(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إن أنت إلا نذير nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ) وفيه احتمال معنيين :
الأول : أن يكون المراد بيان كون الكفار بالنسبة إلى سماعهم كلام النبي والوحي النازل عليه دون حال الموتى ، فإن الله يسمع الموتى والنبي لا يسمع من مات وقبر ، فالموتى سامعون من الله ، والكفار كالموتى لا يسمعون من النبي .
والثاني : أن يكون المراد تسلية النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لما بين له أنه لا ينفعهم ولا يسمعهم ، قال له هؤلاء : لا يسمعهم إلا الله ، فإنه يسمع من يشاء ولو كان صخرة صماء ، وأما أنت فلا تسمع من في القبور ، فما عليك من حسابهم من شيء .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إن أنت إلا نذير ) بيانا للتسلية .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إن أنت إلا نذير ) بين أنه ليس نذيرا من تلقاء نفسه إنما هو
nindex.php?page=treesubj&link=32028_31037_32026نذير بإذن الله وإرساله .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) تقريرا لأمرين :
أحدهما : لتسلية قلبه حيث يعلم أن غيره كان مثله محتملا لتأذي القوم .
وثانيهما : إلزام القوم قبوله ، فإنه ليس بدعا من الرسل ، وإنما هو مثل غيره يدعي ما ادعاه الرسل ويقرره .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29006_30549_31788_32024_30614_29786وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ) .
يعني أنت جئتهم بالبينة والكتاب فكذبوك وآذوك ، وغيرك أيضا أتاهم بمثل ذلك وفعلوا بهم ما فعلوا بك ، وصبروا على ما كذبوا ، فكذلك نلزمهم بأن من تقدم من الرسل لم يعلم كونهم رسلا إلا بالمعجزات البينات ، وقد آتيناها
محمدا صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وبالزبر وبالكتاب المنير ) والكل آتيناها
محمدا ، فهو رسول مثل الرسل يلزمهم قبوله كما لزم قبول
موسى وعيسى عليهم السلام أجمعين ، وهذا يكون تقريرا مع
أهل الكتاب ، واعلم أنه تعالى ذكر أمورا ثلاثة :
أولها : البينات ، وذلك لأن كل رسول فلا بد له من معجزة وهي أدنى الدرجات ، ثم قد ينزل عليه كتاب يكون فيه مواعظ وتنبيهات ، وإن لم يكن فيه نسخ وأحكام مشروعة شرعا ناسخا ، ومن ينزل عليه مثله أعلى مرتبة ممن لا ينزل عليه ذلك ، وقد تنسخ شريعته الشرائع ، وينزل عليه كتاب فيه أحكام على وفق
[ ص: 18 ] الحكمة الإلهية ، ومن يكون كذلك ، فهو من أولي العزم ، فقال الرسل تبين رسالتهم بالبينات ، وإن كانوا أعلى مرتبة فبالزبر ، وإن كانوا أعلى فبالكتاب ، والنبي آتيناه الكل فهو رسول أشرف من الكل لكون كتابه أتم وأكمل من كل كتاب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=22إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) وَفِيهِ احْتِمَالُ مَعْنَيَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بَيَانَ كَوْنِ الْكُفَّارِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى سَمَاعِهِمْ كَلَامَ النَّبِيِّ وَالْوَحْيِ النَّازِلِ عَلَيْهِ دُونَ حَالِ الْمَوْتَى ، فَإِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ الْمَوْتَى وَالنَّبِيَّ لَا يُسْمِعُ مَنْ مَاتَ وَقُبِرَ ، فَالْمَوْتَى سَامِعُونَ مِنَ اللَّهِ ، وَالْكُفَّارُ كَالْمَوْتَى لَا يَسْمَعُونَ مِنَ النَّبِيِّ .
وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ تَسْلِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّهُ لَمَّا بَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يُسْمِعُهُمْ ، قَالَ لَهُ هَؤُلَاءِ : لَا يُسْمِعُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّهُ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَلَوْ كَانَ صَخْرَةً صَمَّاءَ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَا تُسْمِعُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، فَمَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ ) بَيَانًا لِلتَّسْلِيَةِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=23إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ ) بَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ نَذِيرًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِنَّمَا هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=32028_31037_32026نَذِيرٌ بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِرْسَالِهِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) تَقْرِيرًا لِأَمْرَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : لِتَسْلِيَةِ قَلْبِهِ حَيْثُ يَعْلَمُ أَنَّ غَيْرَهُ كَانَ مِثْلَهُ مُحْتَمِلًا لِتَأَذِّي الْقَوْمِ .
وَثَانِيهِمَا : إِلْزَامُ الْقَوْمِ قَبُولَهُ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُ غَيْرِهِ يَدَّعِي مَا ادَّعَاهُ الرُّسُلُ وَيُقَرِّرُهُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29006_30549_31788_32024_30614_29786وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ) .
يَعْنِي أَنْتَ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَةِ وَالْكِتَابِ فَكَذَّبُوكَ وَآذَوْكَ ، وَغَيْرُكَ أَيْضًا أَتَاهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَفَعَلُوا بِهِمْ مَا فَعَلُوا بِكَ ، وَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا ، فَكَذَلِكَ نُلْزِمُهُمْ بِأَنَّ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الرُّسُلِ لَمْ يُعْلَمْ كَوْنُهُمْ رُسُلًا إِلَّا بِالْمُعْجِزَاتِ الْبَيِّنَاتِ ، وَقَدْ آتَيْنَاهَا
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=25وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ) وَالْكُلُّ آتَيْنَاهَا
مُحَمَّدًا ، فَهُوَ رَسُولٌ مِثْلُ الرُّسُلِ يَلْزَمُهُمْ قَبُولُهُ كَمَا لَزِمَ قَبُولُ
مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَجْمَعِينَ ، وَهَذَا يَكُونُ تَقْرِيرًا مَعَ
أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ أُمُورًا ثَلَاثَةً :
أَوَّلُهَا : الْبَيِّنَاتُ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ رَسُولٍ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُعْجِزَةٍ وَهِيَ أَدْنَى الدَّرَجَاتِ ، ثُمَّ قَدْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ كِتَابٌ يَكُونُ فِيهِ مَوَاعِظُ وَتَنْبِيهَاتٌ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَسْخٌ وَأَحْكَامٌ مَشْرُوعَةٌ شَرْعًا نَاسِخًا ، وَمَنْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِثْلُهُ أَعْلَى مَرْتَبَةً مِمَّنْ لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، وَقَدْ تَنْسَخُ شَرِيعَتُهُ الشَّرَائِعَ ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ كِتَابٌ فِيهِ أَحْكَامٌ عَلَى وَفْقِ
[ ص: 18 ] الْحِكْمَةِ الْإِلَهِيَّةِ ، وَمَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ ، فَهُوَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ ، فَقَالَ الرُّسُلُ تُبَيِّنُ رِسَالَتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، وَإِنْ كَانُوا أَعْلَى مَرْتَبَةً فَبِالزُّبُرِ ، وَإِنْ كَانُوا أَعْلَى فَبِالْكِتَابِ ، وَالنَّبِيُّ آتَيْنَاهُ الْكُلَّ فَهُوَ رَسُولٌ أَشْرَفُ مِنَ الْكُلِّ لِكَوْنِ كِتَابِهِ أَتَمَّ وَأَكْمَلَ مِنْ كُلِّ كِتَابٍ .