الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5551 [ ص: 542 ] حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن الأزهر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وأنا غلام شاب يسأل عن منزل خالد بن الوليد ، فأتي بشارب فضربوه بما في أيديهم ، فمنهم من ضرب بالسوط وبالنعل وبالعصي ، وحثا عليه النبي صلى الله عليه وسلم التراب ، فلما كان أبو بكر أتي بشارب فسأل أصحابه : كم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضرب ؟ فحرره أربعين فضرب أبو بكر أربعين .

                                                                                ( 49 ) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن عمرو بن عبد الرحمن بن أمية بن يعلى بن أمية أن أباه أخبره أن يعلى قال : جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أمية يوم الفتح فقلت : يا رسول الله بايع أبي على الهجرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أبايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة .

                                                                                ( 50 ) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن السائب أنه كان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة ، فلما كان يوم الفتح أتاه فقال : مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري ، يا سائب ، قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تتقبل منك ، وهي اليوم تتقبل منك ، وكان ذا سلف وصلة .

                                                                                ( 51 ) حدثنا حسين بن علي عن حمزة الزيات قال : لما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة ، ودخل خالد بن الوليد من أسفل مكة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتلن ، فوضع يده في القتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتلن ، فوضع يده في القتل فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله ، ما قدرت على ألا أصنع إلا الذي صنعت .

                                                                                ( 52 ) حدثنا هوذة بن خليفة قال : حدثنا ابن جريج قال : محمد بن جعفر حدثني حديثا رفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن السائب قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فصلى في قبل الكعبة ، فخلع نعليه فوضعهما عن يساره ، ثم استفتح سورة المؤمنين ، فلما جاء ذكر عيسى أو موسى أخذته سعلة فركع .

                                                                                ( 53 ) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي قال حدثنا سالم بن أبي الجعد عن محمد بن الحنفية قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجلس عند بابها ، [ ص: 543 ] وكان إذا جلس وحده لم يأته أحد حتى يدعوه ، قال : ادع لي أبا بكر ، قال : فجاء فجلس بين يديه فناجاه طويلا ، ثم أمره فجلس عن يمينه أو عن يساره ، ثم قال : ادع لي عمر ، فجاء فجلس مجلس أبي بكر فناجاه طويلا ، فرفع عمر صوته فقال : يا رسول الله ، هم رأس الكفر ، هم الذين زعموا أنك ساحر ، وأنك كاهن ، وأنك كذاب ، وأنك مفتر ، ولم يدع شيئا مما كان أهل مكة يقولونه إلا ذكره ، فأمره أن يجلس من الجانب الآخر فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، ثم دعا الناس فقال : ألا أحدثكم بمثل صاحبيكم هذين ؟ قالوا : نعم ، يا رسول الله ، فأقبل بوجهه إلى أبي بكر فقال : إن إبراهيم كان ألين في الله من الدهن في اللبن ، ثم أقبل على عمر فقال : إن نوحا كان أشد في الله من الحجر ، وإن الأمر أمر عمر ، فتجهزوا ، فقاموا فتبعوا أبا بكر فقالوا : يا أبا بكر ، إنا كرهنا أن نسأل عمر ما هذا الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قال لي : كيف تأمروني في غزوة مكة ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، هم قومك ، قال : حتى رأيت أنه سيطيعني ، قال : ثم دعا عمر فقال عمر : إنهم رأس الكفر حتى ذكر كل سوء كانوا يذكرونه ، وايم الله لا تذل العرب حتى يذل أهل مكة ، فآمركم بالجهاد ولتغزوا مكة .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية