الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بعض فظائع المتمذهبين

وقد نصوا على أن من يصير حنفيا مثلا، يخلع عليه، وإن صار الحنفي شافعيا، يعزر.

وقد قالوا: إن الحق دائر بين هذه المذاهب الأربعة للفرقة السنية. وقال بعضهم: منحصر فيها.

فما هذا التفاوت يا عباد الله، في المباني والمعاني؟ وما هذا الهذيان في كتب الإسلام وصحائف الإيمان؟

والله، ثم والله! ما شاهدنا في آية، ولا في خبر قط: أن الحق دائر عليها، أو منحصر فيها، بل الذي شاهدنا في الحديث أن الفرقة الناجية هي ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.

فوازن بين هذه المذاهب، وبين ما كان عليه الصدر الأول من هذه الأمة، يتضح عليك صدق الدعوى وكذبها، وستقف على أن أينا على هدى، وأينا على ضلال؟ وهل تنفع هذه الحيل والمكائد في دين الله عنده سبحانه يوم الحساب، أم هذه كلها نوم وسراب؟

قال مسروق: من رغب برأيه عن أمر الله ضل.

[ ص: 336 ] وعن رجل من قريش: أنه سمع ابن شهاب يقول -وهو يذكر ما وقع فيه الناس من هذا الرأي وتركهم السنن- فقال: إن اليهود والنصارى إنما استحلوا من العلم الذي كان بأيديهم حين استبقوا الرأي، وأخذوا فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية