الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 601 ) فصل : وإذا أذن في الوقت ، كره له أن يخرج من المسجد ، إلا أن يكون لحاجة ثم يعود ; لأنه ربما احتيج إلى إقامة الصلاة فلا يوجد . وإن أذن قبل الوقت للفجر ، فلا بأس بذهابه ; لأنه لا يحتاج إلى حضوره . قال أحمد ، في الرجل يؤذن في الليل ، وهو على غير وضوء ، فيدخل المنزل ، ويدع المسجد : أرجو أن يكون موسعا عليه ، ولكن إذا أذن وهو متوضئ في وقت الصلاة ، فلا أرى له أن يخرج من المسجد حتى يصلي ، إلا أن تكون له الحاجة .

                                                                                                                                            ( 602 ) فصل : وإن أذن المؤذن في بيته ، وكان قريبا من المسجد ، فلا بأس ، وإن كان بعيدا فلا ; لأن القريب أذانه من عند المسجد ، فيأتيه السامعون للأذان ، والبعيد ربما سمعه من لا يعرف المسجد ، فيغتر به ويقصده ، فيضيع عن المسجد ، وقد روي في الذي يؤذن في بيته ، وبينه وبين المسجد طريق يسمع الناس : أرجو أن لا يكون به بأس . وقال ، في رواية إبراهيم الحربي ، فيمن يؤذن في بيته على سطح : معاذ الله ، ما سمعنا أن أحدا يفعل هذا . فالأول المراد به القريب ، ولهذا كان بلال يؤذن على سطح امرأة من قريش ، لما كان قريبا من المسجد عاليا . والثاني محمول على البعيد ; لما ذكرناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية