الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
منقبة أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه-

عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح » متفق عليه.

خصه بالأمانة؛ لغلبتها فيه بالنسبة إليهم، أو بالنسبة إلى سائر صفاته. وهذا أولى، وفي وصفه بالأمين وصفه بالإيمان؛ لما ورد في الحديث: « لا إيمان لمن [ ص: 442 ] لا أمانة له »، فله دلالة على أن هذه الصفة كانت فيه على وجه الكمال.

وعن ابن أبي مليكة، قال: سمعت عائشة - وسئلت: من كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر، فقيل: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، قيل: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح؛ لأنه كان أمينا، وأهلا لهذا الأمر. وقد قال أبو بكر : ما لي وللخلافة، هذا علي، وعمر، وأبو عبيدة، استخلفوا منهم من شئتم، فقالوا: لا أليق منك، قدمك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر ديننا، فمن ذاك الذي يؤخرك في أمر الدنيا؟ رواه مسلم، وفيه فضيلة عظمى له -رضي الله عنه-؛ حيث قرنوه مع الخلفاء، وأسلكوه في مسالكهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية