الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5569 ( 45 ) ما جاء في خلافة عثمان وقتله

                                                                                ( 1 ) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال : حججت في إمارة عمر فلم يكونوا يشكون أن الخلافة من بعده لعثمان .

                                                                                ( 2 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن سنان قال : قال عبد الله حين استخلف عثمان : ما ألونا عن أعلانا ذا فوق [ ص: 583 ]

                                                                                ( 3 ) حدثنا محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال : سمعت ابن مسعود يقول حين بويع عثمان : ما ألونا عن أعلانا ذا فوق .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال : حدثني هرم بن الحارث وأسامة بن حريم ، قال : وكانا يغازيان فحدثاني جميعا ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي ، قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في طريق من طرق المدينة فقال : كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر ؟ قالوا : فنصنع ماذا يا نبي الله ؟ قال : عليكم بهذا وأصحابه ، قال : فأسرعت حتى عطفت على الرجل ، فقلت : هذا يا نبي الله ؟ قال : هذا ، فإذا هو عثمان .

                                                                                ( 5 ) حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن الحسن قال : أنبأني وثاب وكان ممن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر ، وكان يكون بعد بين يدي عثمان ، قال : فرأيت في حلقه أثر طعنتين ، كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار دار عثمان ، قال : بعثني أمير المؤمنين عثمان ، قال : ادع لي الأشتر فجاء ، قال ابن عون : أظنه قال : فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة فقال : يا أشتر ، ما يريد الناس مني ؟ قال : ثلاثا ليس لك من إحداهن بد ، يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم وتقول : هذا أمركم ، اختاروا له من شئتم ، وبين أن تقص من نفسك ، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك ، قال : ما من إحداهن بد ؟ قال ما من إحداهن بد ، قال : أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت أخلع سربالا سربلنيه الله عز وجل أبدا ، قال ابن عون : وقال غير الحسن : لأن أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمر أمة محمد بعضها عن بعض ، قال ابن عون بكلامه : ولا أن أقص لهم من نفسي ، فوالله لقد علمت ، أن صاحبي بين يدي كانا يقصان من أنفسهما ، وما يقوم بدني بالقصاص ، وأما أن يقتلوني ، فوالله لو قتلوني لا يتحابون بعدي أبدا ، ولا يقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا ، قال : فقام الأشتر وانطلق ، فمكثنا فقلنا : لعل الناس ، ثم جاء رويجل كأنه ذئب ، فاطلع من الباب ، ثم رجع وقام محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر حتى انتهى إلى عثمان ، فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمعت وقع وقال : ما أغنى عنك معاوية ، ما أغنى عنك ابن عامر ، ما أغنت عنك كتبك ، فقال : أرسل لي لحيتي ابن أخي ، أرسل لي لحيتي ابن أخي ، قال : فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم يعينه ، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه فأثبته ، قال : ثم مه ؟ قال : ثم دخلوا عليه حتى قتلوه [ ص: 584 ]

                                                                                ( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : سمعت أبا ليلى الكندي قال : رأيت عثمان اطلع إلى الناس وهو محصور فقال : أيها الناس ، لا تقتلوني واستعتبوا ، فوالله لئن قتلتموني لا تصلون جميعا أبدا ، ولا تجاهدون عدوا أبدا ، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه ، يا قوم ، لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد قال : وأرسل إلى عبد الله بن سلام فسأله فقال : الكف الكف ، فإنه أبلغ لك في الحجة ، فدخلوا عليه فقتلوه .

                                                                                ( 7 ) حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال : سمعت عثمان يقول : إن أعظمكم عندي غنى من كف سلاحه ويده .

                                                                                ( 8 ) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن ابن سيرين قال : جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال : هذه الأنصار بالباب ، قالوا : إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين ، فقال : أما القتال فلا .

                                                                                ( 9 ) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال : قلت لعثمان يوم الدار : اخرج فقاتلهم ، فإن معك من قد نصر الله بأقل منه ، والله إنه لحلال ، قال : فأبى وقال : من كان لي عليه سمع وطاعة فليطع عبد الله بن الزبير ، وكان أمره يومئذ على الدار ، وكان يومئذ صائما .

                                                                                ( 10 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن رجلا يقال له جهجاه تناول عصا كانت في يد عثمان فكسرها بركبته ، فرمى في ذلك الموضع بآكلة .

                                                                                ( 11 ) حدثنا إسحاق الرازي عن أبي جعفر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عثمان أصبح يحدث الناس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فقال : يا عثمان ، أفطر عندنا ، فأصبح صائما وقتل من يومه .

                                                                                ( 12 ) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن سعيد بن زيد قال : لقد رأيتني موثقي عمر وأخته على الإسلام لو ارفض أحد مما صنعتم بعثمان كان حقيقا [ ص: 585 ]

                                                                                ( 13 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح قال : قال عبد الله بن سلام لما حصر عثمان في الدار قال : لا تقتلوه فإنه لم يبق من أجله إلا قليل ؛ والله لئن قتلتموه لا تصلون جميعا أبدا .

                                                                                ( 14 ) حدثنا أبو أسامة عن صدقة بن أبي عمران قال حدثنا أبو اليعفور عن أبي سعيد مولى عبد الله بن مسعود قال : قال عبد الله بن مسعود : والله لئن قتلتم عثمان لا تصيبون منه خلفا .

                                                                                ( 15 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء ، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء ، فلما أفاق قال : اليوم انتزعت النبوة أو قال : الخلافة من أمة محمد : وصارت ملكا وجبرية ، فمن غلب على شيء أكله .

                                                                                ( 16 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال : لما قتل عثمان قام خطباء إيلياء ؛ فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مرة بن كعب فقال : لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة أحسبه قال : فقربها ، فمر رجل مقنع بردائه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا يومئذ وأصحابه على الحق ، فانطلقت فأخذت بمنكبيه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذا ؟ فقال : نعم ، فإذا هو عثمان .

                                                                                ( 17 ) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن زياد بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عباس قال : لو أن الناس اجتمعوا على قتل عثمان رجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط .

                                                                                ( 18 ) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال : أشرف عليهم عثمان من القصر فقال : ائتوني برجل أتاليه كتاب الله ، فأتوه بصعصعة بن صوحان ، وكان شابا ، فقال : أما وجدتم أحدا تأتوني به غير هذا الشاب ، قال : فتكلم صعصعة بكلام ، فقال له عثمان : اتل ، فقال : أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير فقال : كذبت ، ليست لك ولا لأصحابك ، ولكنها لي ولأصحابي ، ثم تلا عثمان أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير حتى بلغ وإلى الله عاقبة الأمور .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية