وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى [ 3 ]
شرط ، أي إن خفتم ألا تعدلوا في مهورهن في النفقة عليهن . فانكحوا ما طاب لكم من النساء فدل بهذا على أنه لا يقال : " نساء " إلا لمن بلغ الحلم . واحد النساء نسوة ولا واحد لنسوة من لفظه ، ولكن يقال : " امرأة " ، ويقال : كيف جاءت [ ص: 434 ] " ما " للآدميين ؟ ففي هذا جوابان : قال : " ما " ههنا مصدر . وهذا بعيد جدا ، لا يصح : " فانكحوا الطيبة " . وقال البصريون : " ما " تقع للنعوت كما تقع " ما " لما لا يعقل ، يقال : " ما عندك ؟ " فيقال : " ظريف وكريم " . فالمعنى : فانكحوا الطيب من النساء أي الحلال . وما حرمه الله فليس بطيب . الفراء مثنى وثلاث ورباع في موضع نصب على البدل من " ما " ، ولا ينصرف عند أكثر البصريين في معرفة ولا نكرة ؛ لأن فيه علتين ؛ إحداهما أنه معدول . قال : والأخرى أنه معدول عن مؤنث . وقال غيره : العلة أنه معدول يؤدي عن التكرير صح أنها لا تكتب ، وهذا أولى ، قال الله - عز وجل - : أبو إسحاق أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع فهذا معدول عن مذكر ، وقال : لم ينصرف لأن فيه معنى الإضافة ، والألف واللام ، وأجاز الفراء الكسائي صرفه في العدد على أنه نكرة ، وزعم والفراء أنه إن سمي به صرفه في المعرفة والنكرة لأنه قد زال عنه العدل . الأخفش فإن خفتم في موضع جزم بالشرط ألا تعدلوا في موضع نصب بخفتم فواحدة أي فانكحوا واحدة . وقرأ : ( فواحدة ) بالرفع ، قال الأعرج : التقدير : فواحدة تقنع . الكسائي أو ما ملكت أيمانكم عطف على واحدة ذلك أدنى ابتداء ، وخبره ألا تعولوا في موضع نصب .