الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        141 - الحديث الثامن : عن أبي هريرة رضي الله عنه { قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة : الم تنزيل السجدة و : هل أتى على الإنسان } .

                                        التالي السابق


                                        فيه دليل على استحباب قراءة هاتين السورتين في هذا المحل .

                                        وكره مالك للإمام قراءة السجدة في صلاة الفرض ، خشية التخليط على المأمومين . وخص بعض أصحابه الكراهة بصلاة السر . فعلى هذا لا يكون مخالفا لمقتضى هذا الحديث . وفي المواظبة على ذلك دائما أمر آخر ، وهو أنه ربما أدى الجهال إلى اعتقاد أن ذلك فرض في هذه الصلاة . ومن مذهب مالك : حسم مادة هذه الذريعة [ ص: 342 ] فالذي ينبغي أن يقال : أما القول بالكراهة مطلقا ، فيأباه الحديث . وإذا انتهى الحال إلى أن تقع هذه المفسدة فينبغي أن تترك في بعض الأوقات ، دفعا لهذه المفسدة وليس في هذا الحديث ما يقتضي فعل ذلك دائما اقتضاء قويا . وعلى كل حال فهو مستحب ، فقد يترك المستحب لدفع المفسدة المتوقعة . وهذا المقصود يحصل بالترك في بعض الأوقات ، لا سيما إذا كان بحضرة الجهال ، ومن يخاف منه وقوع هذا الاعتقاد الفاسد .




                                        الخدمات العلمية