الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1504 وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة قالت دخلت علي بريرة فقالت إن أهلي كاتبوني على تسع أواق في تسع سنين في كل سنة أوقية فأعينيني فقلت لها إن شاء أهلك أن أعدها لهم عدة واحدة وأعتقك ويكون الولاء لي فعلت فذكرت ذلك لأهلها فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فأتتني فذكرت ذلك قالت فانتهرتها فقالت لا ها الله إذا قالت فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق ففعلت قالت ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد فما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله عز وجل فهو باطل وإن كان مائة شرط كتاب الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق فلانا والولاء لي إنما الولاء لمن أعتق وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن نمير ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع ح وحدثنا زهير بن حرب وإسحق بن إبراهيم جميعا عن جرير كلهم عن هشام بن عروة بهذا الإسناد نحو حديث أبي أسامة غير أن في حديث جرير قال وكان زوجها عبدا فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها ولو كان حرا لم يخيرها وليس في حديثهم أما بعد

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قولها : ( فانتهرتها فقالت لاها الله ذلك ) وفي بعض النسخ ( لاهاء الله إذا ) هكذا هو في النسخ ، وفي روايات المحدثين ( لاهاء الله إذا ) بمد قوله ( هاء ) وبالألف في ( إذا ) قال المازري وغيره من أهل العربية : هذان لحنان وصوابه ( لاها الله ذا ) بالقصر في ( ها ) وحذف الألف من ( إذا ) قالوا : وما سواه خطأ . ومعناه ( ذا يميني ) وكذا قال الخطابي وغيره . أن الصواب ( لاها الله ذا ) بحذف الألف ، وقال أبو زيد النحوي وغيره : يجوز القصر والمد في ( ها ) وكلهم ينكرون الألف في ( إذا ) ويقولون : صوابه ( ذا ) . قالوا : وليست الألف من كلام العرب . قال أبو حاتم السجستاني : جاء في القسم ( لاهاء الله ) قال : والعرب تقوله بالهمزة والقياس تركه ، قال : ومعناه ( لا والله هذا ما أقسم به ) . فأدخل اسم الله تعالى بين ( ها وذا ) واسم زوج بريرة ( مغيث ) بضم الميم ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية