الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        ( قوله والتثاؤب ) وهو التنفس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات وهو ينشأ من امتلاء المعدة وثقل البدن لما في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع } والأدب أن يكظمه ما استطاع أي يرده ويحبسه لما روينا فإن لم يقدر فليضع يده أو كمه على فيه ووضع اليد ثابت في صحيح مسلم ووضع الكم قياس عليه وصرح في الخلاصة بأنه إن أمكنه عند التثاؤب أن يأخذ شفتيه بسنه فلم يفعل وغطى فاه بيده أو بثوبه يكره كذا روي عن أبي حنيفة ا هـ .

                                                                                        ووجهه أن تغطية الفم منهي عنها في الصلاة لما رواه أبو داود وغيره وإنما أبيحت للضرورة ولا ضرورة إذا أمكنه الدفع ثم إذا وضع يده على فيه يضع ظهر يده كذا في مختارات النوازل قال العلامة الحلبي وهل يفعل ذلك بيده اليمنى أو اليسرى لم أقف عليه مسطورا لمشايخنا ا هـ .

                                                                                        وهو عجيب مع كثرة مطالعته للمجتبى ونقله عنه وقد صرح بأنه يغطي فاه بيمينه وقيل بيمينه في القيام وفي غيره بيساره ا هـ .

                                                                                        ومن المكروه التمطي لأنه من التكاسل

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        ( قول المصنف والتثاؤب ) بالهمز كما في الصحاح وفي الدر المختار يكره ولو خارجها ذكره مسكين لأنه من الشيطان والأنبياء عليهم السلام محفوظون منه .

                                                                                        ( فائدة ) قال في شرح تحفة الملوك المسمى بهدية الصعلوك قال الزاهدي الطريق في دفع التثاؤب أن يخطر بباله أن الأنبياء ما تثاءبوا قط قال القدوري جربناه مرارا فوجدناه كذلك . ا هـ .

                                                                                        ( قوله لما في الصحيحين ) دليل للكراهة ( قوله وهو عجيب إلخ ) أعجب منه قول النهر وأفاد في البحر عن المجتبى أنه يغطي في القيام باليمنى وفي غيره باليسرى والذي رأيته فيه أنه يغطي باليمنى وقيل إن كان في القيام وإن كان في غيره فباليسرى ا هـ اللهم إلا أن يكون في نسخة البحر التي اطلع عليها سقط




                                                                                        الخدمات العلمية