ولما كان التقدير للدلالة على الختم على مشاعرهم، فقد قالوا مع اعترافهم بتفرده تعالى بخلقهم ورزقهم وخلق جميع الموجودات في إنكار الوحدانية: إن له شركاء، عطف عليه قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28760_32410_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وقالوا أي: في إنكارهم البعث مع اعترافهم بأنه قادر على كل شيء ومعرفتهم أنه قد وعد بذلك في الأساليب المعجزة وأنه لا يليق بحكيم أصلا أن يدع من تحت يده يتهارجون من غير حكم بينهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24ما هي أي: الحياة
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إلا حياتنا أي: أيها الناس
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24الدنيا أي: هذه التي نحن فيها مع أن تذكر مدلول هذا الوصف الذي هو أمر نسي لا يعقل إلا بالإضافة إلى حياة أخرى بعدى كاف في إثبات البعث.
ولما أثبتوا بادعائهم الباطل هذه الحياة أتبعوها حالها فقالوا:
[ ص: 99 ] nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24نموت ونحيا أي: تنزع الروح من بعض فيموت، وتنفخ في [بعض] آخر فيحيا، وليس وراء الموت حياة أخرى للذي مات، فقد أسلخوا أنفسهم بهذا القول من الإنسانية إلى البهيمية لوقوفهم مع الجزئيات، ولما كان هلاكهم في زعمهم لا آخر له، عدوا الحياة في جنبه عدما فلم يذكروها وقالوا بجهلهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وما يهلكنا أي: بعد هذه الحياة
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إلا الدهر أي: الزمان الطويل بغلبته علينا بتجدد إقباله وتجدد إدبارنا بنزول الأمور المكروهة بنا، من دهره - إذا غلبه. ولما أسند إليهم هذا القول الواهي، بين حالهم عند قوله فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وما أي: قالوه والحال أنه ما
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24لهم بذلك أي: القول البعيد من الصواب وهو أنه لا حياة بعد هذه، وأن الهلاك منسوب إلى الدهر على أنه مؤثر بنفسه، وأغرق في النفي فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24من علم أي: كثير ولا قليل
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إن أي: ما
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24هم إلا يظنون بقرينة أن الإنسان كلما تقدم في السن ضعف، وأنه لم يرجع أحد من الموتى.
وَلَمَّا كَانَ التَّقْدِيرُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْخَتْمِ عَلَى مَشَاعِرِهِمْ، فَقَدْ قَالُوا مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِتَفَرُّدِهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِمْ وَرِزْقِهِمْ وَخَلْقِ جَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ فِي إِنْكَارِ الْوَحْدَانِيَّةِ: إِنَّ لَهُ شُرَكَاءَ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28760_32410_29016nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَقَالُوا أَيْ: فِي إِنْكَارِهِمُ الْبَعْثَ مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَمَعْرِفَتِهِمْ أَنَّهُ قَدْ وَعَدَ بِذَلِكَ فِي الْأَسَالِيبِ الْمُعْجِزَةِ وَأَنَّهُ لَا يَلِيقُ بِحَكِيمٍ أَصْلًا أَنْ يَدَعَ مَنْ تَحْتِ يَدِهِ يَتَهَارَجُونَ مِنْ غَيْرِ حُكْمٍ بَيْنَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24مَا هِيَ أَيِ: الْحَيَاةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إِلا حَيَاتُنَا أَيْ: أَيُّهَا النَّاسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24الدُّنْيَا أَيْ: هَذِهِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مَعَ أَنَّ تَذَكُّرَ مَدْلُولِ هَذَا الْوَصْفِ الَّذِي هُوَ أَمْرٌ نَسِيٌّ لَا يُعْقَلُ إِلَّا بِالْإِضَافَةِ إِلَى حَيَاةٍ أُخْرَى بُعْدَى كَافٍ فِي إِثْبَاتِ الْبَعْثِ.
وَلَمَّا أَثْبَتُوا بِادِّعَائِهِمُ الْبَاطِلِ هَذِهِ الْحَيَاةَ أَتْبَعُوهَا حَالَهَا فَقَالُوا:
[ ص: 99 ] nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24نَمُوتُ وَنَحْيَا أَيْ: تُنْزَعُ الرُّوحُ مِنْ بَعْضٍ فَيَمُوتُ، وَتُنْفَخُ فِي [بَعْضٍ] آخَرَ فَيَحْيَا، وَلَيْسَ وَرَاءَ الْمَوْتِ حَيَاةٌ أُخْرَى لِلَّذِي مَاتَ، فَقَدْ أَسْلَخُوا أَنْفُسَهُمْ بِهَذَا الْقَوْلِ مِنَ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى الْبَهِيمِيَّةِ لِوُقُوفِهِمْ مَعَ الْجُزْئِيَّاتِ، وَلَمَّا كَانَ هَلَاكُهُمْ فِي زَعْمِهِمْ لَا آخِرَ لَهُ، عَدُّوا الْحَيَاةَ فِي جَنْبِهِ عَدَمًا فَلَمْ يَذْكُرُوهَا وَقَالُوا بِجَهْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَمَا يُهْلِكُنَا أَيْ: بَعْدَ هَذِهِ الْحَيَاةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إِلا الدَّهْرُ أَيِ: الزَّمَانُ الطَّوِيلُ بِغَلَبَتِهِ عَلَيْنَا بِتَجَدُّدِ إِقْبَالِهِ وَتَجَدُّدِ إِدْبَارِنَا بِنُزُولِ الْأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ بِنَا، مِنْ دَهَرَهُ - إِذَا غَلَبَهُ. وَلَمَّا أَسْنَدَ إِلَيْهِمْ هَذَا الْقَوْلَ الْوَاهِيَ، بَيَّنَ حَالَهُمْ عِنْدَ قَوْلِهِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24وَمَا أَيْ: قَالُوهُ وَالْحَالُ أَنَّهُ مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24لَهُمْ بِذَلِكَ أَيِ: الْقَوْلِ الْبَعِيدِ مِنَ الصَّوَابِ وَهُوَ أَنَّهُ لَا حَيَاةَ بَعْدَ هَذِهِ، وَأَنَّ الْهَلَاكَ مَنْسُوبٌ إِلَى الدَّهْرِ عَلَى أَنَّهُ مُؤَثِّرٌ بِنَفْسِهِ، وَأَغْرَقَ فِي النَّفْيِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24مِنْ عِلْمٍ أَيْ: كَثِيرٍ وَلَا قَلِيلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إِنْ أَيْ: مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24هُمْ إِلا يَظُنُّونَ بِقَرِينَةِ أَنَّ الْإِنْسَانَ كُلَّمَا تَقَدَّمَ فِي السِّنِّ ضَعُفَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ أَحَدٌ مِنَ الْمَوْتَى.