الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وآتوا النساء صدقاتهن [ 4 ]

                                                                                                                                                                                                                                        مفعولان ، الواحدة صدقة . قال الأخفش : وبنو تميم يقولون : صدقة ، [ ص: 435 ] والجمع صدقات . وإن شئت فتحت ، وإن شئت أسكنت . قال المازني : يقال : صداق المرأة بالكسر ، ولا يقال بالفتح . وحكى يعقوب وأحمد بن يحيى الفتح . فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا مخاطبة للأزواج ، وزعم الفراء أنه مخاطبة للأولياء لأنهم كانوا يأخذون الصداق ولا يعطون المرأة منه شيئا فلم يبح لهم منه إلا ما طابت به نفس المرأة . قال أبو جعفر : والقول الأول أولى ؛ لأنه لم يجر للأولياء ذكر . نفسا منصوبة على البيان ، ولا يجيز سيبويه ولا الكوفيون أن يتقدم ما كان منصوبا على البيان ، وأجاز المازني وأبو العباس أن يتقدم إذا كان العامل فعلا ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        وما كان نفسا بالفراق تطيب



                                                                                                                                                                                                                                        وسمعت أبا إسحاق يقول : إنما الرواية : " وما كان نفسي " . فكلوه هنيئا مريئا منصوب على الحال من الهاء ، يقال : هنؤ الطعام ومرؤ فهو هنيء مريء على فعيل ، وهنئ يهنأ فهو هني على فعل ، والمصدر على فعل ، وقد هنأني ومرأني ، فإن أفردت قلت : أمرأني بالألف .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية