الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5234 [ 2806 ] وعن عبد الله قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد ، nindex.php?page=hadith&LINKID=662242سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=treesubj&link=32125_31022_30251_30288إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا .
رواه أحمد (2 \ 201) ، ومسلم (2941) ، وأبو داود (4310) .
(10) ومن باب : الآيات العشر التي تكون قبل قيام الساعة
حذيفة بن أسيد : هو بفتح الهمزة وكسر السين ، يكنى أبا سريحة ، بفتح السين وكسر الراء ، وهو غفاري كان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، يعد [ ص: 239 ] في الكوفيين وبالكوفة مات ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة في العشر الآيات رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة على نص ما ذكرناه في المختصر ، والعشر الآيات فيه مجموعة غير مرتبة ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن فرات ، فجاء بها مرتبة مجموعة ، فكانت هذه الرواية بالذكر في المختصر أولى ، لكن لم يقدر ذلك ، فلنذكر هذه الرواية هنا . قال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : nindex.php?page=hadith&LINKID=662171كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه ، فاطلع إلينا ، فقال : " ما تذكرون ؟ " قلنا : الساعة ، قال : nindex.php?page=treesubj&link=30185_30208_30213_30251_30254_30284_30285_30288_30289_31022إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس " . قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16376عبد العزيز بن رفيع عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك ، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال أحدهما في العاشرة : ونزول عيسى ابن مريم . وقال الآخر : وريح تلقي الناس في البحر . وهذه الرواية مرتبة محسنة ، فلنرد إليها الرواية التي لا ترتيب فيها ، فأول هذه الآيات : الخسوفات الثلاثة ، وقد وقع بعضها . ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج الجوزي : أنها وقعت بعراق العجم زلازل وخسوفات هائلة ، هلك بسببها خلق كثير ، وقد سمعنا ونحن بالأندلس أن بلدا بشرقها خسف به ، وهلك كثير من أهله . وأما الدخان فهو الذي دل عليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين [ الدخان : 10 ] على ما ذهب إليه غير nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وهم جماعة من السلف ، وهو مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة دخانا يمكث في الأرض أربعين يوما .
[ ص: 240 ] قلت : ويؤيد هذا قوله تعالى في الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=12ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون [ الدخان : 12 ] وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون [ الدخان : 15 ] وهذا يبعد قول من قال : إنه الدخان الذي يعذب به الكفار يوم القيامة ، وهو مروي عن زيد بن علي ، وسيأتي القول في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في التفسير . وأما الدابة فهي التي قال الله فيها : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=82وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم [ النمل : 82 ] ذكر أهل التفسير أنها خلق عظيم تخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد ، تسم المؤمن فينير وجهه ، ويكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين عينيه كافر . وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن هذه الدابة هي الجساسة المذكورة في الحديث بعد هذا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنها الثعبان الذي كان ببئر الكعبة ، فاختطفته العقاب ، وقد اختلف في صورتها ، وفي أي موضع تخرج منه على أقوال كثيرة ، وليس في شيء من ذلك خبر صحيح مرفوع . قال بعض المتأخرين من المفسرين : الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما يناظر أهل البدع والكفر ، ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
قلت : وإنما كان هذا عند هذا القائل الأقرب لقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=82تكلمهم وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث ; لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير . فلا آية خاصة ، فلا ينبغي أن تذكر مع العشر وترتفع خصوصية وجودها ، فإذا وقع القول ثم : فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي يحتج على أهل الأرض باسم الإنسان ، أو بالعالم ، أو بالإمام ، إلى أن يسمى بدابة ، وهذا خروج عن عادة الفصحاء ، وعن تعظيم العلماء ، وليس ذلك [ ص: 241 ] دأب العقلاء ، فالأولى ما قاله أهل التفسير . وأما كيفية صفتها وخلقتها ، وبماذا تكلمهم ، فالله أعلم بذلك .
و (قوله : " آخر ذلك نار تخرج من اليمن ") وقال فيما تقدم : " من قعر عدن " وقال في رواية : من أرض الحجاز . قال القاضي : فلعلهما ناران تجتمعان لحشر الناس ، أو يكون ابتداء خروجها من اليمن ، وظهورها من الحجاز .
(10) ومن باب : الآيات العشر التي تكون قبل قيام الساعة
حذيفة بن أسيد : هو بفتح الهمزة وكسر السين ، يكنى أبا سريحة ، بفتح السين وكسر الراء ، وهو غفاري كان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، يعد [ ص: 239 ] في الكوفيين وبالكوفة مات ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة في العشر الآيات رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة على نص ما ذكرناه في المختصر ، والعشر الآيات فيه مجموعة غير مرتبة ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن فرات ، فجاء بها مرتبة مجموعة ، فكانت هذه الرواية بالذكر في المختصر أولى ، لكن لم يقدر ذلك ، فلنذكر هذه الرواية هنا . قال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : nindex.php?page=hadith&LINKID=662171كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه ، فاطلع إلينا ، فقال : " ما تذكرون ؟ " قلنا : الساعة ، قال : nindex.php?page=treesubj&link=30185_30208_30213_30251_30254_30284_30285_30288_30289_31022إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس " . قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16376عبد العزيز بن رفيع عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك ، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال أحدهما في العاشرة : ونزول عيسى ابن مريم . وقال الآخر : وريح تلقي الناس في البحر . وهذه الرواية مرتبة محسنة ، فلنرد إليها الرواية التي لا ترتيب فيها ، فأول هذه الآيات : الخسوفات الثلاثة ، وقد وقع بعضها . ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج الجوزي : أنها وقعت بعراق العجم زلازل وخسوفات هائلة ، هلك بسببها خلق كثير ، وقد سمعنا ونحن بالأندلس أن بلدا بشرقها خسف به ، وهلك كثير من أهله . وأما الدخان فهو الذي دل عليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين [ الدخان : 10 ] على ما ذهب إليه غير nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وهم جماعة من السلف ، وهو مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة دخانا يمكث في الأرض أربعين يوما .
[ ص: 240 ] قلت : ويؤيد هذا قوله تعالى في الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=12ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون [ الدخان : 12 ] وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون [ الدخان : 15 ] وهذا يبعد قول من قال : إنه الدخان الذي يعذب به الكفار يوم القيامة ، وهو مروي عن زيد بن علي ، وسيأتي القول في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في التفسير . وأما الدابة فهي التي قال الله فيها : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=82وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم [ النمل : 82 ] ذكر أهل التفسير أنها خلق عظيم تخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد ، تسم المؤمن فينير وجهه ، ويكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين عينيه كافر . وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن هذه الدابة هي الجساسة المذكورة في الحديث بعد هذا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنها الثعبان الذي كان ببئر الكعبة ، فاختطفته العقاب ، وقد اختلف في صورتها ، وفي أي موضع تخرج منه على أقوال كثيرة ، وليس في شيء من ذلك خبر صحيح مرفوع . قال بعض المتأخرين من المفسرين : الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما يناظر أهل البدع والكفر ، ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
قلت : وإنما كان هذا عند هذا القائل الأقرب لقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=82تكلمهم وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث ; لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير . فلا آية خاصة ، فلا ينبغي أن تذكر مع العشر وترتفع خصوصية وجودها ، فإذا وقع القول ثم : فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي يحتج على أهل الأرض باسم الإنسان ، أو بالعالم ، أو بالإمام ، إلى أن يسمى بدابة ، وهذا خروج عن عادة الفصحاء ، وعن تعظيم العلماء ، وليس ذلك [ ص: 241 ] دأب العقلاء ، فالأولى ما قاله أهل التفسير . وأما كيفية صفتها وخلقتها ، وبماذا تكلمهم ، فالله أعلم بذلك .
و (قوله : " آخر ذلك نار تخرج من اليمن ") وقال فيما تقدم : " من قعر عدن " وقال في رواية : من أرض الحجاز . قال القاضي : فلعلهما ناران تجتمعان لحشر الناس ، أو يكون ابتداء خروجها من اليمن ، وظهورها من الحجاز .