيْ : يَضِلُّونَ فِي أَنْفُسِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : طَمْسُ الشَّيْءِ إِذْهَابُهُ عَنْ صُورَتِهِ ، وَالْمَعْنَى : الدُّعَاءُ عَلَيْهِمْ بِأَنْ يَمْحَقَ اللَّهُ أَمْوَالَهُمْ وَيُهْلِكَهَا ، وَقُرِئَ بِضَمِّ الْمِيمِ مِنِ ( اطْمُسْ )
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَيِ اجْعَلْهَا قَاسِيَةً مَطْبُوعَةً لَا تَقْبَلُ الْحَقَّ وَلَا تَنْشَرِحُ لِلْإِيمَانِ .
قَوْلُهُ : فَلَا يُؤْمِنُوا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى لِيُضِلُّوا ، وَالْمَعْنَى : آتَيْتَهُمُ النِّعَمَ لِيُضِلُّوا وَلَا يُؤْمِنُوا ، وَيَكُونُ مَا بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ اعْتِرَاضًا .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ دُعَاءٌ بِلَفْظِ النَّهْيِ ، وَالتَّقْدِيرُ : اللَّهُمَّ فَلَا يُؤْمِنُوا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأَنْفُكَ رَاغِمُ
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : إِنَّهُ جَوَابُ الْأَمْرِ : أَيِ اطْمِسْ وَاشْدُدْ فَلَا يُؤْمِنُوا ، فَيَكُونُ مَنْصُوبًا .
وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
الْفَرَّاءِ أَيْضًا ، وَمِنْهُ :
يَا نَاقُ سِيرِي عَنَقًا فَسِيحَا إِلَى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=97حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ أَيْ لَا يَحْصُلُ مِنْهُمُ الْإِيمَانُ إِلَّا مَعَ الْمُعَايَنَةِ لِمَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ بِهِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَنْفَعُ إِيمَانُهُمْ .
وَقَدِ اسْتَشْكَلَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ ، وَقَالَ : إِنَّ الرُّسُلَ إِنَّمَا تَطْلُبُ هِدَايَةَ قَوْمِهِمْ وَإِيمَانَهُمْ .
وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=31831_30615_30824_32080لَا يَجُوزُ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى قَوْمِهِ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَإِنَّمَا يَأْذَنُ اللَّهُ بِذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُؤْمِنُ ، وَلِهَذَا لَمَّا أَعْلَمَ اللَّهُ
نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ مِنْ قَوْمِهِ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [ نُوحٍ : 26 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا جَعَلَ الدَّعْوَةَ هَاهُنَا مُضَافَةً إِلَى
مُوسَى وَهَارُونَ ، وَفِيمَا تَقَدَّمَ أَضَافَهَا إِلَى
مُوسَى وَحْدَهُ ، فَقِيلَ : إِنَّ
هَارُونَ كَانَ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَاءِ
مُوسَى فَسُمِّيَ هَاهُنَا دَاعِيًا ، وَإِنْ كَانَ الدَّاعِي
مُوسَى وَحْدَهُ ، فَفِي أَوَّلِ الْكَلَامِ أَضَافَ الدُّعَاءَ إِلَى
مُوسَى لِكَوْنِهِ الدَّاعِيَ ، وَهَاهُنَا أَضَافَهُ إِلَيْهِمَا تَنْزِيلًا لِلْمُؤَمِّنِ مَنْزِلَةَ الدَّاعِي ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا جَمِيعًا دَاعِيَيْنِ ، وَلَكِنْ أَضَافَ الدُّعَاءَ إِلَى
مُوسَى فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ لِأَصَالَتِهِ فِي الرِّسَالَةِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ : الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الدُّعَاءَ لَهُمَا قَوْلُ
مُوسَى رَبَّنَا وَلَمْ يَقُلْ رَبِّ .
وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَالسُّلَمِيُّ " دُعَاؤُكُمَا " وَقَرَأَ
ابْنُ السَّمَيْفَعِ " دَعْوَاكُمَا " وَالِاسْتِقَامَةُ : الثَّبَاتُ عَلَى مَا هُمَا عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ إِلَى اللَّهِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ : أُمِرَا بِالِاسْتِقَامَةِ عَلَى أَمْرِهِمَا وَالثَّبَاتِ عَلَيْهِ ، عَلَى دُعَاءِ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِلَى الْإِيمَانِ إِلَى أَنْ يَأْتِيَهُمَا تَأْوِيلُ الْإِجَابَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ أُهْلِكُوا; وَقِيلَ : مَعْنَى الِاسْتِقَامَةِ : تَرْكُ الِاسْتِعْجَالِ وَلُزُومُ السَّكِينَةِ وَالرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ لِمَا يَقْضِي بِهِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ بِتَشْدِيدِ النُّونِ لِلتَّأْكِيدِ ، وَحُرِّكَتْ بِالْكَسْرِ لِكَوْنِهِ الْأَصْلَ ، وَلِكَوْنِهَا أَشْبَهَتْ نُونَ التَّثْنِيَةِ .
وَقَرَأَ
ابْنُ ذَكْوَانَ بِتَخْفِيفِ النُّونِ عَلَى النَّفْيِ لَا عَلَى النَّهْيِ .
وَقُرِئَ بِتَخْفِيفِ الْفَوْقِيَّةِ الثَّانِيَةِ مِنْ تَتَّبِعَانِّ .
وَالْمَعْنَى : النَّهْيُ لَهُمَا عَنْ سُلُوكِ طَرِيقَةِ مَنْ لَا يَعْلَمُ بِعَادَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي إِجْرَاءِ الْأُمُورِ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ
[ ص: 640 ] الْمَصَالِحُ تَعْجِيلًا وَتَأْجِيلًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ هُوَ مِنْ جَاوَزَ الْمَكَانَ : إِذَا خَلَّفَهُ وَتَخَطَّاهُ ، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ أَيْ : جَعَلْنَاهُمْ مُجَاوَزِينَ الْبَحْرَ حَتَّى بَلَغُوا الشَّطَّ ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ الْبَحْرَ يَبَسًا فَمَرُّوا فِيهِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهُ إِلَى الْبَرِّ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=50وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ [ الْبَقَرَةِ : 50 ] .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ " وَجَوَّزْنَا " وَهُمَا لُغَتَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ يُقَالُ : تَبِعَ وَأَتْبَعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ : إِذَا لَحِقَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : يُقَالُ أَتْبَعَهُ بِقَطْعِ الْأَلِفِ : إِذَا لَحِقَهُ وَأَدْرَكَهُ ، وَاتَّبَعَهُ بِوَصْلِ الْأَلِفِ : إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَهُ أَدْرَكَهُ أَوْ لَمْ يُدْرِكْهُ .
وَكَذَا قَالَ
أَبُو زَيْدٍ وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو : إِنَّ ( اتَّبَعَهُ ) بِالْوَصْلِ : اقْتَدَى بِهِ ، وَانْتِصَابُ بَغْيًا وَعَدْوًا عَلَى الْحَالِ ، وَالْبَغْيُ : الظُّلْمُ ، وَالْعَدْوُ : الِاعْتِدَاءُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ انْتِصَابُهُمَا عَلَى الْعِلَّةِ : أَيْ لِلْبَغِيِّ وَالْعَدْوِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ " وَعُدُوًّا " بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مِثْلَ عَلَا يَعْلُو عُلُوًّا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْبَغْيَ : طَلَبُ الِاسْتِعْلَاءِ فِي الْقَوْلِ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَالْعَدْوُ فِي الْفِعْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ أَيْ نَالَهُ وَوَصَلَهُ وَأَلْجَمَهُ .
وَذَلِكَ أَنَّ
مُوسَى خَرَجَ
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ
فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا سَمِعَ
فِرْعَوْنُ بِذَلِكَ لَحِقَهُمْ بِجُنُودِهِ ، فَفَرَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ
لِمُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَشَوْا فِيهِ حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ ، وَتَبِعَهُمْ
فِرْعَوْنُ وَالْبَحْرُ بَاقٍ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا عِنْدَ مُضِيِّ
مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ، فَلَمَّا تَكَامَلَ دُخُولُ جُنُودِ
فِرْعَوْنَ وَكَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ ، انْطَبَقَ عَلَيْهِمْ فَغَرِقُوا كَمَا حَكَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْ صَدَّقْتُ أَنَّهُ ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ بِأَنَّهُ ، فَحُذِفَتِ الْبَاءُ ، وَالضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ .
وَقُرِئَ بِكَسْرِ إِنَّ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ، وَزَعَمَ
أَبُو حَاتِمٍ ، أَنَّ الْقَوْلَ مَحْذُوفٌ : أَيْ آمَنْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ ، وَلَمْ يَنْفَعْهُ هَذَا الْإِيمَانُ أَنَّهُ وَقَعَ مِنْهُ بَعْدَ إِدْرَاكِ الْغَرَقِ كُلِّهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي النِّسَاءِ ، وَلَمْ يَقُلِ اللَّعِينُ آمَنْتُ بِاللَّهِ أَوْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، بَلْ قَالَ : آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، لِأَنَّهُ بَقِيَ فِيهِ عِرْقٌ مِنْ دَعْوَى الْإِلَهِيَّةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَيِ الْمُسْتَسْلِمِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ الْمُنْقَادِينَ لَهُ الَّذِينَ يُوَحِّدُونَهُ وَيَنْفُونَ مَا سِوَاهُ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ إِمَّا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَوْ مَعْطُوفَةٌ عَلَى آمَنْتُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ هُوَ مَقُولُ قَوْلٍ مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلَى قَالَ آمَنْتُ : أَيْ فَقِيلَ لَهُ : أَتُؤْمِنُ الْآنَ ؟ .
وَقَدِ اخْتُلِفَ مَنِ الْقَائِلُ
لِفِرْعَوْنَ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ ؟ فَقِيلَ : هِيَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ
جِبْرِيلَ ، وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ
مِيكَائِيلَ ، وَقِيلَ : مِنْ قَوْلِ
فِرْعَوْنَ ، قَالَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ الْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ بَعْدَ الْقَوْلِ الْمُقَدَّرِ ، وَهُوَ أَتُؤْمِنُ الْآنَ ، وَالْمَعْنَى : إِنْكَارُ الْإِيمَانِ مِنْهُ عِنْدَ أَنْ أَلْجَمَهُ الْغَرَقُ وَالْحَالُ أَنَّهُ قَدْ عَصَى اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ، وَالْمَقْصُودُ التَّقْرِيعُ وَالتَّوْبِيخُ لَهُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=91وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى عَصَيْتَ دَاخِلَةٌ فِي الْحَالِ : أَيْ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ بِضَلَالِكَ عَنِ الْحَقِّ وَإِضْلَالِكَ لِغَيْرِكَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ قُرِئَ " نُنْجِيكَ " بِالتَّخْفِيفِ ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى التَّثْقِيلِ .
وَقَرَأَ الْيَزِيدِيُّ : " نُنَحِّيكَ " بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ التَّنْحِيَةِ ، وَحَكَاهَا عَلْقَمَةُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَمَعْنَى نُنَجِّيكَ بِالْجِيمِ : نُلْقِيكَ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُصَدِّقُوا أَنَّ فِرْعَوْنَ غَرِقَ ، وَقَالُوا : هُوَ أَعْظَمُ شَأْنًا مِنْ ذَاكَ ، فَأَلْقَاهُ اللَّهُ عَلَى نَجْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، أَيْ مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى شَاهَدُوهُ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : نُخْرِجُكَ مِمَّا وَقَعَ فِيهِ قَوْمُكَ مِنَ الرُّسُوبِ فِي قَعْرِ الْبَحْرِ وَنَجْعَلُكَ طَافِيًا لِيُشَاهِدُوكَ مَيِّتًا بِالْغَرَقِ ، وَمَعْنَى نُنَحِّيكَ بِالْمُهْمَلَةِ : نَطْرَحُكَ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْأَرْضِ .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ " بِأَبْدَانِكَ " .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى بِبَدَنِكَ ، فَقِيلَ : مَعْنَاهُ : بِجَسَدِكَ بَعْدَ سَلْبِ الرُّوحِ مِنْهُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : بِدِرْعِكَ ، وَالدِّرْعُ يُسَمَّى بَدَنًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ :
تَرَى الْأَبْدَانَ فِيهَا مُسْبَغَاتٍ عَلَى الْأَبْطَالِ وَالْيَلَبَ الْحَصِينَا
أَرَادَ بِالْأَبْدَانِ الدُّرُوعَ ، وَقَالَ
عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ :
وَمَضَى نِسَاؤُهُمُ بِكُلِّ مَفَاضَةٍ جَدْلَاءَ سَابِغَةٍ وَبِالْأَبْدَانِ
أَيْ بِدُرُوعٍ سَابِغَةٍ وَدُرُوعٍ قَصِيرَةٍ : وَهِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا أَبْدَانُ كَمَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ بِدِرْعِكَ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَرَجَّحَ أَنَّ الْبَدَنَ الْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْجَسَدُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً هَذَا تَعْلِيلٌ لِتَنْجِيَتِهِ بِبَدَنِهِ ، وَفِي ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُظْهِرْ جَسَدَهُ دُونَ قَوْمِهِ إِلَّا لِهَذِهِ الْعِلَّةِ لَا سِوَى ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَةِ الْعَلَامَةُ أَيْ : لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ مِنَ النَّاسِ عَلَامَةً يَعْرِفُونَ بِهَا هَلَاكَكَ ، وَأَنَّكَ لَسْتَ كَمَا تَدَّعِي ، وَيَنْدَفِعَ عَنْهُمُ الشَّكُّ فِي كَوْنِكَ قَدْ صِرْتَ مَيِّتًا بِالْغَرَقِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ لِيَكُونَ طَرْحُكَ عَلَى السَّاحِلِ وَحْدَكَ دُونَ الْمُغْرَقِينَ مَنْ قَوْمِكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، يَعْتَبِرُ بِهَا النَّاسُ ، أَوْ يَعْتَبِرُ بِهَا مَنْ سَيَأْتِي مِنَ الْأُمَمِ إِذَا سَمِعُوا ذَلِكَ; حَتَّى يَحْذَرُوا مِنَ التَّكَبُّرِ وَالتَّجَبُّرِ وَالتَّمَرُّدِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، فَإِنَّ هَذَا الَّذِي بَلَغَ مَا بَلَغَ إِلَيْهِ مِنْ دَعْوَى الْإِلَهِيَّةِ ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ دَهْرًا طَوِيلًا كَانَتْ لَهُ هَذِهِ الْعَاقِبَةُ الْقَبِيحَةُ .
وَقُرِئَ " لِمَنْ خَلَفَكَ " عَلَى صِيغَةِ الْفِعْلِ الْمَاضِي أَيْ لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنَ الْقُرُونِ أَوْ مَنْ خَلَفَكَ فِي الرِّيَاسَةِ أَوْ فِي السُّكُونِ فِي الْمَسْكَنِ الَّذِي كُنْتَ تَسْكُنُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا الَّتِي تُوجِبُ الِاعْتِبَارَ وَالتَّفَكُّرَ وَتُوقِظُ مِنْ سَنَةِ الْغَفْلَةِ لَغَافِلُونَ عَمَّا تُوجِبُهُ الْآيَاتُ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ تَذْيِيلِيَّةٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ يَقُولُ : دَمِّرْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِكْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ قَالَ : اطْبَعْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ وَهُوَ الْغَرَقُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : سَأَلَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ اللَّهَ طَمَسَ عَلَى أَمْوَالِ
فِرْعَوْنَ وَآلِ فِرْعَوْنَ ، حَتَّى صَارَتْ حِجَارَةً ، فَقَالَ
عُمَرُ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى آتِيَكَ ، فَدَعَا بِكِيسٍ مَخْتُومٍ فَفَكَّهُ ، فَإِذَا
[ ص: 641 ] فِيهِ الْفِضَّةُ مَقْطُوعَةً كَأَنَّهَا الْحِجَارَةُ وَالدَّنَانِيرُ وَالدَّرَاهِمُ ، وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ مِنَ الْأَمْوَالِ حِجَارَةٌ كُلُّهَا .
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ أَمْوَالَهُمْ تَحَوَّلَتْ حِجَارَةً مِنْ طَرِيقِ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ، قَالَ : فَاسْتَجَابَ لَهُ وَحَالَ بَيْنَ
فِرْعَوْنَ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ
مُوسَى إِذَا دَعَا أَمَّنَ
هَارُونُ عَلَى دُعَائِهِ يَقُولُ : آمِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ نَحْوَهُ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : يَزْعُمُونَ أَنَّ
فِرْعَوْنَ مَكَثَ بَعْدَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَاسْتَقِيمَا فَامْضِيَا لِأَمْرِي ، وَهِيَ الِاسْتِقَامَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : الْعَدْوُ وَالْعُتُوُّ وَالْعُلُوُّ فِي كِتَابِ اللَّهِ : التَّجَبُّرُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020451لَمَّا خَرَجَ آخِرُ أَصْحَابِ مُوسَى ، وَدَخَلَ آخِرُ أَصْحَابِ فِرْعَوْنَ ، أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ أَنِ انْطَبِقْ عَلَيْهِمْ ، فَخَرَجَ أُصْبُعُ فِرْعَوْنَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، قَالَ جِبْرِيلُ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ رَحِيمٌ وَخِفْتُ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ ، فَرَمَسْتُهُ بِجَنَاحِي وَقُلْتُ : آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ؟ فَلَمَّا خَرَجَ مُوسَى وَأَصْحَابُهُ قَالَ مَنْ تَخَلَّفَ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ : مَا غَرِقَ فِرْعَوْنُ وَلَا أَصْحَابُهُ ، وَلَكِنَّهُمْ فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ يَتَصَيَّدُونَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ أَنِ الْفِظْ فِرْعَوْنَ عُرْيَانًا ، فَلَفَظَهُ عُرْيَانًا أَصْلَعَ أُخَيْنِسَ قَصِيرًا فَهُوَ قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً لِمَنْ قَالَ : إِنَّ فِرْعَوْنَ لَمْ يَغْرَقْ ، وَكَأَنَّ نَجَاةَ غَيْرِهِ لَمْ تَكُنْ نَجَاةَ عَافِيَةٍ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ أَنِ الْفِظْ مَا فِيكَ فَلَفَظَهُمْ عَلَى السَّاحِلِ ، وَكَانَ الْبَحْرُ لَا يَلْفِظُ غَرِيقًا فِي بَطْنِهِ حَتَّى يَأْكُلَهُ السَّمَكُ ، فَلَيْسَ يَقْبَلُ الْبَحْرُ غَرِيقًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020452أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=90آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ
التِّرْمِذِيُّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ، وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، وَصَحَّحَهُ أَيْضًا الْحَاكِمُ .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، مَرْفُوعًا مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020453قَالَ لِي جِبْرِيلُ : مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا آمَنَ جَعَلْتُ أَحْشُو فَاهُ حَمَأَةً ، وَأَنَا أَغُطُّهُ خَشْيَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ ، مَرْفُوعًا نَحْوَهُ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ ، مَرْفُوعًا نَحْوَهُ أَيْضًا ، وَفِي إِسْنَادِ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ ، وَبَاقِي رِجَالِهِ ثِقَاتٌ .
وَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِمَّنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِفَنِّ الرِّوَايَةِ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَلَا يَكَادُ يُمَيِّزُ بَيْنَ أَصَحِّ الصَّحِيحِ مِنَ الْحَدِيثِ وَأَكْذَبِ الْكَذِبِ مِنْهُ ، كَيْفَ يَتَجَارَى عَلَى الْكَلَامِ فِي أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِبُطْلَانِ مَا صَحَّ مِنْهَا ، وَيُرْسِلُ لِسَانَهُ وَقَلَمَهُ بِالْجَهْلِ الْبَحْتِ ، وَالْقُصُورِ الْفَاضِحِ الَّذِي يَضْحَكُ مِنْهُ كُلُّ مَنْ لَهُ أَدْنَى مُمَارَسَةٍ لِفَنِّ الْحَدِيثِ ، فَيَا مِسْكِينُ مَا لَكَ وَلِهَذَا الشَّأْنِ الَّذِي لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ؟ أَلَا تَسْتُرُ نَفْسَكَ وَتَرْبَعُ عَلَى ضِلَعِكَ ، وَتَعْرِفُ بِأَنَّكَ بِهَذَا الْعِلْمِ مِنْ أَجْهَلِ الْجَاهِلِينَ ، وَتَشْتَغِلُ بِمَا هُوَ عِلْمُكَ الَّذِي لَا تُجَاوِزُهُ ، وَحَاصِلُكَ الَّذِي لَيْسَ لَكَ غَيْرُهُ ، وَهُوَ عِلْمُ اللُّغَةِ وَتَوَابِعُهُ مِنَ الْعُلُومِ الْآلِيَّةِ ، وَلَقَدْ صَارَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِسَبَبِ مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ عِلْمِ الْحَدِيثِ الَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْهُ فِي وِرْدٍ ، وَلَا صَدْرٍ ، سُخْرَةً لِلسَّاخِرِينَ وَعِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ ، فَتَارَةً يَرْوِي فِي كِتَابِهِ الْمَوْضُوعَاتِ وَهُوَ لَا يَدْرِي أَنَّهَا مَوْضُوعَاتٌ ، وَتَارَةً يَتَعَرَّضُ لِرَدِّ مَا صَحَّ ، وَيَجْزِمُ بِأَنَّهُ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَالْبُهْتِ عَلَيْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، مِمَّا يَلْتَحِقُ بِهِمَا مِنْ رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ بِأَسَانِيدَ كُلُّهَا أَئِمَّةٌ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ حُجَجٌ ، وَأَدْنَى نَصِيبٍ مِنْ عَقْلٍ يَحْجُرُ صَاحِبَهُ عَنِ التَّكَلُّمِ فِي عِلْمٍ لَا يَعْلَمُهُ وَلَا يَدْرِي بِهِ أَقَلَّ دِرَايَةٍ ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْعِلْمُ مِنْ عُلُومِ الِاصْطِلَاحِ الَّتِي يَتَوَاضَعُ عَلَيْهَا طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ ، وَيَصْطَلِحُونَ عَلَى أُمُورٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَمَا بَالُكَ بِعِلْمِ السُّنَّةِ الَّذِي هُوَ قَسِيمُ كِتَابِ اللَّهِ ، وَقَائِلُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَرَاوِيهِ عَنْهُ خَيْرُ الْقُرُونِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، وَكُلُّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِهِ ، وَكَلِمَةٍ مِنْ كَلِمَاتِهِ ، يَثْبُتُ بِهَا شَرْعٌ عَامٌّ لِجَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ قَالَ : أَنْجَى اللَّهُ
فِرْعَوْنَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ بَعْدَمَا غَرِقَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ : بِجَسَدِكَ ، قَالَ : كَذَّبَ بَعْضُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَوْتِ
فِرْعَوْنَ ، فَأُلْقِيَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ حَتَّى يَرَاهُ
بَنُو إِسْرَائِيلَ أَحْمَرَ قَصِيرًا كَأَنَّهُ ثَوْرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=92فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ قَالَ : بِدِرْعِكَ ، وَكَانَ دِرْعُهُ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ يُلَاقِي فِيهَا الْحُرُوبَ .