الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( وتصريف الرياح )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "وتصريف الرياح " ، وفي تصريفه الرياح ، فأسقط ذكر الفاعل وأضاف الفعل إلى المفعول ، كما تقول : "يعجبني إكرام أخيك " ، تريد : إكرامك أخاك .

"وتصريف " الله إياها ، أن يرسلها مرة لواقح ، ومرة يجعلها عقيما ، ويبعثها عذابا تدمر كل شيء بأمر ربها ، كما : -

2405 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : "وتصريف الرياح والسحاب المسخر " قال : قادر والله ربنا على ذلك ، إذا شاء [ جعلها رحمة لواقح للسحاب ونشرا بين يدي رحمته ، وإذا شاء ] جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح ، إنما هي عذاب على من أرسلت عليه . [ ص: 276 ]

وزعم بعض أهل العربية أن معنى قوله : "وتصريف الرياح " ، أنها تأتي مرة جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا . ثم قال : وذلك تصريفها . وهذه الصفة التي وصف الرياح بها ، صفة تصرفها لا صفة تصريفها ، لأن "تصريفها " تصريف الله لها ، "وتصرفها " اختلاف هبوبها .

وقد يجوز أن يكون معنى قوله : "وتصريف الرياح " ، تصريف الله تعالى ذكره هبوب الريح باختلاف مهابها .

التالي السابق


الخدمات العلمية