الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير: ذلك لأنكم لم تؤمنوا، فمن آمن منكم ومن غيركم وأخلص، أبحناه جنة وحريرا، عطف عليه قوله معمما: ومن لم يؤمن منكم ومن غيركم بالله [أي] الذي لا موجود في الحقيقة سواه ورسوله أي: الذي أرسله لإظهار دينه وهو الحقيق بالإضافة إليه، معبرا عنه بالاسم الأعظم، وللزيادة في تعظيمه [وتحقير شانئه وتوهية كيده] التفت إلى مقام التكلم بمظهر العظمة فقال: فإنا أي: على ما لنا من العظمة أعتدنا له أو لهم هكذا كان الأصل، ولكنه قال معلقا للحكم بالوصف إيذانا بأن من لم يجمع الإيمان بهما فهو كافر، وإن [السعير لمن] كان كفره راسخا فقال تعالى: للكافرين أي: الذين لا يجمعون الإيمان بالمرسل والرسول فيكونون بذلك كفارا، ويستمرون على وصف الكفر لأنهم جبلوا عليه سعيرا أي: نارا شديدة الإيقاد والتلهب، فهي عظيمة الحر توجب الجنون [ ص: 305 ] وإيقاد الباطن بالجوع بحيث لا يشبع صاحبه والانتشار بكل شر؛ فإن التنكير هنا للتهويل والتعظيم، وهذه الآية مع ما أرشد السياق إلى عطفها عليه ممن يؤمن دالة - وإن كانت في سياق الشرط - على أن أكثرهم يخلص إيمانه بعد ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية