لما كانت تلك سورة الجهاد وكانت هذه سورة الفتح بشارة
[ ص: 274 ] للمجاهدين من أهل هذا الدين بالفوز والنصر والظفر على كل من كفر، وهذا كما سيأتي من إيلاء سورة النصر لسورة الكافرون، فأخبرت القتال عن الكافرين بإبطال الأعمال والتدمير وإهلاكهم بالقتال، وإفساد جميع الأحوال، وعن الذين آمنوا بما نزل على
محمد صلى الله عليه وسلم بالهداية وإصلاح البال، وختمها بالتحريض على مجاهدتهم بعد أن ضمن لمن نصره منهم النصر وتثبيت الأقدام، وهدد من أعرض باستبدال غيره به، وإن ذلك البدل لا يتولى عن العدو ولا ينكل عنه، فكان ذلك محتما لسفول الكفر وعلو الإيمان، وذلك بعينه هو الفتح المبين، [فافتتح هذه بقوله على طريق النتيجة لذلك بقوله مؤكدا إعلاما بأنه لا بد منه وأنه] مما ينبغي أن يؤكد لابتهاج النفوس الفاضلة به، وتكذيب من في قلبه مرض وهم أغلب الناس في ذلك الوقت.
nindex.php?page=treesubj&link=29677_30887_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا أي: بما لنا من العظمة التي لا تثبت لها الجبال
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1فتحنا أي: أوقعنا الفتح المناسب لعظمتنا لكل متعلق بإتقان الأسباب المنتجة له من غير شك، ولذلك عبر عنه بالماضي.
ولما كانت منفعة ذلك له صلى الله عليه وسلم لأن إعلاء كلمة الله يكون به فيعليه ويمتلئ الأرض من أمنه، فلا يعمل منهم أحد حسنة
[ ص: 275 ] إلا كان له مثل أجرها ويكونون على قصر زمنهم ثلثي أهل الجنة، فيكون ذلك شرفا له - إلى غير ذلك من الأسرار، التي يعيا دون أيسرها الكفار، قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1لك أي: بصلح الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة التي نزلت هذه السورة في شأنه، يصحبان في الرجوع منه إلى
المدينة المشرفة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13696الأزهري :
nindex.php?page=treesubj&link=29388لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فرأوا ما لا أعدل منه ولا أحسن، فاستولى الإسلام على قلوبهم وتمكن منهم [فأسلم منهم] في ثلاث سنين خلق كثير، وكذا كان من الفتح تقوية أمره صلى الله عليه وسلم بالتصديق فيما أنزل عليه من سورة من غلبهم على أهل
فارس في رواية من قال: إنه كان في زمن الحديبية، ثم زاده تأكيدا بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1فتحا وزاد في إعظامه بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1مبينا أي: لا لبس فيه على أحد، بل يعلم كل ذي عقل به أنك ظاهر على جميع أهل الأرض لأنك كنت وحدك، وكان عند أهل الكفر أنك في أيديهم، وأن أمرك لا يعدو فمك، فتبعك ناس ضعفاء فعذبوهم وكانوا معهم في أسوأ الأحوال، وتقرر ذلك في أذهانهم مددا طوالا ثلاث عشرة سنة، ثم أنقذ الله أتباعك منهم بالهجرة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي رحمه الله تعالى أولا، وإلى
[ ص: 276 ] المدينة الشريفة ثانيا، وهم مطمئنون بأنك أنت - وأنت رأسهم - لا ينتظم لهم بدونك أمر، ولا يحصل لكسرهم ما لم تكن معهم جبر ، بأنك في قبضتهم لا خلاص لك أبدا منهم ولا انفكاك من بلدتهم، فاستخرجك الله من عندهم بعد أن حماك على خلاف القياس وأنت بينهم من أن يقتلوك، مع اجتهادهم في ذلك واستفراغهم قواهم في أذاك، ثم بذلوا جهدهم في منعك من الهجرة فما قدروا، ثم [في] ردك فما أطاقوا ولا فازوا ولا ظفروا.
بل غلبوا وقهروا، ثم أيدك بأنصار أبرار أخيار فكنتم على قلتكم كالليوث الكواسر والبحار الزواخر، ما ملتم على جهة إلا غمرتموها، وفزتم بالنصف من أربابها قتلتموها أو أسرتموها ولم تزالوا تزدادون وتقوون، وهم ينقصون ويضعفون، حتى أتيتموهم في بلادهم التي هم قاطعون بأنهم ملوكها، يتعذر على غيرهم غلبهم عليها بل سلوكها، فما دافعوكم عن دخول عليهم إلا بالراح، وسألوكم في وضع الحرب للدعة والإصلاح، فقد ظهرت أعلام الفتح أتم ظهور، وعلم أرباب القلوب أنه لا بد أن تكون في امتطائكم الذرى وسموكم إلى رتب المعالي
[ ص: 277 ] وأي أمور، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد [عن]
مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674282 "شهدنا الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا منها إذا الناس يهزون الأباعر فقال بعضهم: ما بال الناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فخرجنا نوجف، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم واقفا على راحلته [عند كراع] الغميم، فلما اجتمع عليه الناس قرأ: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه: أوفتح هو يا رسول الله؟ قال: «نعم، والذي نفسي بيده».
وقال الإمام
أبو جعفر بن الزبير : ارتباط هذه السورة بالتي قبلها واضح من جهات - وقد يغمض بعضها - منها أن سورة القتال لما أمروا فيها بقتال عدوهم في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب الآية. وأشعروا بالمعونة عند وقوع الصدق في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7إن تنصروا الله ينصركم استدعى ذلك تشوف النفوس إلى حالة العاقبة فعرفوا ذلك في هذه السورة فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا الآيات. فعرف تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعظيم صنعه له، وأتبع ذلك بشارة المؤمنين العامة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنـزل السكينة في قلوب المؤمنين - الآيات. والتحمت إلى التعريف بحال من نكث من مبايعته صلى الله
[ ص: 278 ] عليه وسلم، وحكم المخلفين من الأعراب، والحض على الجهاد، وبيان حال ذوي الأعذار، وعظيم نعمته سبحانه على أهل بيعته
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لقد رضي الله عن المؤمنين وأثابهم الفتح وأخذ المغانم وبشارتهم بفتح
مكة: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لتدخلن المسجد الحرام إلى ما ذكر سبحانه من عظيم نعمته عليهم وذكرهم في التوراة والإنجيل ما تضمنت هذه السورة الكريمة، ووجه آخر [و] هو أنه لما قال الله تعالى في آخر سورة القتال:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم كان هذا إجمالا في عظيم ما منحهم وجليل ما أعطاهم، فتضمنت سورة
محمد تفسير هذا الإجمال وبسطه، وهذا يستدعي من بسط الكلام ما لم تعتمده في هذا التعليق، وهو بعد مفهوم مما سبق من الإشارات في الوجه الأول، ووجه آخر مما يغمض وهو أن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم إشارة إلى من يدخل في ملة الإسلام من الفرس وغيرهم عند تولي
العرب ، وقد أشار أيضا إلى هذا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه الآيات. وأشار إلى ذلك عليه الصلاة والسلام: «ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا»، وعقد السبابة بالإبهام، أشار عليه الصلاة والسلام
[ ص: 279 ] إلى تولي
العرب واستيلاء غيرهم الواقع في الآيتين، وإنما أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: "اليوم" إلى التقديم والتأخير، وفرغ هذا الأمر إلى أيام
nindex.php?page=showalam&ids=15337أبي جعفر المنصور ، فغلبت
الفرس والأكراد وأهل
الصين وصين الصين -وهو ما يلي
يأجوج ومأجوج- وكان فتحا وعزا وظهورا لكلمة الإسلام، وغلب هؤلاء في الخطط والتدبير الإماري وسادوا غيرهم، ولهذا جعل صلى الله عليه وسلم مجيئهم فتحا فقال: «فتح اليوم». ولو أراد غير هذا لم يعبر ب: "فتح"، ألا ترى قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=21لحذيفة رضي الله عنهما في حديث الفتن حين قال له: "إن بينك وبينها بابا مغلقا" فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أيفتح ذلك الباب أم يكسر؟ فقال: بل يكسر. ففرق بين الفتح والكسر، وإنما أشار إلى قتل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، ولذا قال عليه الصلاة والسلام "فتح" وقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653097 "من ردم يأجوج ومأجوج" وأراد من نحوهم وجهتهم وأقاليمهم؛ لأن
الفرس ومن أتى معهم هم أهل الجهات التي تلي الردم، فعلى هذا يكون قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم [ ص: 280 ] إشارة إلى غلبة من ذكرنا وانتشارهم في الولايات والخطط الدينية والمناصب العلمية. ولما كان هذا من قبل أن يوضح أمره يوهم نقصا وخطأ، بين أنه تجديد فتح وإعزاز منه تعالى لكلمة الإسلام فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا الآيات. ذكر القاضي
أبو بكر بن العربي في تلخيص التلخيص علماء المالكية مشيرا إلى تفاوت درجاتهم ثم قال: وأمضاهم في النظر عزيمة وأقواهم فيه شكيمة أهل
خراسان: العجم أنسابا وبلدانا،
العرب عقائد وإيمانا، الذين ينجز فيهم وعد الصادق المصدوق، وملكهم الله مقاليد التحقيق حين أعرضت
العرب عن العلوم وتولت عنها، وأقبلت على الدنيا واستوثقت منها،
nindex.php?page=hadith&LINKID=914226قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من هؤلاء الذين قال الله: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم فأشار عليه الصلاة والسلام إلى nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان وقال: «لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال من هؤلاء». انتهى.
لَمَّا كَانَتْ تِلْكَ سُورَةَ الْجِهَادِ وَكَانَتْ هَذِهِ سُورَةَ الْفَتْحِ بِشَارَةً
[ ص: 274 ] لِلْمُجَاهِدِينَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الدِّينُ بِالْفَوْزِ وَالنَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى كُلِّ مَنْ كَفَرَ، وَهَذَا كَمَا سَيَأْتِي مِنْ إِيلَاءِ سُورَةِ النَّصْرِ لِسُورَةِ الْكَافِرُونَ، فَأَخْبَرَتِ الْقِتَالُ عَنِ الْكَافِرِينَ بِإِبْطَالِ الْأَعْمَالِ وَالتَّدْمِيرِ وَإِهْلَاكِهِمْ بِالْقِتَالِ، وَإِفْسَادِ جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَعَنِ الَّذِينَ آمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِدَايَةِ وَإِصْلَاحِ الْبَالِ، وَخَتْمِهَا بِالتَّحْرِيضِ عَلَى مُجَاهَدَتِهِمْ بَعْدَ أَنْ ضَمِنَ لِمَنْ نَصَرَهُ مِنْهُمُ النَّصْرَ وَتَثْبِيتَ الْأَقْدَامِ، وَهَدَّدَ مَنْ أَعْرَضَ بِاسْتِبْدَالِ غَيْرِهِ بِهِ، وَإِنَّ ذَلِكَ الْبَدَلَ لَا يَتَوَلَّى عَنِ الْعَدُوِّ وَلَا يَنْكُلُ عَنْهُ، فَكَانَ ذَلِكَ مُحَتِّمًا لِسُفُولِ الْكُفْرِ وَعُلُوِّ الْإِيمَانِ، وَذَلِكَ بِعَيْنِهِ هُوَ الْفَتْحُ الْمُبِينُ، [فَافْتَتَحَ هَذِهِ بِقَوْلِهِ عَلَى طَرِيقِ النَّتِيجَةِ لِذَلِكَ بِقَوْلِهِ مُؤَكِّدًا إِعْلَامًا بِأَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ وَأَنَّهُ] مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُؤَكَّدَ لِابْتِهَاجِ النُّفُوسِ الْفَاضِلَةِ بِهِ، وَتَكْذِيبِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَهُمْ أَغْلَبُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.
nindex.php?page=treesubj&link=29677_30887_29019nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا أَيْ: بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ الَّتِي لَا تَثْبُتُ لَهَا الْجِبَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1فَتَحْنَا أَيْ: أَوْقَعْنَا الْفَتْحَ الْمُنَاسِبَ لِعَظَمَتِنَا لِكُلِّ مُتَعَلِّقٍ بِإِتْقَانِ الْأَسْبَابِ الْمُنْتِجَةِ لَهُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ، وَلِذَلِكَ عَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَاضِي.
وَلَمَّا كَانَتْ مَنْفَعَةُ ذَلِكَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ إِعْلَاءَ كَلِمَةِ اللَّهِ يَكُونُ بِهِ فَيُعْلِيهِ وَيَمْتَلِئُ الْأَرْضُ مِنْ أَمْنِهِ، فَلَا يَعْمَلُ مِنْهُمْ أَحَدٌ حَسَنَةً
[ ص: 275 ] إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهَا وَيَكُونُونَ عَلَى قِصَرِ زَمَنِهِمْ ثُلْثَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ شَرَفًا لَهُ - إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْرَارِ، الَّتِي يَعْيَا دُونَ أَيْسَرِهَا الْكُفَّارُ، قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1لَكَ أَيْ: بِصُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ الَّتِي نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فِي شَأْنِهِ، يَصْحَبَانِ فِي الرُّجُوعِ مِنْهُ إِلَى
الْمَدِينَةِ الْمُشَرَّفَةِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13696الْأَزْهَرِيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=29388لَمْ يَكُنْ فَتْحٌ أَعْظَمَ مِنْ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ اخْتَلَطُوا بِالْمُسْلِمِينَ فَسَمِعُوا كَلَامَهُمْ فَرَأَوْا مَا لَا أَعْدَلَ مِنْهُ وَلَا أَحْسَنَ، فَاسْتَوْلَى الْإِسْلَامُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَتَمَكَّنَ مِنْهُمْ [فَأَسْلَمَ مِنْهُمْ] فِي ثَلَاثِ سِنِينَ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَكَذَا كَانَ مِنَ الْفَتْحِ تَقْوِيَةُ أَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّصْدِيقِ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ سُورَةٍ مِنْ غَلْبِهِمْ عَلَى أَهْلِ
فَارِسَ فِي رِوَايَةِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِي زَمَنِ الْحُدَيْبِيَةَ، ثُمَّ زَادَهُ تَأْكِيدًا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1فَتْحًا وَزَادَ فِي إِعْظَامِهِ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1مُبِينًا أَيْ: لَا لَبْسَ فِيهِ عَلَى أَحَدٍ، بَلْ يَعْلَمُ كُلُّ ذِي عَقْلٍ بِهِ أَنَّكَ ظَاهِرٌ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ لِأَنَّكَ كُنْتَ وَحْدَكَ، وَكَانَ عِنْدَ أَهْلِ الْكُفْرِ أَنَّكَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَأَنَّ أَمْرَكَ لَا يَعْدُو فَمَكَ، فَتَبِعَكَ نَاسٌ ضُعَفَاءُ فَعَذَّبُوهُمْ وَكَانُوا مَعَهُمْ فِي أَسْوَأِ الْأَحْوَالِ، وَتَقَرَّرَ ذَلِكَ فِي أَذْهَانِهِمْ مَدَدًا طِوَالًا ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أَنْقَذَ اللَّهُ أَتْبَاعَكَ مِنْهُمْ بِالْهِجْرَةِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَوَّلًا، وَإِلَى
[ ص: 276 ] الْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ ثَانِيًا، وَهُمْ مُطْمَئِنُّونَ بِأَنَّكَ أَنْتَ - وَأَنْتَ رَأْسُهُمْ - لَا يَنْتَظِمُ لَهُمْ بِدُونِكَ أَمْرٌ، وَلَا يَحْصُلُ لِكَسْرِهِمْ مَا لَمْ تَكُنْ مَعَهُمْ جَبْرٌ ، بِأَنَّكَ فِي قَبْضَتِهِمْ لَا خَلَاصَ لَكَ أَبَدًا مِنْهُمْ وَلَا انْفِكَاكَ مِنْ بَلْدَتِهِمْ، فَاسْتَخْرَجَكَ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِمْ بَعْدَ أَنْ حَمَاكَ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ وَأَنْتَ بَيْنُهُمْ مِنْ أَنْ يَقْتُلُوكَ، مَعَ اجْتِهَادِهِمْ فِي ذَلِكَ وَاسْتِفْرَاغِهِمْ قُوَاهُمْ فِي أَذَاكَ، ثُمَّ بَذَلُوا جُهْدَهُمْ فِي مَنْعِكَ مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَا قَدَرُوا، ثُمَّ [فِي] رَدِّكَ فَمَا أَطَاقُوا وَلَا فَازُوا وَلَا ظَفِرُوا.
بَلْ غُلِبُوا وَقُهِرُوا، ثُمَّ أَيَّدَكَ بِأَنْصَارٍ أَبْرَارٍ أَخْيَارٍ فَكُنْتُمْ عَلَى قِلَّتِكُمْ كَاللُّيُوثِ الْكَوَاسِرِ وَالْبِحَارِ الزَّوَاخِرِ، مَا مِلْتُمْ عَلَى جِهَةٍ إِلَّا غَمَرْتُمُوهَا، وَفُزْتُمْ بِالنَّصَفِ مِنْ أَرْبَابِهَا قَتَلْتُمُوهَا أَوْ أَسَرْتُمُوهَا وَلَمْ تَزَالُوا تَزْدَادُونَ وَتَقْوَوْنَ، وَهُمْ يَنْقُصُونَ وَيَضْعُفُونَ، حَتَّى أَتَيْتُمُوهُمْ فِي بِلَادِهِمُ الَّتِي هُمْ قَاطِعُونَ بِأَنَّهُمْ مُلُوكُهَا، يَتَعَذَّرُ عَلَى غَيْرِهِمْ غَلَبُهُمْ عَلَيْهَا بَلْ سُلُوكُهَا، فَمَا دَافَعُوكُمْ عَنْ دُخُولٍ عَلَيْهِمْ إِلَّا بِالرَّاحِ، وَسَأَلُوكُمْ فِي وَضْعِ الْحَرْبِ لِلدَّعَةِ وَالْإِصْلَاحِ، فَقَدْ ظَهَرَتْ أَعْلَامُ الْفَتْحِ أَتَمَّ ظُهُورٍ، وَعَلِمَ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ فِي امْتِطَائِكُمُ الذُّرَى وَسُمُوِّكُمْ إِلَى رُتَبِ الْمَعَالِي
[ ص: 277 ] وَأَيِّ أُمُورٍ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ [عَنْ]
مَجْمَعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674282 "شَهِدْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْهَا إِذَا النَّاسُ يَهُزُّونَ الْأَبَاعِرَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالُوا: أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَخَرَجْنَا نُوجِفُ، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى رَاحِلَتِهِ [عِنْدَ كُرَاعِ] الْغَمِيمِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ قَرَأَ: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوَفَتْحٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ».
وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الزُّبَيْرِ : ارْتِبَاطُ هَذِهِ السُّورَةِ بِالَّتِي قَبْلَهَا وَاضِحٌ مِنْ جِهَاتٍ - وَقَدْ يَغْمُضُ بَعْضُهَا - مِنْهَا أَنَّ سُورَةَ الْقِتَالِ لَمَّا أُمِرُوا فِيهَا بِقِتَالِ عَدُوِّهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ الْآيَةَ. وَأُشْعِرُوا بِالْمَعُونَةِ عِنْدَ وُقُوعِ الصِّدْقِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=7إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ اسْتَدْعَى ذَلِكَ تَشَوُّفَ النُّفُوسِ إِلَى حَالَةِ الْعَاقِبَةِ فَعَرَفُوا ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا الْآيَاتِ. فَعَرَّفَ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظِيمِ صُنْعِهِ لَهُ، وَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِشَارَةَ الْمُؤْمِنِينَ الْعَامَّةَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ - الْآيَاتِ. وَالْتَحَمَتْ إِلَى التَّعْرِيفِ بِحَالِ مَنْ نَكَثَ مِنْ مُبَايَعَتِهِ صَلَّى اللَّهُ
[ ص: 278 ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُكْمِ الْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ، وَالْحَضِّ عَلَى الْجِهَادِ، وَبَيَانِ حَالِ ذَوِي الْأَعْذَارِ، وَعَظِيمِ نِعْمَتِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى أَهْلِ بَيْعَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَثَابَهُمُ الْفَتْحَ وَأَخْذَ الْمَغَانِمِ وَبِشَارَتَهُمْ بِفَتْحِ
مَكَّةَ: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِلَى مَا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مِنْ عَظِيمِ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ وَذَكَّرَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مَا تَضَمَّنَتْ هَذِهِ السُّورَةُ الْكَرِيمَةُ، وَوَجْهٌ آخَرُ [وَ] هُوَ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي آخِرِ سُورَةِ الْقِتَالِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=35فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ كَانَ هَذَا إِجْمَالًا فِي عَظِيمِ مَا مَنَحَهُمْ وَجَلِيلِ مَا أَعْطَاهُمْ، فَتَضَمَّنَتْ سُورَةُ
مُحَمَّدٍ تَفْسِيرَ هَذَا الْإِجْمَالِ وَبَسْطَهُ، وَهَذَا يَسْتَدْعِي مِنْ بَسْطِ الْكَلَامِ مَا لَمْ تَعْتَمِدْهُ فِي هَذَا التَّعْلِيقِ، وَهُوَ بَعْدُ مَفْهُومٌ مِمَّا سَبَقَ مِنَ الْإِشَارَاتِ فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ، وَوَجْهٌ آخَرُ مِمَّا يَغْمُضُ وَهُوَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ إِشَارَةٌ إِلَى مَنْ يَدْخُلُ فِي مِلَّةِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْفُرْسِ وَغَيْرِهِمْ عِنْدَ تَوَلِّي
الْعَرَبِ ، وَقَدْ أَشَارَ أَيْضًا إِلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ الْآيَاتِ. وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا»، وَعَقَدَ السَّبَّابَةَ بِالْإِبْهَامِ، أَشَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
[ ص: 279 ] إِلَى تَوَلِّي
الْعَرَبِ وَاسْتِيلَاءِ غَيْرِهِمُ الْوَاقِعِ فِي الْآيَتَيْنِ، وَإِنَّمَا أَشَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِقَوْلِهِ: "الْيَوْمَ" إِلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، وَفُرِّغَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَى أَيَّامِ
nindex.php?page=showalam&ids=15337أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ ، فَغَلَبَتِ
الْفُرْسُ وَالْأَكْرَادُ وَأَهْلُ
الصِّينِ وَصِينِ الصِّينِ -وَهُوَ مَا يَلِي
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ- وَكَانَ فَتْحًا وَعِزًّا وَظُهُورًا لِكَلِمَةِ الْإِسْلَامِ، وَغَلَبَ هَؤُلَاءِ فِي الْخُطَطِ وَالتَّدْبِيرِ الْإِمَارِيِّ وَسَادُوا غَيْرَهُمْ، وَلِهَذَا جَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجِيئَهُمْ فَتْحًا فَقَالَ: «فُتِحَ الْيَوْمَ». وَلَوْ أَرَادَ غَيْرَ هَذَا لَمْ يُعَبِّرْ بِ: "فُتِحَ"، أَلَا تَرَى قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عَمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=21لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي حَدِيثِ الْفِتَنِ حِينَ قَالَ لَهُ: "إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا" فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : أَيُفْتَحُ ذَلِكَ الْبَابُ أَمْ يُكْسَرُ؟ فَقَالَ: بَلْ يُكْسَرُ. فَفَرْقٌ بَيْنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى قَتْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلِذَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "فُتِحَ" وَقَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=653097 "مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ" وَأَرَادَ مِنْ نَحْوِهِمْ وَجِهَتِهِمْ وَأَقَالِيمِهِمْ؛ لِأَنَّ
الْفُرْسَ وَمَنْ أَتَى مَعَهُمْ هُمْ أَهْلُ الْجِهَاتِ الَّتِي تَلِي الرَّدْمَ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ [ ص: 280 ] إِشَارَةً إِلَى غَلَبَةِ مَنْ ذَكَرْنَا وَانْتِشَارِهِمْ فِي الْوِلَايَاتِ وَالْخُطَطِ الدِّينِيَّةِ وَالْمَنَاصِبِ الْعِلْمِيَّةِ. وَلَمَّا كَانَ هَذَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُوَضَّحَ أَمْرُهُ يُوهِمُ نَقْصًا وَخَطَأً، بَيَّنَ أَنَّهُ تَجْدِيدُ فَتْحٍ وَإِعْزَازٌ مِنْهُ تَعَالَى لِكَلِمَةِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا الْآيَاتِ. ذَكَرَ الْقَاضِي
أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي تَلْخِيصِ التَّلْخِيصِ عُلَمَاءَ الْمَالِكِيَّةِ مُشِيرًا إِلَى تَفَاوُتِ دَرَجَاتِهِمْ ثُمَّ قَالَ: وَأَمْضَاهُمْ فِي النَّظَرِ عَزِيمَةً وَأَقْوَاهُمْ فِيهِ شَكِيمَةً أَهْلُ
خُرَاسَانَ: الْعَجَمُ أَنْسَابًا وَبُلْدَانًا،
الْعَرَبُ عَقَائِدَ وَإِيمَانًا، الَّذِينَ يُنْجَزُ فِيهِمْ وَعْدُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، وَمَلَّكَهُمُ اللَّهُ مَقَالِيدَ التَّحْقِيقِ حِينَ أَعْرَضَتِ
الْعَرَبُ عَنِ الْعُلُومِ وَتَوَلَّتْ عَنْهَا، وَأَقْبَلَتْ عَلَى الدُّنْيَا وَاسْتَوْثَقَتْ مِنْهَا،
nindex.php?page=hadith&LINKID=914226قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ فَأَشَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ وَقَالَ: «لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ فِي الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ». انْتَهَى.