الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( الخامسة ) nindex.php?page=treesubj&link=3499_3500_3516وقت الوقوف بين زوال الشمس يوم عرفة وطلوع الفجر ليلة النحر ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة والجمهور . وقال القاضي nindex.php?page=showalam&ids=11872أبو الطيب والعبدري : هو قول العلماء كافة إلا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، فإنه قال : وقته ما بين طلوع الفجر يوم عرفة ، وطلوعه يوم النحر ، واحتج بحديث عروة السابق قريبا في المسألة الرابعة . واحتج أصحابنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد الزوال وكذلك الخلفاء الراشدون فمن بعدهم إلى اليوم ، [ ص: 142 ] وما نقل أن أحدا وقف قبل الزوال . قالوا : وحديث عروة محمول على ما بعد الزوال .
( السادسة ) لو nindex.php?page=treesubj&link=3521وقف ببطن عرفة لم يصح وقوفه عندنا ، وبه قال جماهير العلماء وحكى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وأصحابنا عن nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك أنه يصح ويلزمه دم . وقال العبدري : هذا الذي حكاه أصحابنا من nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك لم أره له ، بل مذهبه في هذه المسألة كمذهب الفقهاء أنه لا يجزئه ، قال : وقد نص أصحابه أنه لا يجوز أن يقف بعرنة . واحتج أصحابنا بالحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=21585عرفة كلها موقف وارتفعوا عن عرفة } وهو حديث ضعيف رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف جدا لأن فيه القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب . وأجمعوا على تضعيف القاسم هذا . قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : هو كذاب كان يضع الحديث ، فترك الناس حديثه . وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : هو ضعيف ليس بشيء . وقال أبو حاتم هو متروك . وقال أبو زرعة هو ضعيف لا يساوي شيئا متروك الحديث ، منكر الحديث ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح لكنه مرسل . ورواه بإسناد صحيح موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وبإسناد ضعيف مرفوعا ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك مرفوعا بالإسناد الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وقال هو صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وليس كما قال ، فليس هو على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولا إسناده صحيح لأنه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17014محمد بن كثير ، ولم يرو له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وقد ضعفه جمهور الأئمة . والله تعالى أعلم . [ ص: 143 ] قلت ) فتحصل الدلالة على nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك بثلاثة أشياء ( أحدها ) الرواية المرسلة ، فإن المرسل عنده حجة ( والثاني ) الموقوف على nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وهو حجة عنده ( والثالث ) أن الذي قلنا به من تحديد عرفات مجمع عليه ، والذي يدعيه من دخول عرنة في الحد لا يقبل إلا بدليل ، وليس لهم دليل صحيح ولا ضعيف في ذلك ، والله تعالى أعلم .