الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الشهداء العدول وقول الله تعالى وأشهدوا ذوي عدل منكم و ممن ترضون من الشهداء

                                                                                                                                                                                                        2498 حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة [ ص: 298 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 298 ] قوله : ( باب الشهداء العدول وقول الله تعالى : وأشهدوا ذوي عدل منكم و ممن ترضون من الشهداء ) أي وقوله تعالى : ممن ترضون فالواو عاطفة من كلام المصنف لا من التلاوة ، والعدل والرضا عند الجمهور من يكون مسلما مكلفا حرا غير مرتكب كبيرة ولا مصرا على صغيرة ، زاد الشافعي : وأن يكون ذا مروءة . ويشترط في قبول شهادته أن لا يكون عدوا للمشهود عليه ولا متهما فيها بجر نفع ولا دفع ضر ولا أصلا للمشهود له ولا فرعا منه . واختلف في تفاصيل من ذلك وغيره كما سيأتي بعض ذلك في بعض التراجم إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن عبد الله بن عتبة ) أي ابن مسعود ، وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود ، سمع من كبار الصحابة وله رأيه ، وحديثه هذا عن عمر أغفله المزي في " الأطراف " والمرفوع منه ما أشار إليه مما كان الناس عليه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وإن الوحي قد انقطع ) أي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمراد انقطاع أخبار الملك عن الله تعالى لبعض الآدميين بالأمر في اليقظة ، وفي رواية أبي فراس عن عمر عند الحاكم " إنا كنا نعرفكم إذ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذ الوحي ينزل وإذ يأتينا من أخباركم " وأراد أن النبي قد انطلق ورفع الوحي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فمن أظهر لنا خيرا أمناه ) بهمزة بغير مد وميم مكسورة ونون مشددة من الأمن أي صيرناه عندنا أمينا ، وفي رواية أبي فراس " ألا ومن يظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الله يحاسب ) كذا لأبي ذر عن الحموي بحذف المفعول ، وللباقين " الله محاسبه " بميم أوله وهاء آخره .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سوءا ) في رواية الكشميهني " شرا " وفي رواية أبي فراس " ومن يظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه ; سرائركم فيما بينكم وبين ربكم " قال المهلب : هذا إخبار من عمر عما كان الناس عليه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعما صار بعده ، ويؤخذ منه أن العدل من لم توجد منه الريبة ، وهو قول أحمد وإسحاق كذا قال ، وهذا إنما هـو في حق المعروفين لا من لا يعرف حاله أصلا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية