القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29012_31757_32415_31756وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( 11 ) )
يقول - تعالى ذكره - : وجعل في الأرض التي خلق في يومين جبالا رواسي ، وهي الثوابت في الأرض من فوقها ، يعني : من فوق الأرض على ظهرها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وبارك فيها ) يقول : وبارك في الأرض فجعلها دائمة الخير لأهلها .
وقد ذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في ذلك ما حدثنا
موسى قال : ثنا
عمرو قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وبارك فيها ) قال : أنبت شجرها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها )
[ ص: 435 ]
اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : وقدر فيها أقوات أهلها بمعنى أرزاقهم ومعايشهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : أرزاقها .
حدثني
موسى قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد ، في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : قدر فيها أرزاق العباد ، ذلك الأقوات .
حدثنا
موسى قال : ثنا
عمرو قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) يقول : أقواتها لأهلها .
وقال آخرون : بل معناه : وقدر فيها ما يصلحها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
علي بن سهل قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
خليد بن دعلج ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : صلاحها .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقدر فيها جبالها وأنهارها وأشجارها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) : خلق فيها جبالها وأنهارها وبحارها وشجرها ، وساكنها من الدواب كلها .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : جبالها ودوابها وأنهارها وبحارها .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقدر فيها أقواتها من المطر .
[ ص: 436 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : من المطر .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقدر في كل بلدة منها ما لم يجعله في الآخر منها لمعاش بعضهم من بعض بالتجارة من بلدة إلى بلدة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
الحسين بن محمد الذارع قال : ثنا
أبو محصن قال : ثنا
حسين ، عن
عكرمة ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : اليماني
باليمن ، والسابري
بسابور .
حدثني محمد
بن عبد الله بن بزيع قال : ثنا
أبو محصن ، عن
حصين قال : قال
عكرمة (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) اليمانية
باليمن ، والسابرية
بسابور ، وأشباه هذا .
حدثنا
أبو كريب قال : ثنا
ابن إدريس قال : سمعت
حصينا عن
عكرمة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : في كل أرض قوت لا يصلح في غيرها ، اليماني
باليمن ، والسابري
بسابور .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
هشيم قال : أخبرنا
حصين عن
عكرمة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : البلد يكون فيه القوت أو الشيء لا يكون لغيره ، ألا ترى أن السابري إنما يكون
بسابور ، وأن العصب إنما يكون
باليمن ونحو ذلك .
حدثني
إسماعيل بن سيف قال : ثنا
ابن عبد الواحد بن زياد ، عن
خصيف ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : السابري
بسابور ، والطيالسة من
الري .
[ ص: 437 ]
حدثني
إسماعيل قال : ثنا
أبو النضر صاحب البصري قال : ثنا
أبو عوانة ، عن
مطرف ، عن
الضحاك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : السابري
بسابور ، والطيالسة من
الري .
فى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) قال : السابري من
سابور ، والطيالسة من
الري ، والحبر من
اليمن .
والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى أخبر أنه قدر في الأرض أقوات أهلها ، وذلك ما يقوتهم من الغذاء ، ويصلحهم من المعاش ، ولم يخصص - جل ثناؤه - بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وقدر فيها أقواتها ) أنه قدر فيها قوتا دون قوت ، بل عم الخبر عن تقديره فيها جميع الأقوات ، ومما يقوت أهلها ما لا يصلحهم غيره من الغذاء ، وذلك لا يكون إلا بالمطر والتصرف في البلاد لما خص به بعضا دون بعض ، ومما أخرج من الجبال من الجواهر ، ومن البحر من المأكل والحلي ، ولا قول في ذلك أصح مما قال - جل ثناؤه - : قدر في الأرض أقوات أهلها ، لما وصفنا من العلة .
وقال - جل ثناؤه - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10في أربعة أيام ) لما ذكرنا قبل من الخبر الذي روينا عن
ابن عباس ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فرغ من خلق الأرض وجميع أسبابها ومنافعها من الأشجار والماء والمدائن والعمران والخراب في أربعة أيام ، أولهن يوم الأحد ، وآخرهن يوم الأربعاء .
حدثني
موسى قال : ثنا
عمرو قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : خلق الجبال فيها وأقوات أهلها وشجرها وما ينبغي لها في يومين ، في الثلاثاء والأربعاء .
وقال بعض
نحويي البصرة : قال . خلق الأرض في يومين ، ثم قال في أربعة أيام ، لأنه يعني أن هذا مع الأول أربعة أيام ، كما تقول : تزوجت أمس امرأة ، واليوم ثنتين ، وإحداهما التي تزوجتها أمس .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سواء للسائلين ) اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم :
[ ص: 438 ] تأويله : سواء لمن سأل عن مبلغ الأجل الذي خلق الله فيه الأرض ، وجعل فيها الرواسي من فوقها والبركة ، وقدر فيها الأقوات بأهلها ، وجده كما أخبر الله أربعه أيام لا يزدن على ذلك ولا ينقصن منه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سواء للسائلين ) من سأل عن ذلك وجده ، كما قال الله .
حدثنا
ابن عبد الأعلى قال : ثنا
ابن ثور ، عن
معمر ، عن
قتادة (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سواء للسائلين ) قال : من سأل فهو كما قال الله .
حدثنا
موسى بن هارون قال : ثنا
عمرو قال : ثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10في أربعة أيام سواء للسائلين ) يقول : من سأل فهكذا الأمر .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : سواء لمن سأل ربه شيئا مما به الحاجة إليه من الرزق ، فإن الله قد قدر له من الأقوات في الأرض ، على قدر مسألة كل سائل منهم لو سأله لما نفذ من علمه فيهم قبل أن يخلقهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سواء للسائلين ) قال : قدر ذلك على قدر مسائلهم ، يعلم ذلك أنه لا يكون من مسائلهم شيء إلا شيء قد علمه قبل أن يكون . واختلفت القراء في قراءة ذلك . فقرأته عامة قراء الأمصار غير
أبي جعفر والحسن البصري : ( سواء ) بالنصب . وقرأه
أبو جعفر القارئ : " سواء " بالرفع . وقرأ
الحسن : " سواء " بالجر .
والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراء الأمصار ، وذلك قراءته بالنصب لإجماع الحجة من القراء عليه ، ولصحة معناه . وذلك أن معنى الكلام : قدر فيها أقواتها سواء لسائليها على ما بهم إليه الحاجة ، وعلى ما يصلحهم .
[ ص: 439 ]
وقد ذكر عن
ابن مسعود أنه كان يقرأ ذلك : " وقسم فيها أقواتها " .
وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب سواء ، فقال بعض
نحويي البصرة : من نصبه جعله مصدرا ، كأنه قال : استواء . قال : وقد قرئ بالجر وجعل اسما للمستويات : أي في أربعة أيام تامة . وقال بعض
نحويي الكوفة : من خفض سواء ، جعلها من نعت الأيام ، وإن شئت من نعت الأربعة ، ومن نصبها جعلها متصلة بالأقوات . قال : وقد ترفع كأنه ابتداء ، كأنه قال : ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سواء للسائلين ) يقول : لمن أراد علمه .
والصواب من القول في ذلك أن يكون نصبه إذا نصب حالا من الأقوات ، إذ كانت سواء قد شبهت بالأسماء النكرة ، فقيل : مررت بقوم سواء ، فصارت تتبع النكرات ، وإذا تبعت النكرات انقطعت من المعارف فنصبت ، فقيل : مررت بإخوتك سواء ، وقد يجوز أن يكون إذا لم يدخلها تثنية ولا جمع أن تشبه بالمصادر . وأما إذا رفعت ، فإنما ترفع ابتداء بضمير ذلك ونحوه ، وإذا جرت فعلى الاتباع للأيام أو للأربعة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) يعني - تعالى ذكره - : ثم استوى إلى السماء ، ثم ارتفع إلى السماء .
وقد بينا أقوال أهل العلم في ذلك فيما مضى قبل .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ) يقول - جل ثناؤه - : فقال الله للسماء والأرض : جيئا بما خلقت فيكما ، أما أنت يا سماء فأطلعي ما خلقت فيك من الشمس والقمر والنجوم ، وأما أنت يا أرض فأخرجي ما خلقت فيك من الأشجار والثمار والنبات ، وتشققي عن الأنهار (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قالتا أتينا طائعين ) جئنا بما أحدثت فينا من خلقك ، مستجيبين لأمرك لا نعصي أمرك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو هشام قال : ثنا
ابن يمان قال : ثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،
[ ص: 440 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) قال : قال الله للسموات : أطلعي شمسي وقمري ، وأطلعي نجومي ، وقال للأرض : شققي أنهارك وأخرجي ثمارك ، فقالتا : أعطينا طائعين .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
سليمان الأحول ، عن
طاوس ، عن
ابن عباس ، في قوله ( ائتيا ) : أعطيا . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قالتا أتينا ) قالتا : أعطينا .
وقيل : أتينا طائعين ، ولم يقل طائعتين ، والسماء والأرض مؤنثتان ، لأن النون والألف اللتين هما كناية أسمائهما في قوله ( أتينا ) نظيره كناية أسماء المخبرين من الرجال عن أنفسهم ، فأجرى قوله ( طائعين ) على ما جرى به الخبر عن الرجال كذلك . وقد كان بعض أهل العربية يقول : ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن .
وقال آخرون منهم : قيل ذلك كذلك لأنهما لما تكلمتا أشبهتا الذكور من بني آدم .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29012_31757_32415_31756وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ( 10 )
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( 11 ) )
يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : وَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ الَّتِي خَلَقَ فِي يَوْمَيْنِ جِبَالًا رَوَاسِيَ ، وَهِيَ الثَّوَابِتُ فِي الْأَرْضِ مِنْ فَوْقِهَا ، يَعْنِي : مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ عَلَى ظَهْرِهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَبَارَكَ فِيهَا ) يَقُولُ : وَبَارَكَ فِي الْأَرْضِ فَجَعَلَهَا دَائِمَةَ الْخَيْرِ لِأَهْلِهَا .
وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا
مُوسَى قَالَ : ثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَبَارَكَ فِيهَا ) قَالَ : أَنْبَتَ شَجَرَهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا )
[ ص: 435 ]
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَ أَهْلِهَا بِمَعْنَى أَرْزَاقِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : أَرْزَاقُهَا .
حَدَّثَنِي
مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : قَدَّرَ فِيهَا أَرْزَاقَ الْعِبَادِ ، ذَلِكَ الْأَقْوَاتُ .
حَدَّثَنَا
مُوسَى قَالَ : ثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) يَقُولُ : أَقْوَاتَهَا لِأَهْلِهَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَاهُ : وَقُدِّرَ فِيهَا مَا يُصْلِحُهَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ
خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : صَلَاحُهَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَقَدَّرَ فِيهَا جِبَالَهَا وَأَنْهَارَهَا وَأَشْجَارَهَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) : خَلَقَ فِيهَا جِبَالَهَا وَأَنْهَارَهَا وَبِحَارَهَا وَشَجَرَهَا ، وَسَاكِنَهَا مِنَ الدَّوَابِّ كُلِّهَا .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : جِبَالَهَا وَدَوَابَّهَا وَأَنْهَارَهَا وَبِحَارَهَا .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا مِنَ الْمَطَرِ .
[ ص: 436 ]
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : مِنَ الْمَطَرِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَقَدَّرَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مِنْهَا مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الْآخَرِ مِنْهَا لِمَعَاشِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ مِنْ بَلْدَةٍ إِلَى بَلْدَةٍ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ قَالَ : ثَنَا
أَبُو مِحْصَنٍ قَالَ : ثَنَا
حُسَيْنٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : الْيَمَانِيُّ
بِالْيَمَنِ ، وَالسَّابِرَيُّ
بِسَابُورَ .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ قَالَ : ثَنَا
أَبُو مِحْصَنٍ ، عَنْ
حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ
عِكْرِمَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) الْيَمَانِيَّةَ
بِالْيَمَنِ ، وَالسَّابِرِيَّةَ
بِسَابُورَ ، وَأَشْبَاهَ هَذَا .
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ : ثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : سَمِعْتُ
حُصَيْنًا عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : فِي كُلِّ أَرْضٍ قُوتٌ لَا يَصْلُحُ فِي غَيْرِهَا ، الْيَمَانِيُّ
بِالْيَمَنِ ، وَالسَّابِرِيُّ
بِسَابُورَ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا
هُشَيْمٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا
حُصَيْنٌ عَنْ
عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : الْبَلَدُ يَكُونُ فِيهِ الْقُوتُ أَوِ الشَّيْءُ لَا يَكُونُ لِغَيْرِهِ ، أَلَا تَرَى أَنَّ السَّابِرِيَّ إِنَّمَا يَكُونُ
بِسَابُورَ ، وَأَنَّ الْعَصَبَ إِنَّمَا يَكُونُ
بِالْيَمَنِ وَنَحْوَ ذَلِكَ .
حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ قَالَ : ثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ
خَصِيفٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : السَّابِرَيُّ
بِسَابُورَ ، وَالطَّيَالِسَةُ مِنِ
الرَّيِّ .
[ ص: 437 ]
حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ قَالَ : ثَنَا
أَبُو النَّضْرِ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَوَانَةُ ، عَنْ
مُطَرِّفٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : السَّابِرَيَّ
بِسَابُورٍ ، وَالطَّيَالِسَةَ مِنِ
الرَّيِّ .
فَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) قَالَ : السَّابِرَيَّ مِنْ
سِابُورَ ، وَالطَّيَالِسَةَ مِنِ
الرَّيِّ ، وَالْحِبَرَ مِنَ
الْيَمَنِ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ قَدَّرَ فِي الْأَرْضِ أَقْوَاتَ أَهْلِهَا ، وَذَلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ مِنَ الْغِذَاءِ ، وَيُصْلِحُهُمْ مِنَ الْمَعَاشِ ، وَلَمْ يُخَصِّصْ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ) أَنَّهُ قَدَّرَ فِيهَا قُوتًا دُونَ قُوتٍ ، بَلْ عَمَّ الْخَبَرُ عَنْ تَقْدِيرِهِ فِيهَا جَمِيعَ الْأَقْوَاتِ ، وَمِمَّا يَقُوتُ أَهْلَهَا مَا لَا يُصْلِحُهُمْ غَيْرُهُ مِنَ الْغِذَاءِ ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْمَطَرِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْبِلَادِ لِمَا خَصَّ بِهِ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ ، وَمِمَّا أَخْرَجَ مِنَ الْجِبَالِ مِنَ الْجَوَاهِرِ ، وَمِنَ الْبَحْرِ مِنَ الْمَأْكَلِ وَالْحُلِيِّ ، وَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ أَصَحُّ مِمَّا قَالَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : قُدِّرَ فِي الْأَرْضِ أَقْوَاتُ أَهْلِهَا ، لِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْعِلَّةِ .
وَقَالَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ) لِمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ مِنَ الْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَا عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ فَرَغَ مِنْ خَلْقِ الْأَرْضِ وَجَمِيعِ أَسْبَابِهَا وَمَنَافِعِهَا مِنَ الْأَشْجَارِ وَالْمَاءِ وَالْمَدَائِنِ وَالْعُمْرَانِ وَالْخَرَابِ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، أَوَّلُهُنَّ يَوْمُ الْأَحَدِ ، وَآخِرُهُنَّ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ .
حَدَّثَنِي
مُوسَى قَالَ : ثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : خَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا وَأَقْوَاتَ أَهْلِهَا وَشَجَرَهَا وَمَا يَنْبَغِي لَهَا فِي يَوْمَيْنِ ، فِي الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ .
وَقَالَ بَعْضُ
نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : قَالَ . خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، لِأَنَّهُ يَعْنِي أَنَّ هَذَا مَعَ الْأَوَّلِ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ ، كَمَا تَقُولُ : تَزَوَّجْتُ أَمْسِ امْرَأَةً ، وَالْيَوْمَ ثِنْتَيْنِ ، وَإِحْدَاهُمَا الَّتِي تَزَوَّجْتُهَا أَمْسِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ :
[ ص: 438 ] تَأْوِيلُهُ : سَوَاءٌ لِمَنْ سَأَلَ عَنْ مَبْلَغِ الْأَجَلِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ الْأَرْضَ ، وَجَعَلَ فِيهَا الرَّوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَالْبَرَكَةَ ، وَقَدَّرَ فِيهَا الْأَقْوَاتَ بِأَهْلِهَا ، وَجَدَهُ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ أَرْبَعَهَ أَيَّامٍ لَا يَزِدْنَ عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَنْقُصْنَ مِنْهُ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ وَجَدَهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا
ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) قَالَ : مَنْ سَأَلَ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ .
حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ : ثَنَا
عَمْرٌو قَالَ : ثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) يَقُولُ : مَنْ سَأَلَ فَهَكَذَا الْأَمْرُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : سَوَاءً لِمَنْ سَأَلَ رَبَّهُ شَيْئًا مِمَّا بِهِ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنَ الرِّزْقِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ قَدَّرَ لَهُ مِنَ الْأَقْوَاتِ فِي الْأَرْضِ ، عَلَى قَدْرِ مَسْأَلَةِ كُلِّ سَائِلٍ مِنْهُمْ لَوْ سَأَلَهُ لَمَا نَفَذَ مِنْ عِلْمِهِ فِيهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) قَالَ : قَدَّرَ ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ مَسَائِلِهِمْ ، يَعْلَمُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْ مَسَائِلِهِمْ شَيْءٌ إِلَّا شَيْءٌ قَدْ عَلِمَهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ . فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ غَيْرُ
أَبِي جَعْفَرٍ وَالْحَسَنِ الْبَصَرِيِّ : ( سَوَاءً ) بِالنُّصْبِ . وَقَرَأَهُ
أَبُو جَعْفَرٍ الْقَارِئُ : " سَوَاءٌ " بِالرَّفْعِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : " سَوَاءٍ " بِالْجَرِّ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ مَا عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ ، وَذَلِكَ قِرَاءَتُهُ بِالنَّصْبِ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ ، وَلِصِحَّةِ مَعْنَاهُ . وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ : قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا سَوَاءً لِسَائِلِيهَا عَلَى مَا بِهِمْ إِلَيْهِ الْحَاجَةُ ، وَعَلَى مَا يُصْلِحُهُمْ .
[ ص: 439 ]
وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ : " وَقَسَّمَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا " .
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ نَصْبِ سَوَاءً ، فَقَالَ بَعْضُ
نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : مَنْ نَصَبَهُ جَعَلَهُ مَصْدَرًا ، كَأَنَّهُ قَالَ : اسْتِوَاءً . قَالَ : وَقَدْ قُرِئَ بِالْجَرِّ وَجُعِلَ اسْمًا لِلْمُسْتَوَيَاتِ : أَيْ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ تَامَّةٍ . وَقَالَ بَعْضُ
نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ : مَنْ خَفَضَ سَوَاءً ، جَعَلَهَا مِنْ نَعْتِ الْأَيَّامِ ، وَإِنْ شِئْتَ مِنْ نَعْتِ الْأَرْبَعَةِ ، وَمَنْ نَصَبَهَا جَعَلَهَا مُتَّصِلَةً بِالْأَقْوَاتِ . قَالَ : وَقَدْ تُرْفَعُ كَأَنَّهُ ابْتِدَاءٌ ، كَأَنَّهُ قَالَ : ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ) يَقُولُ : لِمَنْ أَرَادَ عِلْمَهُ .
وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهُ إِذَا نُصِبَ حَالًا مِنَ الْأَقْوَاتِ ، إِذْ كَانَتْ سَوَاءٌ قَدْ شُبِّهَتْ بِالْأَسْمَاءِ النَّكِرَةِ ، فَقِيلَ : مَرَرْتُ بِقَوْمٍ سَوَاءٍ ، فَصَارَتْ تَتْبَعُ النَّكِرَاتِ ، وَإِذَا تَبِعَتِ النَّكِرَاتِ انْقَطَعَتْ مِنَ الْمَعَارِفِ فَنُصِبَتْ ، فَقِيلَ : مَرَرْتُ بِإِخْوَتِكَ سَوَاءً ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِذَا لَمْ يَدْخُلْهَا تَثْنِيَةٌ وَلَا جَمْعٌ أَنْ تُشَبَّهَ بِالْمَصَادِرِ . وَأَمَّا إِذَا رُفِعَتْ ، فَإِنَّمَا تُرْفَعُ ابْتِدَاءً بِضَمِيرِ ذَلِكَ وَنَحْوِهِ ، وَإِذَا جُرَّتْ فَعَلَى الِاتِّبَاعِ لِلْأَيَّامِ أَوْ لِلْأَرْبَعَةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) يَعْنِي - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ .
وَقَدْ بَيَّنَّا أَقْوَالَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ فِيمَا مَضَى قَبْلُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ) يَقُولُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : فَقَالَ اللَّهُ لِلسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ : جِيئَا بِمَا خَلَقْتُ فِيكُمَا ، أَمَّا أَنْتِ يَا سَمَاءُ فَأَطْلِعِي مَا خَلَقْتُ فِيكِ مِنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ ، وَأَمَّا أَنْتِ يَا أَرْضُ فَأَخْرِجِي مَا خَلَقْتُ فِيكِ مِنَ الْأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَالنَّبَاتِ ، وَتَشَّقَّقِي عَنِ الْأَنْهَارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) جِئْنَا بِمَا أَحْدَثْتَ فِينَا مِنْ خَلْقِكَ ، مُسْتَجِيبِينَ لِأَمْرِكَ لَا نَعْصِي أَمْرَكَ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ قَالَ : ثَنَا
ابْنُ يَمَانٍ قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ،
[ ص: 440 ] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16047سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) قَالَ : قَالَ اللَّهُ لِلسَّمَوَاتِ : أَطْلِعِي شَمْسِي وَقَمَرِي ، وَأَطْلِعِي نُجُومِي ، وَقَالَ لِلْأَرْضِ : شَقِّقِي أَنْهَارَكِ وَأَخْرِجِي ثِمَارَكِ ، فَقَالَتَا : أَعْطَيْنَا طَائِعِينَ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ ، عَنْ
طَاوُسٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ ( ائْتِيَا ) : أَعْطِيَا . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قَالَتَا أَتَيْنَا ) قَالَتَا : أَعْطَيْنَا .
وَقِيلَ : أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَقُلْ طَائِعَتَيْنِ ، وَالسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ مُؤَنَّثَتَانِ ، لِأَنَّ النُّونَ وَالْأَلِفَ اللَّتَيْنِ هَمَا كِنَايَةُ أَسْمَائِهِمَا فِي قَوْلِهِ ( أَتَيْنَا ) نَظِيرُهُ كِنَايَةُ أَسْمَاءِ الْمُخْبِرِينَ مِنَ الرِّجَالِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَأَجْرَى قَوْلَهُ ( طَائِعِينَ ) عَلَى مَا جَرَى بِهِ الْخَبَرُ عَنِ الرِّجَالِ كَذَلِكَ . وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ : ذَهَبَ بِهِ إِلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ .
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ : قِيلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا لَمَّا تَكَلَّمَتَا أَشْبَهَتَا الذُّكُورَ مِنْ بَنِي آدَمَ .