الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في عبيد المشركين يلحقون بالمسلمين فيسلمون

                                                                      2700 حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني حدثني محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب قال خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم فقالوا يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق فقال ناس صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا وأبى أن يردهم وقال هم عتقاء الله عز وجل

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( خرج عبدان ) : بكسر العين وضمها وسكون الباء جمع عبد بمعنى المملوك ، وجاء بكسر العين والباء وتشديد الدال لكن قيل الرواية في الحديث بالتخفيف كذا في فتح الودود ( فكتب إليه ) : أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( مواليهم ) : أي أسيادهم ( هربا ) : بفتحتين أي خلاصا ( فقال ناس ) : أي جمع من الصحابة ( صدقوا ) : أي مواليهم ( ردهم ) : أي عبيدهم ( إليهم ) : أي إلى مواليهم ( فغضب ) : قال التوربشتي : وإنما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم عارضوا حكم الشرع فيهم بالظن والتخمين ، وشهدوا لأوليائهم المشركين بما ادعوه أنهم خرجوا هربا من الرق لا رغبة في الإسلام وكان حكم الشرع فيهم أنهم صاروا بخروجهم من ديار الحرب مستعصمين بعروة الإسلام أحرارا لا يجوز ردهم إليهم ، فكان معاونتهم لأوليائهم تعاونا على العدوان ( ما أراكم ) : بضم الهمزة أي ما أظنكم ، وبفتح الهمزة أي ما أعلمكم ( تنتهون ) : أي عن العصبية أو عن مثل هذا الحكم وهو [ ص: 295 ] الرد ( على هذا ) : أي على ما ذكر من التعصب أو الحكم بالرد ( وقال هم عتقاء الله ) : قال الطيبي : هذا عطف على قوله وقال ما أراكم وما بينهما قول الراوي معترض على سبيل التأكيد .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي أتم منه وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي .

                                                                      وقال أبو بكر البزاز : لا نعلمه يروى عن علي إلا من حديث ربعي عنه رحمه الله تعالى .




                                                                      الخدمات العلمية