الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بعض الأحاديث الواردة في مناقب علي -رضي الله عنه-

قلت: ومن الأحاديث الواردة في مناقبه: ما في «مشكاة المصابيح» مفردة، وداخلة في مناقب غيره. منها: حديث سهل بن سعد : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر : « لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله » الحديث، أعطاها عليا . وفي آخر هذا الحديث: « فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم » متفق عليه. دلالته على المراد واضحة.

ومنها: حديث عمران بن حصين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن »؛ أي: حبيبه وناصره، إشارة إلى قوله سبحانه: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، وهذه نزلت فيه -كرم الله وجهه- رواه الترمذي .

ويزيده إيضاحا حديث زيد بن أرقم يرفعه: « من كنت مولاه، فعلي مولاه » رواه أحمد .

وفي حديث حبشي بن جنادة مرفوعا: « علي مني، وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي » رواه الترمذي، ورواه أحمد عن أبي جنادة .

وفي حديث ابن عمر يرفعه: « أنت أخي في الدنيا والآخرة » رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب.

وفي حديث أبي سعيد مرفوعا: « يا علي! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك » رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

قال علي بن المنذر : قلت لضرار بن صرد : ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك.

قلت: ذلك لأنه كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعلي باب وممر في المسجد. [ ص: 439 ] ويجوز لمن كان له باب في المسجد مروره منه جنبا، ولهذا قيده بقوله: «هذا المسجد»؛ احترازا عن سائر المساجد.

وفي حديث أم سلمة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن » رواه أحمد والترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب إسنادا.

وعن ابن عباس : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بسد الأبواب إلا باب علي . رواه الترمذي، واستغربه.

وقد تقدم وجه التوفيق بين هذا الحديث وحديث سد الخوخات جميعا إلا خوخة أبي بكر.

وقال الترمذي : غريب؛ أي: إسنادا، أو متنا، أو معا، وذلك حديث متفق عليه، وكان هذا متقدما على ذاك، وكان ذلك في المرض إشارة إلى خلافة الصديق -رضي الله عنه-.

التالي السابق


الخدمات العلمية